من يراقب كيف لوت نصوص وفقرات وبنود القانون الانتخابي اللبناني اعناقها للسلطويين كمسلسل تدجين طغت عثراته على مشاهده السوريالية ونوعية اكثرية المرشحين ودوافعهم في بلد يتجه نحو الرأي الاوحد وتعدد البنادق يدرك صعوبة التغيير وليس استحالته الذي دونه برامج ثورية وثوار على مستوى القضية.
حيث تسود الثنائية والمثالثة والمرابعة…كسلطة موازية ومتفوقة وحديقة خلفية للمؤسسات الدستورية لتقاسم الحصص رئيس جمهورية قوي لجمهورية في جهنم ورئيس مجلس نيابي لا يشق له غبار ومجلس فرقته الاهواء ورئيس حكومة بدا كشيخ صلح بالتمنيات لمجلس كثرت خصوماته سلطات متعاقبة بمجموعها تفتقد للنقاء والانضباط …نظريا كل السلطات تصنع في المجلس النيابي حيث ينتخب رئيس الجمهورية وتمنح الحكومة الثقة او تحجب عنها وبالتالي المجلس النيابي يصنع السلطات من رئيس الجمهورية الى اصغر حاجب بشكل مباشر وغير مباشر عبر التشريع والمراقبة
والشعب هو من يصنع البرلمان اي ان الشعب هو من يصنع السلطات لذلك يقال الشعب مصدر السلطات فليكن مصدر حقيقي وفعال ومعبر عن دوافع المواطنين التحررية والابداعية ونحن في لبنان كي نبني دولة بحاجة لصناعة معادلتنا الوطنية عبر برلمان قادر على صناعة دولة الرفاهية والاستقرار دولة العدالة والانتاج وهذة القاعدة هي الاهم لان وفرة الانتاج مع سؤ التوزيع هو احتكار كما ان عدالة التوزيع دون انتاج كاف هو توزيع للفقر والبؤس كما اننا بحاجة لصناعة معادلتنا السياسية مقيمين ومغتربين في المعادلة والوطنية وخصوص سعينا للتخفيف من المعانات مسلمين ومسيحيين كي نفرض مصالحنا على السلطة في بيروت وننتزع احترامنا وبالتالي حقوقنا. السؤال الداهم هل فعلا اللبنانيون هم من يصنعون نوابهم؟
التهميش والفساد حصل واسبابه معلومة تخطي قاعدة “الرجل المناسب في المكان الناسب” لكن المعيب ان يستمر هذا الواقع المذري لبنان لديه الموارد الكافية والمناسبة لنهضته وهذة الخصوصية سبق وافردنا لها مقالات وتحقيقات وتقارير صحفية خاصة ووضعنا لها المؤلفات التي يحاضر فيها بارقى الجامعات تنتظر تسييلها الى ارض الواقع عبر النتائج المرتقبة للانتخابات المقبلة فالانماء قرار سياسي كبير يعبر عن الروح الاستقلالية للشعب وان تضمن قرارات فرعية في الاقتصاد والاجتماع
اليوم الانتخابات النيابية في لبنان داهمة على الابواب وسريعة
السؤال البسيط والجوهري ماذا يريد اللبنانيون من الانتخابات؟
إنهم يريدون التغيير الحقيقي وليس اي تغيير ان نتائج الانتخابات سلبا ام ايجابا منوطة بمدى الوعي التغييري الذي حدث في المجتمع فاذا ما تكررت نفس الاساليب فستحدث نفس النتائج السابقة واذا ما تبدلت الاساليب بمعنى الافراد والبرامج فالنتائج ستكون مختلفة
المطلوب ان يكون النموذج البديل افضل من السابق والا ما “كأنك غزيت يا ابو زيد” يجب ان يحاذر الناخب من المغالات في النقد لانه مضياع للفرص البديلة وان يحاذر التعميم فليس كل قديم فاسد وليس كل جديد فاضل الرقص هنا على حد السيف وان التغيير يتم من داخل المؤسسات وبالوسائل الدستورية والقانونية
التذكير الدائم ان سلطوي اليوم كانوا بمعظمهم ثوار الامس في احزابهم وحركاتهم فحذاري ايها (الثوار)الجدد، حذار ايها الناخبون ادارة الظهر لمن صنعتم على اعينكم من المرشحين والتوجه لمن سقط الى الاستحقاق من غياهب المجهول بالتأكيد ليس المطلوب مرشحين يحملون صفات ملائكية لاقناع الاكثرية الصامته انه يوجد مرشحين جديين لكن بالتأكيد على هؤلاء المرشحين ان يقبضوا انفسهم بجدية اكثر من التي يبديها سماسرة الاصوات لكسب اصوات الناخبين هناك من يجادل بعبثية الانتخابات بوجود قوى سلطوية غاشمة وفاسدة واتهامها بالسيطرة وفرض الامر الواقع بمعزل عن الاكثرية والاقلية بالتأكيد هذة معضلة تتطلب ارادة لبنانية وطنية جامعة تغتنم فرصة الاستحقاقات الديمقراطية من اجل التغيير لكن طالما مر على لبنان امثال هؤلاء العابرون وطالهم التاريخ على الدوام بل من كان يعتقد بخروج الوصاية العسكرية والامنية السورية كما الاحتلال الاسرائيلي على تلك الصورة.
ماذا يريد اللبنانيون من الانتخابات بصورة عملية يريدون ترجمة عملية للبناء الفلسفي والاساس النظري الانتخابي الآنف ذكره الى واقع ملموس
إن اي تغيير ايجابي في الواقع اللبناني لن يتم دون دور اغترابي نشط حيث تشكل الانتخابات مناسبة جدية لمساهمة الاغتراب بصناعة دولتهم الحديثة ترشحا وانتخابا مستفيدين من ضرورة نقل تجاربهم الاغترابية في عملية اعادة البناء لاثراء الجهد المشترك المقيم والمغترب فالجناحان ضرورة حتمية للتحليق.
هذا التحليق لن يرتفع او يستمر دون عقد اجتماعي وطني اساسه اتفاق الطائف تطبيقا وتحسينا يلبي رغبة اللبنانيين في تحسين ظروف حياتهم باستمرار ويحول دون تكرار المغامرات ويكون ذلك بتأصيل الحكم الرشيد نحو دولة الرفاهية والانتقال بالمواطنين من واقع الفقر والتهميش الى حيث يحافظون كطبقة وسطى على مكتسباتهم المتحقق