أحدث تطبيق كلوب هاوس مفاجأة داخل الأوساط التكنولوجية وعالم الأعمال حيث استقطب كبار الشخصيات العالمية ذات المتابعين الكثيرين ما وسع شهرته وحفز خطط تطويره حتى يكون منصة رقمية تنافس كبرى الشركات في وادي السيليكون، فيما مثل خطرا في جهات أخرى مثل الصين التي توجّست من نقل التطبيق لمعلومات محظورة بين الصينيين تخص سكان هونغ كونغ وتايوان والمنفيين من أقلية الإيغور.
كلوب هاوس هو تطبيق دردشة صوتي مخصص للمدعوين فقط تم إطلاقه منذ أقل من عام، وجذب انتباه كبار الشخصيات في مجال التكنولوجيا مثل الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، والرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، وحتى الحكومة الصينية التي منعته في البلاد بالفعل.
ما هو كلوب هاوس
هو تطبيق على الآيفون فقط بمجرد دخولك، يمكنك بدء المحادثات أو الاستماع إليها حول مجموعة كاملة من المواضيع، من التكنولوجيا إلى الرياضة الاحترافية، عن الأبوة وحتى الأدب الأسود، وما إلى ذلك. ولا توجد مشاركات أو صور أو مقاطع فيديو، فقط صور ملفات تعريف الأشخاص وأصواتهم.
يمكن أن تكون المحادثات حميمية، مثل مكالمة هاتفية، أو قد تتضمن آلاف الأشخاص الذين يستمعون إلى حديث من أحد الأسماء بارزة. إنه مزيج من البودكاست، والمكالمة الجماعية، والجزء الآخر من وسائل التواصل الاجتماعي. إنه مجاني ولا توجد إعلانات في هذه المرحلة.
تكمن الطريقة الوحيدة في الحصول على دعوة من شخص موجود ضمن كلوب هاوس بالفعل، ولا يزال في الإصدار “التجريبي”، مثل جي ميل في أيامه الأولى. أما إذا كنت لا تعرف أي شخص بإمكانه دعوتك بعدُ، فقد لا تضطرّ إلى الانتظار كثيرا لفترة أطول. فعندما ظهر كلوب هاوس لأول مرة، تلقى الأعضاء الجدد القدرة على إرسال دعوتين فقط، وارتفع عددها الآن إلى خمس، ما يشير إلى أن التطبيق جاهز لتوسيع نطاق جمهوره. يمكنك أيضا تنزيل التطبيق والانضمام إلى قائمة الانتظار.
يعد هذا جزءا من جاذبية التطبيق الذي يبدو مثل ناد حصري. كما كان محلّ تركيز لهوية أعضائه الأوائل مثل نجم الراب دريك، والممثل جاريد ليتو، والممثلة تيفاني هاديش، وشخصيات تكنولوجية مؤثرة مثل مارك أندرسن والرئيس التنفيذي لشركة تويتر جاك دورسي. على الرغم من أن كلوب هاوس لم يكشف عن عدد الأشخاص الذين يستخدمونه، فقد تم تنزيل التطبيق 5.3 مليون مرة، وفقا لشركة التحليلات “أب أني”.
بمجرد حصولك على دعوة، يمكنك استيراد ملفك الشخصي على تويتر أو البدء من نقطة الصفر، ثم متابعة الأشخاص أو “الأندية” في مجموعة واسعة من المواضيع. ويشجع التطبيق الأشخاص على استخدام أسمائهم الحقيقية لكنه لا يفرض هذه القاعدة. كما ستحتاج إلى جهاز آيفون، إذ لا يتوفر تطبيق كلوب هاوس بعدُ على هواتف الأندرويد وليس على الويب.
وضع التطبيق رجل الأعمال في وادي السيليكون، بول دافيسون، الذي قدّم خدمة “هايلايت” القائمة على الموقع الجغرافي والتي استحوذ عليها موقع “بينتريست” في 2016، ووروهان سيث، وهو موظف سابق في غوغل. وظهر التطبيق لأول مرة في مارس الماضي، في الوقت الذي أُلزم فيه الناس بالبقاء في المنزل لمحاربة الوباء ووجدوا أنفسهم متحمسين للتحدث إلى أشخاص آخرين إلى جانب أسرهم أو زملائهم في السكن.
ربما يكون السبب الرئيسي هو أن إيلون ماسك وزوكربيرغ ظهرا مؤخرا في كلوب هاوس بشكل مفاجئ. فعندما تختار أيقونتان تبلغ ثروتهما الإجمالية 280 مليار دولار استخدام نفس التطبيق في نفس الفترة، يميل الناس إلى الجلوس والانتباه للأمر.
كما استقبل التطبيق أسماء كبيرة، مثل أوبرا وينفري، فصار التطبيق يعتبر بالفعل عنصرا أساسيا بين شخصيات الإعلام والترفيه وشخصيات وادي السيليكون.
اهتمام كبير

في ظهوره بتاريخ 31 يناير الماضي، بدأ ماسك مناقشة هدفه المرتبط بالوصول إلى المريخ من خلال تكنولوجيا سبيس إكس ومشاركة آرائه حول العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي والوباء المستمر. ثم استدعى الرئيس التنفيذي لشركة روبين هود، فلاد تينيف، إلى المسرح الافتراضي لإجراء مقابلة حول دور التطبيق في دعم أسهم غيم ستوب، والذي زعزع المستثمرين الذين راهنوا على استمرار انخفاض الأسهم.
أوضحت تلك المقابلة نقطتين من المهم تذكرهما حول كلوب هاوس. على الرغم من أن التطبيق يقول إنه لا يسجل المناقشات التي تحدث داخل غرفه، فلا يعني هذا أن المشاركين الآخرين لا يفعلون ذلك. وتثبت التسجيلات المنشورة لمناقشات كهذه أن هناك طرقا للالتفاف على سقف كلوب هاوس البالغ 5 آلاف شخص في غرفه.
لم يلاق ظهور زوكربيرغ في 4 فبراير على كلوب هاوس نفس الضجة، ولكن وجوده عزز الفضول حول التطبيق. وكما حدث مع الكثير من التطبيقات، يقال إن فيسبوك يعمل على نسخة مقلدة، تُعرف داخليا باسم فايرسايد.
في حين بدت الأمور هكذا في البداية، وتوسعت قاعدة مستخدمي التطبيق وتنوع أعضاؤها. والآن يمكن للمستخدمين استكشاف مواضيع مثل “اسأل مدربا عن: الحياة، الحب، السعادة، المال والصحة.. عن أساسيات بيتكوين وجيل طفرة المواليد.. وعن دراغ ريس…”.
ماذا حدث في الصين
توافد آلاف المستخدمين الصينيين على التطبيق في الأشهر الأخيرة، وقد جذبتهم المناقشات غير المقيدة التي يُسمح بها مع أشخاص في الخارج، ولاسيما حول الديمقراطية وتايوان ومواضيع حساسة أخرى. وكان هذا مفاجئا نظرا إلى أن حكومة الرئيس شي جين بينغ تعادي الأصوات المستقلة. وسمح كلوب هاوس للعديد من المستخدمين الصينيين بالاتصال بسكان هونغ كونغ وتايوان ومع المنفيين من أقلية الإيغور.
وحُجب التطبيق من متجر أبل في الصين في 16 ديسمبر، وفقا لبنجامين إسماعيل، الناشط في مجموعة “أبل سنسورشيب” التي تتعقب الرقابة في متجر أبل. ولا يزال بإمكان المستخدمين تنزيله من متجر تطبيقات أبل في خارج الصين.
لكن، فقد المستخدمون الصينيون إمكانية الوصول إلى كلوب هاوس، بطريقة حظر بها الحزب الشيوعي الصيني الآلاف من مواقع الويب وتطبيقات المنصات الاجتماعية الأخرى عبر استخدام نظام فلترة الإنترنت الأكثر شمولا في العالم.
يقول بول دافيسون وروهان سيث، مؤسسا تطبيق كلوب هاوس إنه “في أي ليلة، هناك الآلاف من الغرف المختلفة التي يمكن للأشخاص الانضمام إليها لإجراء محادثات مباشرة حيث يعمل المضيفون (الافتراضيون) كمشرفين على المحادثات ويمكن لمَن في الغرفة رفع أيديهم، افتراضيا، لتشغيل ميكروفوناتهم وإعطائهم فرصة للتحدث. ومن بين المشاركين، قائمة من أصحاب رؤوس الأموال ورواد التكنولوجيا والمشاهير”.
وأضاف مؤسسا كلوب هاوس، وكلاهما مرتبطان بمجال صناعة التكنولوجيا من أدوار سابقة في الشركات الكبرى، إن هدفهما مع كلوب هاوس هو “بناء تجربة اجتماعية تبدو أكثر إنسانية، حيث يمكنك بدلا من النشر، الاجتماع مع أشخاص آخرين والتحدث سويا”.
الشركة المالكة تخطط للتوسع أكثر، وإطلاق نظام أندرويد، حتى يأخذ التطبيق مكانه بين تطبيقات التواصل الاجتماعي
في أقل من عام منذ إطلاقه، أصبح كلوب هاوس اسما معروفا في “سيليكون فالي”، وجذب ملايين المستخدمين من حول العالم، وتُقدر قيمته بأكثر مليار دولار. وتخطط الشركة الآن وفقا لما أعلنه الشريكان المؤسسان “للتوسع.. بأسرع ما يمكن وفتحه للجميع قريبا”.
لكن كل ذلك الاهتمام يأتي أيضا بتحديات محتملة لشركة كلوب هاوس. فقد بدأت شركة “تويتر”، وهي منصة تضم جمهورا أكبر بكثير، مؤخرا في تجربة ميزة جديدة تسمى “سبايس”، والتي تصفها “تويتر” بأنها تجربة صوتية حية يمكن فيها لعدة أشخاص التواصل أو مناقشة موضوع ما.
وتواجه شركة كلوب هاوس أيضا أسئلة حول ما إذا كانت مجهزة للتعامل مع إساءة الاستخدام والكلام الضارّ على تطبيقها، خاصة مع زيادة حجمه. وبالفعل فقد شارك بعض الأعضاء والنقاد علنا أمثلة على معاداة السامية ومعلومات كاذبة ومضايقات على المنصة.
والاعتماد على الصوت فقط يجلب تحديات جديدة عندما يتعلق الأمر بالإشراف على المحتوى، وهو أمر لا يزال يعاني منه نظراء كلوب هاوس الأكبر منه في وسائل التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بالنصوص ومقاطع الفيديو والصور.
وعبر تدوينة في أكتوبر الماضي، قالت شركة كلوب هاوس إنها أضافت ميزات أمان، بما في ذلك الحجب، والكتم، والإبلاغ داخل الغرفة وطريقة للمشرفين لإغلاق الغرفة. وفي نوفمبر الماضي، قالت الشركة إنها قدمت خدمة “تسجيل صوتي مؤقت ومشفر، فقط لأغراض الثقة والأمان”. وأضافت “إذا لم يتم الإبلاغ عن أي حادث في الغرفة، فإننا نحذف التسجيل الصوتي المؤقت عندما تنتهي غرفة المحادثة”.
وتحظر شروط خدمة كلوب هاوس تسجيل المحادثة دون إذن كتابي صريح من جميع المتحدثين المعنيين. وأكدت الشركة أنها تخطط لتوسعة فريق عمل “الثقة والأمان” لديها.
ولتخزين البيانات يجب إعطاء تطبيق كلوب هاوس رقم هاتفك، وإنشاء اسم مستخدم، ويمكنك تسجيل اسم المستخدم النهائي الذي تريده للخدمة قبل أن تحصل على دعوة. الشخص الذي يدعوك يحتاج ببساطة إلى رقم هاتفك. وستحصل على رابط نصي هكذا ومنه يمكنك تسجيل الدخول برقمك الذي أرسلت عليه الدعوة.
يمكنك إنشاء حساب في كلوب هاوس في البداية من خلال حسابك في تويتر، إذا كنت لا ترغب في إعداد واحد، وسيسحب التطبيق صورة حسابك في تويتر، كما يتطلب التطبيق الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك لتسهيل العثور على أشخاص لمتابعتك. بمجرد تسجيل الدخول؛ يمكنك التحقق من عنوان بريد إلكتروني بحيث يكون لديك كطريقة لإعادة الاتصال إذا كانت هناك مشكلة.
لا يمكن تسجيل المحادثات أو إعادة الاستماع إلى المناقشات التي جرت، حيث ينتهي كل شيء بمجرد الخروج من الغرفة، ولا يتم تسجيل أي شيء بواسطة كلوب هاوس. لكن هذا لا يعني أن الأعضاء الآخرين لن يجدوا طرقا لتسجيل الدردشات. وقد حدث ذلك بالفعل ونشرت الكثير من النقاشات التي تمت في تطبيق “كلوب هاوس” على يوتيوب.
تخطط الشركة المالكة للتطبيق الآن للتوسع أكثر، وإطلاق إصدار لنظام أندرويد، وفي النهاية يأخذ التطبيق مكانه بين تطبيقات التواصل الاجتماعي الرئيسية الأخرى، مثل: تويتر وفيسبوك. ولكن للقيام بذلك؛ سيتعين عليها أيضا حل بعض المشكلات التي يواجهها التطبيق.
تحدث بعض الصحافيين في كلوب هاوس – وخاصة من النساء – عن كونهم أهدافا للتنمّر والتحرّش من آخرين على المنصة. وشهد آخرون غرفا تحث على معاداة السامية والعنصرية وتنكر وجود فايروس كورونا.
لذلك أطلق التطبيق إرشادات للتنسيق مع المجتمع في أكتوبر الماضي، بعد أن شعر القائمون على التطبيق بأنهم ارتكبوا خطأ شائعا حيث اعتقدوا أنه يمكن الوثوق في المستخدمين. وقد صرح الرئيس التنفيذي ديفيدسون بأن “أي شبكة اجتماعية تحتاج إلى جعل الاعتدال أولوية قصوى” ومع ذلك؛ فقد شدد أيضا على أنه يريد أن تركز المنصة على حرية التعبير والحوار.
هناك خطط للسماح للمستخدمين بجني الأموال من خلال التطبيق من الاشتراكات وعقد التظاهرات والأحداث وتلقي النصائح. وكلما تمت دعوة المزيد من الأشخاص إلى تطبيق “كلوب هاوس” من المؤكد أن تزداد المشاركة.