الضمانات والعقوبات.. نقاط شائكة على طريق الاتفاق النووي

بعد ثماني جولات من المحادثات بين إيران والقوى الغربية لا تزال هناك نقاط شائكة تتعلق بالعقوبات والقيود النووية.

وكشف دبلوماسيون أن “إيران والولايات المتحدة لا تظهران مرونة بشأن القضايا الجوهرية في المحادثات النووية غير المباشرة”، الأمر الذي يرونه يثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حل لتجديد اتفاق 2015 الذي قد يبدد المخاوف من اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط.




ووفق تقرير لوكالة رويترز، ما تزال نقاط شائكة تتضمن “سرعة ونطاق رفع العقوبات عن طهران، إضافة لمطالبة طهران بضمان الولايات المتحدة عدم اتخاذ المزيد من الخطوات العقابية، ناهيك عن نقاط تتعلق بكيف ومتى يتم استعادة القيود على أنشطة إيران النووية”.

إرادة للعودة للاتفاق

المحلل السياسي الإيراني، حسين روريان يرى “أن الجهود لتتوصل طهران إلى نقطة تلاقي مع القوى الغربية في المباحثات أصبحت محتملة أكثر مما مضى”.

وأضاف في رد على استفسارات “الحرة” أن هناك جهدا تم بذله من قبل كل الأطراف لرفع الكثير من العوائق، وهو ما يجعلنا الآن أمام مشهد جديد، حيث أصبحت نقطة الخلاف بين الأطراف المختلفة محدودة”.

وأكد روريان “أنه يوجد إرادة قائمة للعودة للاتفاق النووي من قبل كل الأطراف، وهو ما يعني أن المشهد إيجابي”.

ويشير إلى أنه “ليس من المعقول الطلب من طهران بوقف أنشطتها النووية قبل رفع العقوبات عنها”، خاصة وأن “الولايات المتحدة هي من خرجت من الاتفاق وهي من عليها العودة إليه”، حسب تعبيره.

وزاد “أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، ترامب هي من قامت بخطوة سلبية تجاه الاتفاق النووي”.

اتفاق سياسي

المحلل السياسي، عامر السبايلة، يرى أن “نقطة التلاقي في مفاوضات الاتفاق النووي قد تكون صعبة، لأن القوى الغربية بحاجة إلى تنازلات كبيرة من طهران، وهناك عدم قبول لما وصل إليه البرنامج النووي الإيراني من قبل القوى الغربية”.

وأوضح في حديث لموقع “الحرة” أن هناك “انعدام ثقة ما بين الأطراف المتفاوضة”، ناهيك عن “موروث من التعقيدات تركتها إدارة ترامب خلفها بفرض العقوبات على طهران”.

وزاد السبايلة أن طهران لا تريد التخلي عما وصلت إليه في برنامجها النووي حتى لا تفقد ورقة هامة لها في المفاوضات”.

وأكد أن المفاوضات هذه المرة ربما أصعب من السابقة، خاصة في ظل وجود الجانب السياسي، المتعلق بمخاوف إسرائيل وتهديداتها بالتحرك منفردة لمواجهة الطموحات الإيرانية النووية.

وأشار السبايلة أنه بمرور الوقت ستبقى إيران تصعد في برنامجها النووي في محاولة منها لقبولها بوضعها الحالي، وتلافي الوقوع فيما تراه فخا بإضافة بنود تتعلق ببرامجها المختلفة للتسلح.

وأضاف أن هذا الاتفاق لم يعد محصورا في نطاق البرنامج النووي، إذ أنه “اتفاق سياسي بامتياز” قد يشمل نشاطات إيران للتسلح ناهيك عن نفوذها في التحركات بالشرق الأوسط.

الاتفاق النووي

طهران تسعى لكسب الوقت مع مواصلة تطوير قدراتها

ويحد الاتفاق النووي من نشاط إيران لتخصيب اليورانيوم مما يجعل من الصعب عليها تطوير أسلحة نووية، وهو هدف تنفيه طهران.

وانسحبت الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018، حيث وجدت واشنطن أن الاتفاق لم يفعل ما يكفي لكبح أنشطة غيران النووية، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وأعاد فرض عقوبات أضرت بشدة بالاقتصاد الإيراني.

وبعد عام ردت إيران على ضغوط ترامب بخرق الاتفاق تدريجيا، وأعادت بناء مخزونات اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء أعلى ، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.

الحاجة إلى ضمانات

وقال مسؤول إيراني سابق إن قادة إيران “واثقون من أن نهجهم المتشدد، والذي سيؤدي إلى نتائج”.

وقالت فرنسا، الثلاثاء “إنه رغم إحراز بعض التقدم في نهاية ديسمبر، لا تزال إيران والقوى العالمية بعيدين عن إحياء الاتفاق”.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في الرابع من يناير إن المسألتين “في صميم المفاوضات” هما تخفيف العقوبات والالتزامات النووية التي ستتخذها إيران لإعادة الاتفاق.

وتصر إيران على الرفع الفوري لجميع العقوبات، فيما تقول واشنطن إنها سترفع العقوبات إذا استأنفت إيران الامتثال للاتفاق.

وقال مسؤول إيراني رفيع لوكالة رويترز إنه “يجب على الأميركيين تقديم تأكيدات بأنه لن يتم فرض عقوبات جديدة تحت أي تسمية على إيران في المستقبل. نحن بحاجة إلى ضمانات بأن أمريكا لن تتخلى عن الصفقة مرة أخرى”.

وأشار إلى أن إيران تحتاج إلى نحو أسبوعين للتحقق من رفع العقوبات قبل أن تتراجع عن خطواتها النووية.

تهديدات

ولم تخلُ فترة المباحثات خلال الفترة الماضية من التهديدات الإسرائيلية التي ترى في البرنامج النووي الإيراني تهديدا وجوديا، وهو ما جعلها تعلن صراحة إمكانية تنفيذ ضربات تستهدف القدرات النووية الإيرانية.

وتؤكد طهران أنها سترد بقوة إذا تعرضت للهجوم.

وقال دبلوماسي غربي إن “أوائل فبراير موعد نهائي واقعي لمحادثات فيينا” ، فكلما بقيت إيران خارج الاتفاق، زادت الخبرات النووية التي ستكتسبها.

وقال دبلوماسي غربي آخر “ما زلنا غير متأكدين مما إذا كانت إيران تريد حقا العودة للاتفاق”.

واستبعدت طهران الالتزام بأي موعد نهائي “مصطنع”.

وقال مسؤول إيراني مقرب من فريق المفاوضات “لقد طلبوا عدة مرات من إيران إبطاء عملها النووي أثناء المحادثات، وحتى الأميركيون نقلوا رسائل حول اتفاق مؤقت من خلال أطراف أخرى”. وهو ما تم رفضه من قبل طهران.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية طلب عدم نشر اسمه لوكالة رويترز “نحن والمجتمع الدولي بأسره نريد من إيران أن تثبط برنامجها النووي وقد أبلغنا ذلك بوضوح شديد”.

وتشمل نقاط الخلاف الأخرى أجهزة الطرد المركزي النووية المتطورة الإيرانية.

وقال مسؤول إيراني “المناقشات مستمرة بشأن مطالبة طهران بتخزين وإغلاق أجهزة الطرد المركزي المتقدمة… أرادوا تفكيك أجهزة الطرد المركزي وشحنها إلى الخارج”.