عون: حزب الله ليس إرهابياً

أكد رئيس الجمهورية ميشال عون في مقابلة مع صحيفة “لا ربوبليكا” الإيطالية أن حزب الله حرر الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، وهو مكون من لبنانيين من الجنوب ولم يرتكب أي عمل إرهابي، لافتاً إلى أنه عندما يحرر لبنان أراضيه لن تبقى هناك من مشاكل لوضع حد للنزاع العسكري، وبدء مسار مفاوضات السلام مع إسرائيل.

واستهل رئيس تحرير الصحيفة ماوريتسيو موليناري المقابلة بالتعريف بعون مشيراً إلى أنه “عندما انتخب في العام 2016 كان يبدو أنه الرجل الصحيح الذي ينجح في انتشال البلد المنهك من انقساماته الطائفية، كونه جنرالاً سابقاً في الجيش وصاحب كاريزما ومسيحياً مارونياً قادراً على التحالف حتى مع أعدائه القدامى مثل شيعة حزب الله. لكن بعد ست سنوات ها هو عون يقود بلداً منقسماً أكثر من السابق، ومفلساً وقابعاً في أزمة اقتصادية وسياسية عميقة، ومهدداً بأن ينهار أكثر جراء الحرب في أوكرانيا. فلبنان يستورد نحو سبعين بالمئة من القمح من روسيا وأوكرانيا. حتى أن عون قال: نرى أمامنا مستقبلاً مظلماً: الأمن الغذائي بالنسبة لنا أولوية وأهم من الوضع السياسي”.
وهنا النص الحرفي للمقابلة كما جاء في الصحيفة الإيطالية، وليس كما تم تعديلها والإضافة عليها بالنص العربي الذي نشرته الوكالة الوطنية للإعلام:




ما هي الرسالة التي نقلتها للبابا، وهل قداسته مستعد للتدخل من أجل مساعدة لبنان الغارق في أزمة؟

– قداسته يتابع عن كثب الأزمات التي تعصف ببلدنا، وأنا أعرف أنه سيعمل على القيام بمبادرة من أجل مساعدتنا. لكنه لا يعود إلينا أن نحدد نحن شروط هذه المساعدة ولا مقوماتها”.

هل أكد لكم أنه سيقوم بزيارة للبنان؟
– ننتظر مجيء البابا منذ زمن طويل. ولقد قمت بتجديد دعوتي له لزيارة لبنان.

لبنان بحاجة إلى مساعدة عاجلة من المجتمع الدولي، الذي يطالب بالمقابل بإجراء إصلاحات. ما هو الدور الذي تلعبه ايطاليا في هذا الإطار؟
– لبنان بحاجة أكيدة للمساعدة، إلا أننا في الوقت الراهن نعاني من تفاقم أزمة الأمن الغذائي، ما لا يمكننا من اجتياز مرحلة فقر مدقع يطاول شرائح عديدة من المجتمع اللبناني بصورة خاصة. نعلم أن إيطاليا تقدم مساعدات اقتصادية، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وهي بإمكانها أيضاً أن تلعب دوراً سياسياً: حل خارجي يمكن أن يكون ممتازاً لنا ويساعد كل الأحزاب اللبنانية للتوصل إلى اتفاق.

روسيا لاعب استراتيجي في الشرق الأوسط، من خلال حلفائها، وأيضاً بالنسبة إلى ما يجري في لبنان. هل تخشون من أن يؤدي النزاع في أوكرانيا إلى تغيير التوازن في المنطقة، وتبدل دور موسكو، إضافة إلى الخشية من إمكان تأمين المواد الأولية الضرورية مثل القمح، التي يحتاج إليها بلدكم؟
– عندما تنتهي الحرب الدائرة هناك، سيكون هنالك منتصر، والمنتصر سيحدد شروطه. في هذه المرحلة، لا زالت هناك مفاوضات قائمة، لكن المرحلة التي نجتازها بالغة التعقيد. والجميع يدرك أن مخاطر هذا النزاع شاملة، فكافة الدول ستتأثر بطريقة أو بأخرى، لا سيما إذا ما نظرنا إلى الأمر من منظار الإنتاج الزراعي من دون غيره، والقمح بالدرجة الأولى. إن الحل الوحيد هو السلام، الذي يحتاج أن يكون من خلال ميثاق الأمم المتحدة.

منذ الانفجار الذي وقع في بيروت في 4 آب، وسقوط أكثر من مئي ضحية، واللبنانيون يطالبون بالعدالة، إلا أن المراجع القضائية المعنية تعاني من عوائق في السير في التحقيقات. كيف يمكن للمواطنين الوثوق بالأمر؟
– هناك نزاع في لبنان بين من يريد العدالة، ومن لا يريدها، وبعض الأفرقاء يعارضون مسار التحقيق. من الواجب القيام بتضحيات من أجل بلوغ الهدف، لكنني واثق من أن العدالة ستتحقق، لا سيما وأن جميع اللبنانيين ينشدونها.

لقد نزل الملايين إلى الساحات في شهر تشرين الأول 2019 من أجل المطالبة بتغييرات جذرية في النظام، وهذا ما لم يحصل. هل أن الطبقة السياسية اللبنانية عصية على إصلاح نفسها؟
– لقد كنت أول من نادى بالتغيير. إن نظامنا معقد، وهو قائم على الديمقراطية التوافقية، كما وأنه لدينا 3 أحزاب سياسية رئيسية. الأمر الذي يجعل من الصعب إيجاد حلول مقبولة من الجميع. نحن نسعى إلى تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، التي من شأنها أن تساهم في تطبيق أفضل لدستورنا.

واحدة من مخاوف المجتمع الدولي في لبنان تتعلق بوجود دولة ضمن الدولة: حزب الله، مع كامل قدرته العسكرية. ما هي الأمور التي تقوم بها الحكومة لمعالجة هذه المسألة؟
– نظرة حزب الله في الداخل اللبناني مختلف بصورة كاملة عن نظرته إلى الخارج. وحزب الله لا يؤثر بأي طريقة، على الواقع الامني للبنانيين. ويتعاون مع الجيش اللبناني عندما يتعلق الأمر بالحدود الجنوبية، بما يشبه تعاون الجيش مع قوات “اليونيفيل”. أن حزب الله، حزب يملك السلاح وهو قام بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، وهو مكون من لبنانيين من الجنوب ولم يرتكب أي عمل إرهابي.

لقد حصلت اتفاقيات بين الامارات العربية وعدد من الدول مع اسرائيل، ساهمت في التواصل في ما بينها، هل من الممكن بلوغ مثل هذا الأمر بين اسرائيل ولبنان؟
– التقارب بين اسرائيل وهذه الدول العربية حصل لأنه لا يوجد لديها أراضٍ محتلة، بينما هناك أجزاء من أراضي لبنان وسوريا لا تزال محتلة. عندما نتوصل إلى تحريرها، لن تبقى هناك من مشاكل لوضع حد للنزاع العسكري، وبدء مسار مفاوضات السلام مع إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن النص باللغة العربية الذي نقلته الوكالة الوطنية للإعلام تضمن هذه الجملة الختامية: “لحفظ الحقوق والسيادة الوطنية وتحرير الارض والمياه، ذلك ان لبنان ليس دولة تحب الحروب”. بينما في نص المقابلة بالصحيفة الورقية وعلى الموقع الالكتروني لم يتضمنها.