انفجار قرب نطنز تزعم طهران أنه بسبب تدريبات جوية

“انفجار نطنز”.. هل تتحرك إسرائيل منفردة في مواجهة إيران وسط جمود مفاوضات النووي؟

مع كل حادث يطال أي منشأة نووية إيرانية تتجه الأنظار نحو إسرائيل التي تصرح مرارا أنها على استعداد لاستخدام أية وسائل متاحة لتعطيل امتلاك إيران لسلاح نووي.

الحادث الذي وقع السبت تزعم طهران حدوثه بسبب اختبار للدفاعات الجوية الإيرانية حيث وقع انفجار قرب منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.




وكان المنشأة ذاتها، تعرضت لانفجار يوم 11 أبريل الماضي، كشفت تقارير أنه دمر المئات من أجهزة الطرد المركزي المسؤولة عن عمليات تخصيب اليورانيوم.

ورفض متحدث إسرائيلي التعليق للحرة على ما جرى قرب المنشأة النووية الإيرانية.

ويأتي انفجار السبت في وقت يخيم الجمود على المحادثات النووية بين طهران والقوى الغربية، فيما كانت إسرائيل تطالب “بوقف فوري” للمحادثات الجارية في فيينا.

وهذا الحادث الجديد قرب “نطنز” ورغم الرواية الإيرانية، يفتح الباب أمام تساؤلات فيما إذا كانت إسرائيل ستتصرف منفردة تجاه البرنامج النووي الإيراني، وسط أصواتها التي لم تلق إجابة إلى الآن بوقف المفاوضات التي تعتبرها مماطلة إيرانية إلى وقت الحصول على سلاح نووي.

“تحرك منفرد”

المحلل السياسي، علي رجب أوضح أن “هناك تصريحات كثيرة صدرت من إسرائيل تؤكد على أنها ستتحرك منفردة لمواجهة المشروع الإيراني الهادف إلى الوصول للسلاح النووي، وأنها لن تقف مقيدة أمام وقف وإجهاض أي مخطط إيراني في هذا المجال”.

وأضاف في تصريح لموقع الحرة أن “قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، كان قد أكد في تصريحات أن الجيش الإسرائيلي قادر على فعل كل ما هو مطلوب لضمان عدم امتلاك طهران قنبلة نووية”، وهو ما يعني تهديدا بتحرك إسرائيلي منفرد في مواجهة طهران، أيضا لم يستعبد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أن تتحرك اسرائيل ضد إيران لمنع امتلاكها السلاح النووي.

ويؤكد رجب أن “التحرك الإسرائيلي لن يكون مفاجأة أو غير مدروس، فالتحركات الإسرائيلية والتدريبات العسكرية مع دول إقليمية والولايات المتحدة تؤشر على أن إسرائيل تدرك جيدا أبعاد التحرك العسكري ضد إيران”.

وأشار إلى أن التحركات الإسرائيلية تشمل ضربات عسكرية محدودة مباشرة، واستهداف للمنشآت النووية عبر طائرات مسيرة أو عملاء إسرائيل داخل إيران، مبينا أن الضربات العسكرية للمنشأت الإيرانية مستمرة ولم تتوقف، وهي لم تأتِ عبر استهداف عسكري مباشر ولكن عبر عمليات تخريب تستهدف المنشآت عبر عملاء داخل ايران.

الرد الإيراني

وحول الرد الإيراني على استهداف إسرائيل لبرنامجها النووي، يرى رجب أن هناك 3 سيناريوهات، الأول عبر “حرب الوكلاء” وهي استهداف الجماعات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة كحزب الله اللبناني وحماس وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، والميليشيات التي يديرها الحرس الثوري في سوريا والعراق.

والسيناريو الثاني هو حرب الممرات البحرية واستهداف المصالح الإسرائيلية في عدة مناطق من الشرق الأوسط، أو في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتنية، وهي حرب دائرة بين إسرائيل وإيران، وآخرها إعلان كينيا عن اعتقال إيراني كان يخطط لاستهداف مصالح إسرائيلية في كينيا، وقبل ذلك اعتقال خلية تابعة للوحدة 400 التابعة لفيلق القدس الإيراني في إثيوبيا كانت تخطط لعمليات ضد المصالح الإسرائيلية.

أما السيناريو الثالث بحسب رجب، هو الحرب المباشرة بين الطرفين، ولكن هذه الحرب احتمالها ضعيف ولكنه غير مستبعد، وتتوقف على حدوث ضربات عسكرية إسرائيلية مباشرة لطهران، وهو ما يعني إعلان حرب على إيران، وهنا سيكون رد إيران بشكل مباشر، من داخلها وعبر وكلائها فيما يسمى محور المقاومة، وفي النهاية الأزمة مفتوحة على كل السيناريوهات.

استهداف لا يتوقف

المحلل السياسي، عامر السبايلة، قال في رد على استفسارات “الحرة” إن “الاستهداف الإسرائيلي المباشر لمواقع نووية إيرانية لم يتوقف خلال الفترة الماضية”.

وأضاف أن إسرائيل تستخدم كل ما هو متاح لديها من حرب سيبرانية واستخباراتية من أجل تعطيل الجهود الإيرانية النووية.

وأكد السبايلة أن ما يتم الإعلان عنه كل فترة حول حوادث تحصل في منشآت نووية إيرانية ليست أمرا مفاجئا، رغم أن إسرائيل لا تعلن صراحة مسؤوليتها عن أي هجمات تستهدف المنشآت الإيرانية.

وأشار إلى أن إسرائيل تستهدف المنشآت الاستراتيجية النووية من دون التنسيق مع الولايات المتحدة، حيث أعربت أكثر من مرة أنها لن تتوانى عن اتخاذ خطوات فردية لإحباط سعي إيران لتعزيز قدراتها النووية.

وكان تقرير نشره موقع “جيويش كرونيكل” قد كشف أن الموساد الإسرائيلي استطاع تجنيد فريق من العلماء النووين الإيرانيين لتنفيذ عملية سرية لاستهداف منشأة نطنز.

وتكشف المعلومات أن عملاء الموساد قاموا بإخفاء المتفجرات في قاعة بمنشأة نطنز والتي تحتوي أجهزة الطرد المركزي في 2019 ولكنهم فجروها في 2020 في أبريل الماضي.

وسبق لإيران أن اتهمت عدوتها الإقليمية اللدودة إسرائيل، المعارضة بشدة للاتفاق النووي، بالوقوف خلف سلسلة عمليات تخريب طالت منشآت لتخصيب اليورانيوم، وعمليات اغتيال طالت عددا من علمائها النوويين خلال الأعوام الماضية كان آخرهم عراب البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زادة.

كما أعلنت في يونيو الماضي إحباط عملية تخريب لمنظمة الطاقة الإيرانية، أفادت وسائل إعلام محلية في حينه أنه كان منشأة كرج، حيث تخصص هذه المنشأة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي.