ماكرون يرد على خيبة لودريان بالتحضير لمؤتمر وطني لبناني في باريس

تزامنا مع المناورات الكبرى التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي أمس، كشفت مصادر أن حزب الله استدعى عناصره إلى الجنوب ورفع جهوزيته إلى 100% للمرة الأولى منذ «حرب تموز» عام 2006 في الجنوب، وخصوصا في القنيطرة وعلى مختلف الجهات والتشكيلات والتصنيفات العسكرية، وعمد إلى حجز بعض العاملين معه واستدعاء بعض القوات.

ووفقا لهيئة البث الإسرائيلي، فإن «المناورات العسكرية هي الأكبر في تاريخ» الجيش.




و«تحاكي حربا كبرى على إسرائيل عند الحدود الجنوبية والشمالية لفلسطين مع جبهة سيناء والجبهة الداخلية، بالإضافة إلى تعرض إسرائيل لكم هائل من الصواريخ».

ويأتي استنفار الحزب والمناورات، في ظل الغموض المسيطر على المشهد الإقليمي، وفي وقت يستمر تخبط الحكم، مع حكومة تصريف أعمال لا تصرف غير الوقت، ورئيس حكومة مكلف، ممنوع عليه التأليف، لغرض في نفس أحد اليعاقبة المدللين.

وتحول الكحل الى ما يشبه العمى مع فشل زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، في إخراج حالة التعثر الحكومي من الحفرة، بسبب تركيزه على تجميع القوى البديلة، بدلا من معالجة الحاضر بالحاضر. ريثما تسنح الظروف بالتغيير المأمول.

لكن المعلومات الواردة من باريس تشير الى ان وزير الخارجية لودريان، العائد خائبا من بيروت، يستعد لإطلاق برنامج العقوبات ضد من يعتبرهم معرقلين للمبادرة الفرنسية في لبنان وواضعي العصي في عربة تشكيل الحكومة اللبنانية.

ويفترض ان تخرج، هذه العقوبات من غلاف الغموض ومحيط الاحتمالات، الى الفضاء المنظور، عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قبل ان تترأس باريس الدورة الجديدة لمجلس الأمن الدولي مطلع الشهر المقبل.

وثمة معلومات إضافية وصلت الى بيروت، تشير الى اعتزام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوة القيادات اللبنانية، الى عقد مؤتمر وطني في باريس، لمواجهة التردي الشامل للأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية، في ظل المنظومة السياسية والحزبية الحاكمة، ما يدفع باتجاه تكريس جبهة المعارضة الوطنية، التي أشار إلى ضرورتها لودريان، عبر لقاءاته مع أحزاب وتيارات وجماعات من خط المعارضة لسلطة تحالف التيار الحر – حزب الله. وضمن إطار التمهيد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة.

ويبدو ان باريس قررت الاعتماد على قوى سياسية بديلة للقوى التي خذلتها في موضوع الحكومة والإصلاحات.

بدوره، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد: رغم الأزمة السياسية والضائقة المعيشية ندعو الشعب للحفاظ على الكيان اللبناني ولإعادة تجميع طاقاته وقدراته وروحه المنتفضة فلا يفقد الأمل بالمستقبل فلن ندع لبنان يسقط.

أضاف: هناك من يعمد إلى دفع لبنان نحو مزيد من الانهيار لغاية مشؤومة ونكرر الدعوة لإعلان حياد لبنان الإيجابي الناشط ولعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة لكي يكون مصير البلد مستقلا عن التسويات الجارية في منطقة الشرق الأوسط.

وقال: ندعو المعنيين بتشكيل الحكومة ليسرعوا بالخروج من سجونهم وليتصفوا بالمناقبية وليعملوا بشرف وضمير وإصغاء مسؤول إلى أنين الشعب من أجل تأليف حكومة قادرة تضم النخب الوطنية الواعدة.

رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الذي شارك في اجتماع لودريان مع «القوى البديلة» في قصر الصنوبر، قال في احتفال بمناسبة عيد العمال: «لن نترك البلد للزعران، ونحن مقبلون على أيام صعبة سنكون فيها قوى بديلة تغييرية، عابرة للمناطق والطوائف، وسنعمل معا على لبنان جديد نطمح إليه»، واعدا بأن تكون الكتائب النبض التغييري وسط فجور الطبقة السياسية التي أوصلتنا الى هذا القعر».

وحذر الجميل من ان تكون البطاقة التموينية رشـــوة انتخابيـــــــة للمحسوبيات والزبائنية، بعد إفقار الشعب اللبناني وصرف أمواله، واصفا إياها بـ «بطاقة إفساد» الشعب اللبناني، وتعميم الفقر فيه، وخلص الى الدعوة «لانتفاضة وتغيير حقيقي في لبنان، عبر جبهة معارضة وطنية سيادية حقيقية تواجه «بوطة الزعران» الحاكمين في لبنان الآن».