نصرالله قتل “الحكيم” لقمان!

مسعود محمد – ميلانو

“خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطيف غير محسوب، بلا أسف”، هكذا علق جواد نصرالله على مقتل الكاتب والمفكر والناشط لقمان سليم المعارض لحزب الله والرافض لترك لبنان رهينة بيد حزب الله.




كان لقمان ناشط نخبوي، ابن عائلة شيعية إشتهرت بالعمل الوطني السياسي وصل رئسها الإستاذ محسن سليم الى البرلمان اللبناني، وكان أحد أبرز مناصري حقوق الإنسان، وقضايا التحرر الوطني، ومنها القضية الكردية فهو كان أحد محامي الثورة الشعب الكردي، ومن هنا كانت العلاقة فيما بيننا وهي علاقة إمتدت من الأب الى الإبن.

لقمان سليم كان يقول علنا علينا إسقاط المنظومة، وشعر حزب الله ان موقعه يهتز وكان بحاجة الى إعادة ترتيب موقعه الا أن ما كان يعيق ذلك هو بعض الوجوه المزعجة من داخل الطائفة ومنهم لقمان الذي قال عن حزب الله إنهم خفافيش الظلمة وعلينا أن لا نسمح له بأن يشعر بأنه الممثل الوحيد للشيعة، وعلى العالم كله أن يعرف أنه هناك بين الشيعة أكثرية ترفض نهج ذاك الحزب، وكان لقمان من أبرز فرسان تلك الأكثرية الذي قال أن حزب الله لن يترددوا باغتياله، وكان الحزب قد أرسل ناشطيه وتهجموا على بيته.

خطورة لقمان سليم، على حزب الله كانت تكمن في قدرته على توعية الرأي العام، وكان يؤطر الحراك نحو الأهداف السياسية المطلوبة، والى جوهر المشكلة في لبنان وهي الإحتلال الإيراني للبنان، والسيطرة عليه عبر حزب الله.

هدف الإغتيال واضح، ماذا يعني أن يجمع القاتل فوارغ الرصاص ويضعها أمام رأس لقمان سليم، هل يقول لنا القاتل “تحسسوا رؤوسكم” ومعروف أن من قال علنا لكل معارضيه تلك العبارة هو حزب الله.

بصمات الجريمة واضحة بوضوح أفكار لقمان سليم، الذي كان من أشد داعمي ثورة 17 تشرين، والذي خرج بكل جرئة على التلفزيون يوم تفجير المرفأ ويقول “لا أحد يريد أن يعرف الشعب اللبناني ما حصل” وكان يلمح بذلك الى المسببات الحقيقية للتفجير.

جريمة إغتيال لقمان سليم بدأت بمسار طويل بدأ بإطلاق لقب “شيعة السفارة” عليه، وبعد ذلك تهديده يقول تحسسوا رقابكم، وإتهم بأنه صهيوني، وعميل، وصولا الى إقتحام دارة آل سليم، إنتهاء بقتله.

لمن لا يعلم كان لقمان يعمل على التنمية، وهو كان يعمل على نشر الوعي في صفوف أبناء الطائفة الشيعية، ليخرج أبناء تلك الطائفة من القوقعة الى حالة من الإنفتاح.

لماذا قتل في هذه اللحظة؟

هناك حالة من التفلت داخل الطائفة الشيعية كان أبرز ظواهرها مقابلة الإعلامي قاسم قصير الذي تم مواجهته بالتخوين ليجبر على الإعتذار. هذا التفلت خلق حالة من الهلع في صفوف حزب الله، الذي لم يعتاد سماع صوت مختلف في بيئته، خاصة من يمثل نموذج الدولة المدنية الرافض لوضع لبنان في سجن إيران، فقرر إعادة الطائفة الى حاضنته، لتكون بيئة مقفلة على خطاب وإيديولوجيا واحدة وذلك بالإغتيال.

رفض لقمان سليم الخضوع للتهديدات، والرصاصات التي وجدت أمام رأس لقمان سليم، ستؤسس لنهاية حزب الله، وليس لمزيد من الإغتيالات كما يشاع، لسنا خائفين، لن تسكتنا رصاصاتكم.