رفع التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل سقف الضغوط عاليا في وجه حليفه حزب الله بعد أن شارك الأخير في جلسة لمجلس الوزراء اللبناني الأحد كان قد توعد التيار بأنه سينجر عنها اتخاذ إجراءات لمراجعة تحالف مار مخايل.
وقال عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون إن “تفاهم مار مخايل القديم انتهى وأي استمرار لهذا التفاهم يمكن أن يكون بصيغة جديدة”، في خطوة قال مراقبون إنها آخر أوراق التيار الوطني الحر للضغط على حليفه حزب الله الذي يبدو أنه قد حسم أمره لجهة عدم تزكية باسيل رئيسا للجمهورية.
ويرى مراقبون أن مشاركة حزب الله للمرة الثانية في اجتماع مجلس الوزراء رغم تهديدات حليفه التيار تؤشر على عدم مبالاة قد تفسر بسببين: إما أن حزب الله قد حسم أمره بتجاوز التيار أو أنه لا يعير التهديدات أي اهتمام باعتبار أن شريكه سيكون أكثر تضررا منه إذا اختار المضي في صيغة إنهاء التحالف.
حزب الله يرى في باسيل الذي يواجه عقوبات أميركية عنوان توتر وشخصية صدامية لا يمكن التعويل عليها في المرحلة القادمة
وعلى الرغم من كل التأكيدات التي تجزم بأنّ التحالف لن يموت مع الاعتراف بأنّه بات بحاجة إلى إصلاح نتيجة تآكله بفعل التطورات والأحداث المتسارعة فإن أي شرخ جديد بين التيار والحزب يعني اتساع الهوّة، وقد لا تنفع مداواة الجراح بعد حدوثها.
وتقول مصادر سياسية أنه بعد الأزمة التي برزت إثر جلسة مجلس الوزراء بات من الصعب تصور التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر.
وتشير المصادر إلى أن هذا الواقع يعطي حزب الله أيضا القدرة على الذهاب إلى خيارات بديلة بعيدا عن التيار الوطني الحر.
ويدرك رئيس التيار أنّ قطع العلاقة مع الحزب تنعكس عليه، في الشق الداخلي، خسارة أكبر مما سيتكبده الحزب الذي سيعاني من خسارة خارجيّة أكبر بفعل فقدانه الغطاء المسيحي الوحيد الذي يتمتع به، وستزيد من عزلته اللبنانيّة التي يعمل جاهداً لتخفيفها قدر الإمكان، لأنها ستصب في خانة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الذي سيكسب مجالا كبيرا من الراحة في التعاطي مع الأحداث وتحطيم كل ما شيّده باسيل من حصون سياسية على مدى سنوات.
وتوترت علاقة التيار وحزب الله بعد أن رفض الأخير تزكية حليفه باسيل لمنصب رئيس الجمهورية والدفع باتجاه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ويعتبر باسيل نفسه الأحق بالتزكية من فرنجية أو قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.
ويرى حزب الله في باسيل الذي يواجه عقوبات أميركية عنوان توتر وشخصية صدامية لا يمكن التعويل عليها في المرحلة القادمة.