لن نضيّع الحلم… حلمكَ – نايلة تويني – النهار

لم أكن أتمنى أن تحلَّ ذكرى اغتيالك الـ 16، ولبنان في هذه الحالة من التأزم والانهيار. أخاف أن تشعر في عليائك بأن دماءك ودماء عشرات الشهداء في انتفاضة الاستقلال، لم تحقق المراد، وأنها ذهبت سدى في بلد قليل الوفاء، ومحبط لكل الجهود والمساعي.

معك لا أشعر باليأس، بل استمد منك العزم في كل صباح. وديعة “النهار” أحافظ عليها مهما كثر الحاسدون، وازداد المحاربون، وتضاعف كلام النميمة. كل شجرة مثمرة تُرشق بالحجارة. هكذا هي “النهار” وهذه هي قناعتنا في “النهار”.




منك أستمد عزيمة، وأقوى، وأصمد وأثابر، وأجهد لمستقبل أفضل لعائلتي، ولنهارك، وللبنان.
استعيد عبارتك الشهيرة “إيانا وإياكم أن نخون حلمنا وان يسقط وطننا فداء انانيات واسباب عبثية”. إنه الحلم. نعم هذا الحلم الذي يدفعنا قدماً، إذ من دون الأحلام لكنّا دخلنا منذ زمن في نفق الإحباط واليأس، والهجرة.

مؤسف يا جبران ما يحصل في لبنان. رغم تأييدك البعض ممن وصلوا الى الحكم، إلا أنك أدركت قبل غيرك زيف شعاراتهم، وخرجت منهم قبل أن يكتشف الآخرون، متأخرين، ذلك.
قاومتَ بكل السبل المتاحة، حتى في الشارع، وعلّمت أن المقاومة الحقة لا تأتمر بالخارج، ولا تخدم أجندات هذا الخارج. عيّروك بمواجهتك سفارات دول كبرى دفاعاً عن مشروع لبنان السيد، الحر، المستقل، وما عرفوا أن الوطنية الحقة لا ترضخ للسفارات، القريبة والبعيدة، عيّروك وهم يرتمون في أحضان الغير، ويعملون من خارج الوطنية والميثاقية ومن خارج المنظومة العربية الجامعة، وايضا من خارج المنظومة الدولية.

جبران والدي،
ظنوا أنهم باغتيالك، ينهون مسيرتك، وما عرفوا أنك حييت بموت الجسد، وأنك المؤمن بالحياة الثانية، وأنك المسلّم حياتك لمشيئة الله، وأنك ما خفت الموت يوماً، بل ذهبت إليه عمداً، وتحضر أمامي عبارتك الشهيرة عند محاولة اغتيال مي شدياق حين قلت: “اتركوهم، تعالوا الينا، اقتلونا نحن السياسيين”.

والدي الحبيب،
بكيت كثيراً، وتضرّعت كثيراً، ولا تمر الذكرى من دون كثير أسى، وعمق حزن لا يوصف. كيف لا وقد فقدتُ الوالد، والصديق، والرفيق، والسند، وواجهت الدنيا وحيدة. لكنني، أمام كثرة التحديات، آثرت أن أقول للأقربين، وللأبعدين، إنني ابنة #جبران تويني البطل، وحفيدة غسان تويني، والنهارية بامتياز، وإنني مع كل الصامدين، المؤمنين بلبنان، سنمضي لبناء مستقبل أفضل، وسنظل نحلم ونحلم الى أن نبلغ واقع الحلم.