
معتز خليل – باحث سياسي مقيم في لندن
خلال الساعات المقبلة وتحديدا في صباح يوم الأحد المقبل تشهد مدينه شرم الشيخ المصرية في سيناء قمة أمنية ، وهي القمة التي ستحضرها بعض من الأطراف بداية من مصر والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ، وهي القمة الأمنية التي ستناقش أطر التهدئة في رمضان.
وتشير تقديرات أمنية إلى خطورة الوضع في شهر رمضان بالأراضي الفلسطينية ، خاصة في ظل تواصل عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
ما الذي يجري
خلال الساعات الماضية يمكن استخلاص بعض من التقديرات الأمنية بناء على قراءة الموقف سواء في فلسطين أو إسرائيل . وهو ما يمكن تلخيصه في النقاط التالية .
1- تمتلك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حاليا عشرات التحذيرات من احتمالية تنفيذ هجمات في شهر رمضان وتحديدا مع بداية هذا الشهر الخميس المقبل.
2- لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لائحة بأسماء المطلوبين الذي يجب توقيفهم مع حلول شهر رمضان .
3- كشفت بعض من التقديرات إلى أن الجيش الإسرائيلي كان لديه قائمة من المطلوبين يجب أن يصل إليهم قبل شهر رمضان وكان من بينهم نضال خازم الذي استشهد أمس في جنين.
ويأتي هذا تزامنا مع تصعيد غير تقليدي شهدته المنطقة الشمالية في إسرائيل أخيرا ، حيث كشفت تقارير عن قيام أحد العناصر الفلسطينية وثيقة الصلة بما يعرف بالوحدة ١٣٣ من حزب الله بالتسلل إلى إسرائيل وزرع قنبلة في مفرق مجيدو ، وهو ما يعكس بعض من النقاط منها:
أ- تأكيد إسرائيل على أن حركة حماس متورطة في حادثة مجدو.
ب- بات من الواضح إن هناك تعاونا أمنيا بين حركة حماس والكتيبة ١٣٣ الخاصة بحزب الله ، وهو ما توصل إليه تقدير موقف أمني أصدرته الوحدة البحثية للمخابرات العسكرية بالتعاون مع جهاز المخابرات شاباك.
ج- وحذرت التقديرات الغريبة من خطورة الموقف وإمكانية تكرار ما حصل في مجيدو ، مشيرا إلى أن كلا من خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج وصالح العاروري القيادي في الحركة لهما صلات قوية في لبنان ، وهي الصلات التي يمكن أن تؤدي لتكرار هذه الحادثة الأمنية.
د- هذه التحركات التي يقوم بها العاروري تحديدا تأتي تزامنا مع تسريب أنباء من حركة حماس تشير إلى انتقاد بعض من المصادر بالحركة فشل صالح العاروري في تحقيق نتائج بالميزانية المالية التي يتلقاها ، وهو ما يدفعه إلى اثبات العكس.
قمة شرم الشيخ
كل هذا يأتي تزامنا مع قمة شرم الشيخ ورغبة السلطة بالتهدئة ، وهو ما كشفت عنه تقارير صحفية عربية اليوم ، والمنتظر أن يستعرض الوفد الفلسطيني في هذه القمة والذي سيتألّف من حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة “التحرير الفلسطينية” وماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية .
وسيقوم الوفد الفلسطيني بعرض الإجراءات التي اتّخذتْها السلطة في الأسابيع الأخيرة تنفيذاً لجانب من التعهّدات التي قطعتْها في مؤتمر العقبة.
كما سيطالب الوفد بتعزيز الدعم المُسدى لها على المستويَين الأمني والاقتصادي، حتى تستطيع تصعيد حمْلتها لنزع السلاح في شمال الضفة، وستدعو إلى الضغط على تل أبيب من أجل الامتناع عن القيام بإجراءات قد تُعرّض رام الله لضغط شعبي إضافي.
وستُدافع السلطة عن موقفها ، بحسب هذه المصادر ، بأنها شنّت حملة اعتقالات ضدّ عناصر حركة «حماس» الذين شاركوا في تشييع جنازة منفّذ عملية حوارة، الشهيد عبد الفتاح خروشة، والتي ترى السلطة والأطراف المشاركة في «العقبة» أنّها تسبّبت في «إفساد» تلك القمّة، وستؤكّد أنها ستحارب أيّ ظهور لـ«حماس» في الضفة خلال الفترة المقبلة، في الوقت نفسه الذي تتخوّف فيه من إمكانية إقدام المقاومين على تنفيذ عمليات فدائية جديدة تزامناً مع قمّة شرم الشيخ، بهدف «إفسادها» هي الأخرى.
تقدير استراتيجي
عموما بات من الواضح ان هناك حالة من التصعيد الأمني والسياسي ، وهي الحالة التي تتواصل في ظل حالة التجاذبات التي تعيشها الأراضي الفلسطينية هذه الأيام.