التايمز: اشتعال الخلافات السياسية بين مشعل وهنية

لندن – بيروت أوبزرفر

جاء الانفجار الأخير في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينية في لبنان ليكشف عن واحدة من أدق الخلافات بين قيادات حركة حماس ، حيث ألقى الانفجار وتداعياته الضوء على خلاف سري بين قادة الحركة حماس.




وتشير تقارير صحفية إلى أن هذا الخلاف يتمثل بين جناحين يرى أحدهما بقيادة إسماعيل هنية أن مستقبل الحركة هو أنها وكيل عسكري للنظام الشيعي في إيران، بينما يسعى الآخر بقيادة خالد مشعل لاستعادة رعاية الأنظمة العربية السنية الأكثر اعتدالا مثل السعودية والإمارات ومصر.

ونقلت صحيفة تايمز البريطانية عن مسؤول استخباراتي غربي قوله إن “الأنظمة العربية المعتدلة قلقة منذ سنوات من العلاقة الحميمة المتزايدة بين حماس والمحور الإيراني. مثل هذه الشراكة يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على المنطقة”.

وأضاف الكاتب “خالد مشعل، البالغ من العمر 65 عاما، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، يرأس الآن عمليات الحركة خارج الأراضي الفلسطينية. منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، قاد مشعل، الذي نجا من محاولة اغتيال قام بها عملاء إسرائيليون في الأردن، سياسة الانفصال عن النفوذ الإيراني. وبحسب مصادر استخباراتية غربية، فقد كان يحاول بدلاً من ذلك إعادة بناء علاقات حماس مع الأنظمة العربية السنية”.

واستطرد المصدر الذي تحدث للصحيفة قائلا “للقيام بذلك، يريد أن يوضح أن حماس ليست جزءًا من المحور الإقليمي الموالي لإيران الذي يضم حزب الله في لبنان، ونظام الأسد في سوريا، وبعض الميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن”.

لكن منافس مشعل وخليفته في منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، ينتهج سياسة التقارب مع الإيرانيين، الذين يرفضون حتى لقاء مشعل.

ووفقا للصحيفة البريطانية فقد “كان أحد الدوافع وراء قرار حماس في مايو/ أيار بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، والتي أشعلت الحرب التي استمرت 12 يومًا، رغبة قادة حماس في غزة، المتحالفين مع هنية، في أن يثبتوا للإيرانيين أنهم (استثمار جيد) عندما يتعلق الأمر بمحاربة إسرائيل”.

وقال مصدر مسؤول للصحيفة”على النقيض من ذلك، يرى مشعل أن حماس بحاجة إلى التركيز على الدبلوماسية بدلاً من العنف، إذا كانت تريد في النهاية السيطرة على الحركة الوطنية الفلسطينية”.

وترى الصحيفة إن ” قيادة حماس ما زالت تبدو منقسمة بين رأيين. في الأسابيع الأخيرة كان ممثلوها في القاهرة يتفاوضون على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، بينما تحاول في الوقت ذاته إعادة تأسيس وجود عملياتي في الضفة الغربية، التي تسيطر على أجزاء منها منافستها السياسية، فتح، والتي لا تزال تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي”.

واختتمت الصحيفة قولها “كشفت القوات الإسرائيلية قبل أسبوعين ما قالت إنها شبكة إرهابية من نشطاء حماس، كانوا يخزنون متفجرات لاستخدامها ضد أهداف مدنية إسرائيلية، بتمويل من الفصيل الذي يفضل توثيق العلاقات مع إيران”.