
اسكندر خشاشو – النهار
تأخذ دائرة المتن الانتخابية في العادة اهتماماً خاصّاً، لأنها من أكثر الدوائر تسييساً بالاضافة الى وجود وازن الى أغلبية القوى المسيحية على الساحة المتنية. منذ عام 2005، بسط “التيار الوطني الحر” سيطرته على الدائرة وفاز بأغلبية النواب مع خروقات بسيطة مرّة بالنائب الشهيد بيار الجميّل، ومرة أخرى عبر النائب سامي الجميّل والراحل ميشال المر.
ومع اعتماد النسبية في عام 2018 تغيّر الوضع ليحصد نصف عدد نواب الدائرة وتذهب المقاعد الاربعة الباقية للكتائب (مقعدان)، و”القوات اللبنانية” (مقعد واحد)، واحتفظ ميشال المر بمقعده، وخلال هذه الدورات الانتخابية حافظ تحالف “التيار”، حزب الطاشناق والسوري القومي الاجتماعي على ثباته، فيما الجهات الاخرى انفصل بعضها عن بعض وخاض كل طرف انتخاباته منفرداً.
وبحسب المعطيات الاولية، فإن تحالفات 2022 ايضاً ستختلف عمّا قبلها، فبوادر خمس لوائح بدأت تهلّ على الساحة، ويبدو أن الطاشناق افترق حبّياً عن “التيار الوطني الحر”، معلناً مشروع تحالف مع آل المر الذي رشح ميشال الياس المر.
وفيما أعلنت “القوات اللبنانية” مرشحيها ملحم الرياشي عن المقعد الكاثوليكي ورازي الحاج عن أحد المراكز المارونية لتطلق “ماراتون” تأليف لائحتها المستقلة، ما زالت الأطراف الاخرى متريّثة في إعلان مرشحيها ولوائحها.
ولكن بحسب المعلومات فإن الكتائب بدأ بتشكيل لائحته وهو حسم مرشّحيه، وهما سامي الجميّل وإلياس حنكش، كما حسم التحالف مع الأمينة العامة لحركة تقدم لوري هاتايان عن المقعد الارمني، فيما الاتصالات مستمرة مع “التيار”- الخط التاريخي والكتلة الوطنية والنائب السابق غسان مخيبر وعدد من المجموعات المدنية لإعلان لائحة مكتملة، يبدو أنها أصبحت قريبة جداً.
أما على صعيد “التيار الوطني الحر” فلا تحالفات حتى الساعة، سوى مشاورات مع السوري القومي الاجتماعي وبعض الشخصيات، فيما لم يتأكد بعد ترشيح النائب الياس أبو صعب، ويبدو أن “التيار” سيتكل في الانتخابات على “نجمه” في القضاء إبراهيم كنعان، الذي حتى اللحظة هو الثابت الوحيد على اللائحة، وتخضع الاسماء الاخرى للأخذ والرد، وخصوصاً أن ترشيح الرياشي على المقعد الكاثوليكي قد خلط الأوراق بالنسبة للنائب إدغار معلوف الذي أصبح تحت تهديد جدّي بفقدان مقعده، أو فتح مباشرة مع القوات على هذا المقعد بالذات، ما يؤثر على باقي المقاعد على اللائحة، وخصوصاً أن اللائحة “تلعب” ضمن هامش حاصلين انتخابيين.
أما تحالف “المر-الطاشناق” فقد أطلق سلسلة من الاتصالات مع عدد من المرشحين، منهم المرشح السابق على لائحة “التيار” سركيس سركيس، وهي إن كانت في مرحلة متقدمة لكنّها بحسب المعلومات لم تصل الى نتيجة حتى الساعة، وهي تقوم بمحاولات حثيثة لاستكمال لائحتها وخصوصاً أن الدرسات تعطيها حاصلاً واحداً.
والاسبوع الماضي أعلن تحالف “متنيون مستقلون” نواة تحالف للقوى المدنية هي بحسب القيّمين عليها تمثّل تجمّع مستقلين خارج الاحزاب السياسية، وتضمّ بعض الأسماء المعروفة كالخبير الاقتصادي إيلي يشوعي وهاني صليبا الذي نشط في المدة الاخيرة في القضاء.
هذا على مستوى التحالفات، أما على مستوى الأرقام فإنّ دراسة قامت بها شركة “غلوبل فيجن” وحصلت “النهار” على نسخة منها، بيّنت بعض المؤشرات التي ستكون أساسية على مستوى الانتخابات.
وبحسب هذه الدراسة، فـ68.2 بالمئة صرحوا بأنهم مستقلون ولا ينتمون لأي تيار سياسي، 19،4 صرّحوا أنهم مستقلون لكنهم يؤيدون أحزاباً سياسية، و 4،12 صرّحوا بأنهم منتمون الى أحزاب سياسية.
أما بالنسبة للمرشح الأول برأيهم الذي سمّاه المستطلعون فبلغت نسبة “لم أقرر بعد” 32 بالمئة وهي نسبة مرتفعة، تلتها نسبة مرشح جديد مستقل 16،5 بالمئة، ليحلّ بعدها سامي الجميّل بنسبة 12،1 بالمئة، يليه إبراهيم كنعان بنسبة 10،7 بالمئة، بعده مرشح المجتمع المدني بنسبة 6،1 بالمئة، ومرشح القوات اللبنانية بـ3،8 بالمئة، وتظهر أسماء ومرشحون بنسب أقل.
وتضمنت الدراسة سؤالاً عن المرجعية السياسية التي تمثل القضاء فتقدّم خيار “لا أحد” ليحلّ بالمرتبة الاولى بـ41 بالمئة، يليه “التيار الوطني الحر” بـ 11،6 بالمئة، فخيار “لا أعرف” بـ11،1 بالمئة، سامي الجميّل بـ7،5 بالمئة، إبراهيم كنعان بـ7،2 بالمئة، فالكتائب بـ7،1 بالمئة فالقوات بـ5،8 بالمئة، الياس بوصعب بـ2،7 بالمئة، وميشال الياس المر بـ2،3 بالمئة.
ورداً على سؤال عن من ستعطي صوتك التفضيلي حلّ سامي الجميّل أولاً بـ15 بالمئة، يليه مرشح مستقل بـ14،7 بالمئة، وإبراهيم كنعان بـ12،0 بالمئة، لينال عدد من المرشحين كإلياس بوصعب، وإدي معلوف وميشال المر، وملحم الرياشي والياس حنكش نسباً تراوح بين 7 و4 بالمئة.
وفي قراءة لنتائج الدراسة بدا واضحاً أن نسبة عالية من المستفتين، لم تختر بعد مرشّحيها، وهذا يعود الى عدم تشكّل اللوائح ووضوح حركة المرشحين والتحالفات.
وفي قراءة معمقة للأرقام تظهر حصول الكتائب على 2،5 حاصل انتخابي، التيار الوطني الحر 2،5 على حاصل انتخابي، والقوات اللبنانية على حاصل انتخابي واحد.
كذلك بدا من نتائج الدراسة أن اسمي إبراهيم كنعان وسامي الجميّل متقدّمان بنسبة كبيرة على غيرهما، بغضّ النظر عن وجود حزبيهما، فكنعان تقدّم في فئة المرشحين والمرجعيات السياسية، على المرشحين وعلى حزبه، ومثله سامي الجميّل، حيث تقدّم الاسم على الحزب.
وتخلص الدراسة بحسم مقعدين للتيار (كنعان+ابوصعب) وصعوبة الفوز بثالث، في مقابل ارتفاع حظوظ الكتائب للحصول على مقعد ثالث، والقوات لمقعد واحد، على أن تحسم التحالفات المقاعد الباقية، ولا بدّ من الاشارة إلى أن الدراسة أعطت نصف حاصل انتخابي للمجتمع المدني.