“الوطني الحر” يذكّر ميقاتي بـ”النار”: أمرك عجيب يا نجيب… والأخير يرد: تيار قلب الحقائق

فيما الأنظار مركّزة على متابعة التطورات الجنوبية والوساطة الأمريكية حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة في ضوء التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، وفيما وزارة الخارجية اللبنانية تحذّر من تداعيات النزوح السوري وتدعو “إلى إيجاد حل مستدام لملف النزوح السوري يحمي لبنان اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً ويقي الدول الأوروبية استباقياً تبعات أي تدهور محتمل”، أشعل التيار الوطني الحر الجبهة مجدداً مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على خلفية عدم التراجع عن تشكيلته الحكومية التي انتزع فيها حقيبة الطاقة من يد التيار واستعداده للنقاش مع رئيس الجمهورية ميشال عون في اسمين أو ثلاثة من الوزراء في وقت يعتبر الرئيس عون نفسه شريكاً كاملاً في التأليف ويحق له إبداء الرأي في كل التشكيلة.

استخدم التيار في حملته على ميقاتي تعابير تنمّ عن “قلوب مليانة” ليس أقلّها اتهامه بالفساد والكذب وصفقات الخلوي واستجداء سوريا قبل الانقلاب عليها، ما اضطر ميقاتي إلى الرد بنفس الأسلوب قائلاً عن رئيس التيار جبران باسيل “ما أفصح حامل العقوبات الدولية على فساد موصوف، عندما يحاضر بالعفّة والنزاهة والاستقامة”.




ومما جاء في بيان التيار العوني: “احتراماً للضحايا وللشهداء امتنعنا عن الردّ على بيان رئيس الحكومة المكلّف في يوم ذكرى انفجار المرفأ لكننا لا نسمح للباطل بأن يتطاول على الحق ولا للفاسد أن يمسّ المناضل. كما أننا نتجاوز التعليق على قراره المعروف برفض تشكيل الحكومة حيث أبلغ هو الكثيرين بأن الوقت ضيّق والحكومة لن تنجز وبالتالي لا داعي لحكومة جديدة. كذلك نتجاوز أكاذيبه عن الكهرباء، وهو صاحب المشروع الوحيد فيها: شركة نور الفيحاء”.

واضاف التيار “أما وقد قررت يا دولة الرئيس الإفتراء على التيار الوطني الحر واتهامه بالفساد فإنك قرعت الباب لتسمع الجواب. نسألك أولاً من أنت وما هو تاريخك المليء بالفساد ومن تمثل شعبياً وما هي إنجازاتك الوطنية لتتطاول على تيار تاريخه النضال؟ كيف لك أنت الذي أمضيت سنيّك بالصفقات والسمسرات والعمولات أن تتناول من قضى عمره في الساحات دفاعاً عن الوطن وإستقلاله والدولة ومؤسساتها بمواجهة المحتلين والطامعين والفاسدين؟”.

وتوجّه إلى ميقاتي بالقول: “أنت بنيت مسيرتك السياسية على استرضاء الخارج فيما بنى التيار مسيرته على التصدي لمؤامرات الخارج. أنت جعلت من بطاقة الائتمان المصرفي هوية لك، فيما هوية التيار الوحيدة هي لبنان. أمرك عجيب يا نجيب، فأنت تتهم التيار الوطني الحر بالفساد فيما جعلت من الفساد نهجاً لحياتك منذ أن بدأت في لبنان خلال الحرب بالمتاجرة بالخطوط والإتصالات الدولية المشبوهة، وانتقلت بعدها إلى سوريا تستجدي نظامها لتجمع من قطاع الإتصالات فيها ثروة قبل أن تنقلب عليها، مالاً وسياسيةً، فبات موقفها منك معروفاً.

ومن ينسى كيف دخلت في مغارة الخلوي واستوفيت من اللبنانيين أموالاً واشتراكات وحققت أرباحاً غير مشروعة من خارج العقد، وحصّلت من الدولة تعويضات بحوالي الـ 220 مليون دولار وسعيت للتهرّب من الضريبة على القيمة المضافة بحوالي 49 مليون دولار”.

وتابع: “لم تكتفِ بهذا بل استغليتَ نفوذك لتحصل من الدولة على عقد ليبان بوست المعروفة أخباره وأرباحه، ولم تترك فرصة للاستفادة من المشاريع العامة وأنت في الوزارة أو في سدة رئاسة الحكومة، ومن موقع السلطة دخلت في القطاع المصرفي وأصبحت شريكاً في أحد أكبر المصارف مستفيداً من هندسات مالية وفّرت لك أموالاً من دون فائدة لتكبير حصتك في المصرف، وأنت تعلم أن اسمك وارد في التحقيق المالي، لهذا نراك تستشرس في الدفاع عن رياض سلامة وأنت في الحقيقة تدافع عن نفسك، تهدد بالاستقالة إذا مُسَّ به، وتهدّد القضاة لمنعهم من الإدعاء عليه، ولا تنتهي بك الجولة بملاحقات قضائية خارج لبنان من موناكو إلى أخبارك الذائعة في إفريقيا والأردن”.

وقال التيار في بيانه “أنت الذي راكمت الثروات، يكتشف اللبنانيون أنك حصلت على قروض مدعومة من مصرف لبنان بقيمة تزيد عن ٣٣ مليون دولار لشراء الشقق الفخمة، وللمتاجرة والاستفادة من الفوائد المحدودة لتحرم المودعين الصغار والمحتاجين من الاستفادة منها. وبكل وقاحة تطل علينا من طائراتك ويخوتك الخاصة لتتهم التيار الوطني الحر بالفساد.

 نحن لا سريّة مصرفية نختبئ وراءها، فحساباتنا مكشوفة ومكاتبنا معروفة وحملاتنا الانتخابية كلفتها معدومة. لا أموال ولا ثروات لنا… ثروتنا هي نضالنا. فيما اسمك وارد في عشرات الصفقات والشركات المتصلة بشؤون الدولة فهل يمكنك أن تسمّي شركة واحدة للتيار الوطني الحر ورئيسه لها علاقة بالشأن العام؟ سمِّ محطة وقود أو بئر مياه أو شركة تعبئة خطوط أو رقم خليوي مميّز حصل عليه أو استفاد منه حين كان يتولى منصباً وزارياً”.

وختم: “نحن أنقى من أن تطالنا. أما أنت فتذكّر ما قاله لك المرحوم الرئيس عمر كرامي تحت قبة البرلمان أثناء استجوابك بملف الخليوي: “في جنّة وفي نار يا نجيب، لا تنسى”. لقد طفح الكيل ولن نسمح لأمثالك بأن يتطاول على تيار سياسي وشعبي معمَّدٍ بدم الشهداء ومحصّن بشرعية الناس. أما أنت فمن أنت في السياسية ولم تتجرأ على الترشح ولم تتمكن من إيصال أي نائب، ومن أعارك ثوب شرعيته بتسميتك ينزعه عنك ساعة يشاء.

كيف تسمح لنفسك أن تتطاول على أكبر كتلة نيابية وتحقد عليها، فقط لأنها رفضت أن تسمّيك لرئاسة الحكومة بعدما اختَبَرَت عجزك وعدم إقدامك لا بل جبنك لاتخاذ أي قرار لا يرضي معلّميك في الداخل، ولهاثك وراء الخارج خوفاً على مصالحك. نكتفي بهذا الآن وأي تطاول إضافي منك سيكون ردّنا عليه بمزيد من التفاصيل التي سوف تنكشف تباعاً عنك وعن فسادك”.

ولم يطل الأمر بالمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة للرد على التيار ببيان مقتضب جاء فيه: “الناس في واد و”تيار قلب الحقائق” في واد، ولذلك سيكون ردنا مقتضباً ولمرة أخيرة منعاً للتمادي في الابتزاز السياسي وفي سجالات عقيمة ليس أوانها في ظل الأوضاع التي يمر بها البلد عموماً وقطاع الكهرباء خصوصاً”، مؤكداً “أن بيان التيار يعكس نظر صاحبه في مرآة منزله. ولاننا نتبع القاعدة المعروفة التي تقول إن الضرب بالميت حرام، لن نضرب في “ميت التيار” مكتفين بهذا القدر، ومستلهمين بتصرّف قول الأديب سعيد تقي الدين “ما أفصح “حامل العقوبات الدولية” على فساد موصوف، عندما يحاضر بالعفّة والنزاهة والاستقامة”.

من جهتها، علّقت نائبة رئيس التيار مي خريش على بيان ميقاتي، وسألت “دولة الرئيس ميقاتي ما بعرف مين كتبلك بيان الرد على التيار، مش مهم، المهم ولمعلوماتك العقوبات على الوزير باسيل ليست دولية ولا صادرة عن الأمم المتحدة”، مشيرة إلى “أن العقوبات أمريكية سياسية كيدية، والأهم من هيدا كلُو مش حلوة ولا مفخرة إنو رئيس حكومة يتباهى بعقوبات خارجية على ابن بلدو”.

وكان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد علّق على ما سمّاه “الحصار والضغط الذي يفرضه الأمريكي على لبنان”، فتحدث عن “امتلاك المقاومة كل عناصر القوة حيث استطعنا أن نمنعه من أن يستخدم “الإسرائيلي” لشنّ الاعتداءات علينا لأن هذه الاعتداءات أصبحت مُكلفة كثيرًا عليه وهو عاجز عنها”. وأضاف رعد في مجلسين عاشورائيين “عندما حصلت أزمة الغاز في أوروبا أرادوا استخراج غازنا ولكن اصطدموا بموقفنا ومسيراتنا، وإذا أمكنهم استخراج الغاز فليفعلوا ذلك”.

بيان الخارجية

على مقلب النازحين السوريين، اطلعت وزارة الخارجية والمغتربين على بيان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبية بإسم الاتحاد الأوروبي حول الوضع في لبنان الصادر بتاريخ 30 تموز/يوليو 2022. وشكرت الوزارة “الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على اهتمامهم ومتابعتهم للأوضاع في لبنان”، مشيرة إلى أن “لبنان يواجه أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخه المعاصر والتي بات معها يعيش 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر”، موضحة “أن الوجود الكبير للنازحين السوريين على الاراضي اللبنانية شكّل سبباً رئيسياً للأزمة الاقتصادية العميقة، ونتيجة لذلك بدأت الفئات الاقتصادية الأكثر ضعفاً من اللبنانيين تتنافس على الخدمات والموارد الغذائية المحدودة المقدمة مع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا يشكلون معاً حوالي 40% بالمئة من عدد اللبنانيين، ما أدى أخيراً إلى زيادة نسبة التوترات والحوادث الأمنية بين كافة الفئات الاقتصادية الأكثر ضعفاً في لبنان”.

وأضافت: “بعد انقضاء أحد عشر عاماً على بدء الأزمة السورية، زادت مخاوف لبنان حيث تبيّن له غياب خارطة طريق لدى مجتمع الدول المانحة لعودة النازحين السوريين إلى وطنهم الأم بكرامة وأمان، أو ترحيلهم لدولة ثالثة كما بدأت تفعل بعض الدول أخيراً”، معتبرة “أن استمرار ربط العودة بالحل السياسي في سوريا، في ظل انسداد واضح ومعلوم من الجميع في الأفق السياسي، يعني بقاءهم في لبنان إلى أجل غير مسمى”.

ودعت الوزارة “إلى التعاون لوضع خارطة طريق تسمح بعودة النازحين تدريجياً إلى ديارهم بكرامة وأمان حرصاً على استقرار لبنان والمصالح المشتركة مع أوروبا”.