مرة جديدة يتحرك الجيش اللبناني سريعاً لوأد فتنة كان يُعمل على اعادة اشعالها في طرابلس والشمال، من بوابة الانتخابات الرئاسية السورية للدخول الى مسارات عنفية تعيد عقارب الساعة بمراحلها المشؤومة الى الوراء، ايام جولات القتال وخطوط التماس داخل طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة وهم ابناء المدينة الواحدة.
لم يدع الجيش العاملين على اشعال الفتنة حتى أن يلتقطوا انفاسهم، وعمدت مديرية المخابرات الى ملاحقة كل حدث حصل بلا تردد وبسرعة كبيرة، “وما هي الا ساعات حتى انجزت التوقيفات للمشتبه فيهم الاساسيين الذين يعملون لأجندات مختلفة لا علاقة لابناء طرابلس بها لا من قريب ولا من بعيد، بعدما ادلى الموقوفون باعترافات واضحة خلاصتها ان عناصر ومجموعات حاولت اعادة استحضار مشهد الانقسام وخطوط التماس بين جبل محسن وباب التبانة، الا ان هذه المحاولة اجهضت وكبحت من خلال جهوزية الجيش وسرعة تدخله عبر مديرية المخابرات، التي تمكنت بالرصد والمتابعة من تحديد المتورطين وأوقفت رؤوس الفتنة ومثيري الشغب”.
ووفق معلومات حصلت عليها “نداء الوطن” فان الموقوفين اعترفوا “بقيامهم بأعمال مخلة بالأمن هدفها فتنة داخل الصف الواحد والفتنة المذهبية والطائفية، والاستثمار في العامل السوري لتأجيجها، اذ ان الموقوف زكريا الصوص وهو سوري الجنسية هو من حرق العلم السوري بدافع احداث توتر واشتباك، بينما المدعو حيدر من جبل محسن تهجم على دورية للجيش، فيما اطلق طالب حسون سوري الجنسية النار في الهواء اثناء محاولته قطع الطريق في جبل محسن، والحادثة الاخطر والتي تمثلت بحرق مكتب حزب “الكتائب اللبنانية” في مدينة طرابلس، فان الموقوف نور النشار (سرايا المقاومة) اعترف برمي مولوتوف على مكتب “الكتائب” ومستوصف الخيال التابع لـ”القوات اللبنانية” في ساحة النجمة، وذلك رداً على ما تعرض له والده الشيخ عبد الكريم النشار من ضرب وتكسير سيارته في محلة نهر الكلب، لدى مروره على رأس موكب متوجهاً الى الحدود الجنوبية تضامناً مع الشعب الفلسطيني والقدس وكانوا يرفعون الاعلام الفلسطينية”.
ويوضح مصدر معني ان “جهوزية الجيش وسرعة تدخل مديرية المخابرات بناء على داتا المعلومات لديها وعلى المتابعة السريعة، ادت الى كبح محاولات اثارة الفتنة ليس فقط في طرابلس انما على مساحة الشمال، خصوصاً ان هناك من حاول في المدينة منذ الصباح الباكر بث الرعب والخوف والايحاء بأن شيئاً ما سيحصل”.
وأكد المصدر ان “الاهم في كشف المتورطين وسرعة القاء القبض عليهم، هو منع ادخال هذه الحوادث من ضمن الاشتباك السياسي القائم في البلاد تحت عناوين كثيرة، وبالتالي منع الاستثمار السياسي لأي من الفرقاء من خلال اشعال التوتر في الشمال، بحيث تبدأ الامور باشكالات عادية ومتوقعة ومن ثم تحاك من حولها سناريوات تأخذها الى أبعاد أوسع وأخطر”.
واشار المصدر الى ان “تحرك الجيش ويقظة مديرية المخابرات وسرعة اتمام التوقيفات وكشف المتورطين، والانتشار السريع في البؤر التي يمكن ان يُعمد الى تحريكها، لاقى ارتياحاً رسمياً وشعبياً وسياسياً في طرابلس خصوصاً والشمال عموماً، كونه منع تطور الامور، ووجه رسالة حاسمة الى كل من يعنيه الامر بأنه لا أمن بالتراضي بعد اليوم، والمعيار ذاته من الحزم يطبق في جميع المناطق اللبنانية بلا ادعاء مظلوميات او مظلات، لان كل القوى السياسية رفعت الغطاء عن المخلين بالامن والاستقرار ولا خيمة فوق رأس أحد، وهذا ما ابلغ الى الجيش اللبناني الذي يتحرك في قمع وانهاء الحالات الشاذة بلا هوادة”.
نداء الوطن