لطالما اتُّهم حزب الله بـ”ثقافة الموت”، تهمة صبغت في مراحل كثيرة الطائفة الشيعية بأكملها، وشكل مفهوم الشهادة والاحتفاء بها، الغذاء الرئيسي لهذه التهمة، وساهمت فيها مواقف احتفالية دارت حول الشهداء ومراسم دفنهم واستقبالهم، كما ساهمت فيها إلى حد بعيد خطابات أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، الذي أشاد بالشهداء وتضحياتهم، وقال بشكل صريح في العديد من المناسبات أن رجال حزب الله هم مشاريع شهداء.
وأعاد فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فتح النقاش حول الموت والطريقة التي يربي بها أفراد “حزب الله” أطفالهم. في الفيديو، يقف رجل على خشبة المسرح ويسأل طفلاً يبلغ من العمر ثلاث سنوات ويرتدي بذلة عسكرية: “ما هو طموحك في الحياة؟”، يجيب الطفل بكلمة واحدة: “شهيد”.
هيك بيربّوا الولاد؟ pic.twitter.com/1EU5IqXqoD
— Imad Charbel Succar (@ISuccar) February 1, 2023
منذ فترة أيضاً، نشرت امرأة صورة لابنها بزيّ “كشافة المهدي” في فايسبوك، وكتبت أنها تربيه لكي يكون مقاوماً وتتمنى رؤيته في النعش، مخضباً بدمائه شهيداً، ما عرّضها للعديد من الانتقادات.
كلنا بنتمني الشهادة بس انا بفضل انو ابني يضل يقاوم ويقاوم ويقاوم لفترة طويلة وبس بدو يستشهد كون انا متت لأن لو كان ابني شهيد انا بروح فيها ما بتحمل فراقو
والكلام سهل كتير عند ناس كتير بس وقت الجد صعبة— 🇮🇷Noha🇱🇧 (@Noha66443) January 23, 2023
ما بدأ كوسيلة لشد العصب، وأداة لحمل النساء على تقبل مقتل أبنائهن في الحرب السورية وغيرها من الحروب التي يخوضها حزب الله، عبر إسباغ القدسية على هذا الموت وتصويره كهدف أسمى، تحول في ما بعد ليشكل جزءاً من لاوعي جمهور حزب الله وعقيدة أفراده، حتى أصبحت أمهات قادرات على تمني الموت لأبنائهن في مشهد يرى فيه كثيرون انعداماً للمشاعر الإنسانية.
حتى ضمن جمهور حزب الله، وضمن العناصر المنتسبين إليه، خرجت أصوات ناشطين عبر مواقع التواصل لتعترض على الفكرة وترى أن فعل المقاومة لا يقتصر على الموت، بل يتعداه إلى باقي الميادين العلمية والمعرفية.
المدن