كي لا تقع الحرب الاهلية

أحمد عياش – النهار

عودة حرائق الاطارات المشتعلة لتقطّع أوصال لبنان تحمل إنذارا هو الاول من نوعه. ربما يحمل هذا المشهد ملامح مستعادة من الماضي القريب، ولكن هناك جديدا.




تقول اوساط بارزة في المعارضة الشيعية ل”النهار” ان الغضب الشعبي الحالي عابر فعليا للطوائف. وربما هناك كالعادة بعد إستخباراتي، لكن هذا البعد لم يعد كما كان من قبل. وأعادت الاوساط نفسها الى الاذهان ما مرّ به الوطن بعد 17 تشرين الاول عام 2019. ففي ذلك التاريخ أشعلت محاولة فرض زيادة بضع سنتات على الواتساب غضبا شعبيا مشهودا. ولما إبتعد الامن الرسمي عن سياسة الهراوة الغليظة نزل الى الساحة أمن “حزب الله”.أما اليوم ، فالغضب يشعله الدولار وليس أجزاء منه ، وهو يطاول معظم البيئة الحاضنة للحزب كحال كل اللبنانيين تقريبا.

يقول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: “نحن ذاهبون إلى فوضى داخلية نتيجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي. نعم، سيزيد الفقر والتشليح والقتل. وحتى في المجتمع الشيعي، هناك فوضى. وعندما نرى مظاهر الفوضى في بعلبك – الهرمل (هذه منطقة حزب الله) فهذا يعود إلى الفقر، لأن الحزب لا يقوم بأي شيء في هذه المنطقة”.

يضيف جنبلاط: “معاش العسكري اللبناني كان 500 دولاراً تقريباً قبل الانهيار، أما اليوم فأصبح 60 دولاراً. ماذا يفعل هذا العسكري الذي يحافظ على الأمن؟ غداً يرفض. ما هو الحافز؟”

وينتهي جنبلاط ردا على سؤال الى القول:”لا، لست خائفاً من الحرب الأهلية”.
إذا، وصل إنهيار سعر صرف الليرة الى هاوية لا قعر لها.ولا يبدو ان هناك من كابح لهذا الانهيار سوى الحلول الاقتصادية.وهي تبدأ بتشكيل حكومة كما قال بالامس المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس: “هناك حاجة ملحة لتشكيل حكومة ووقف الفساد، ونحن ندعم الشعب”.

بدورها قالت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو تبدأ عملية النهوض بتشكيل حكومة من دون تأخير، تكون مستعدة للعمل بجدية “. لكن ما تقوله واشنطن وباريس وسائر عواصم العالم تقريبا هو مستمر منذ شهور.ما يعني ان مع العهد الحالي يصح القول :على من تقرأ مزاميرك يا عالم؟

بالعودة الى ما قاله جنبلاط من انه ليس خائفا من حرب أهلية.هو محقّ في قوله إذا ما عدنا الى نماذج هذه الحرب في التاريخ القديم والحديث.لكن ما تقوله أيضا الاوساط البارزة في المعارضة الشيعية محقّ أيضا.ولا تستبعد هذه الاوساط الاحتمال الذي طرحه جنبلاط بشأن الفوضى بسبب غياب الحافز الذي يدفع القوى الرسمية المولجة بحفظ النظام للقيام بواجباتها.

في المعلومات ان الواقع الشيعي الذي ينطلق منه “حزب الله” يتضمن حالات متفلتة لا يضبطها سوى تآزر الحزب وحركة “أمل” في مواجهتها.فهل يبقى هذا التآزر على حاله وقد وصل الانهيار الى شريحة واسعة تتكل في مواردها على الليرة ؟

ما تخشاه هذه الاوساط ان لا يكون إحتمال #الحرب الاهلية بعيدا.وهذا يبدأ بنزول “حزب الله” الى الساحات ليقوم بدور حفظ النظام!