لا حكومة الا إعادة إحياء معادلة الحريري – باسيل – بقلم غابي ايوب

غابي أيوب

لا حكومة في المدى المنظور في غياب أي تحرك رسمي على هذا الصعيد، في وقت يواجه لبنان مؤشرات السيناريو الأسوأ مع اقتراب رفع الدعم عن السلع الأساسية.




اكدت مصادر سياسية انه رغم التفاؤل الذي اشاعه رئيس المجلس النيابي عن ولادة الحكومة خلال ايام الا ان الكثير من العقد لا تزال موجودة ولا يبدو انها قابلة للحل سريعا. واشارت المصادر الى ان “ابو مصطفى” اختصاصي اشاعة تفاؤل لكن ذلك لا يعني انه دائما تفاؤل حقيقي .

الرئيس سعد الحريري يصرّ على حكومة من ١٨ وزيراً وتضمّ اختصاصيّين وهو ما يلقى رفضاً من بعبدا ما يُدخل مساعي تشكيل الحكومة في حالٍ من المراوحة بانتظار تدخل داخلي أو خارجي لحلحلة الأمور .

ما شهدناه في الفترة التي كلف فيها الحريري لا يوحي بكثير من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى التوافق على التأليف. فإن فترة التأليف قد تطول بحيث يتعذّر على الأفرقاء السياسيين الوصول إلى الحدّ الأدنى من التفاهم على شكل الحكومة العتيدة والأسماء التي ستتولى الحقائب الوزارية، وسط جدلية سياسية تشبه المراوحة عند نقطة محدّدة، مما يجعل هذه المهمة شبه مستحيلة، وذلك نظرًا إلى تمترس كل فريق وراء مواقفه الثابتة غير القابلة للتحرّك من مكانها الجامد. ومن بين هذه المواقف، المعلن منها والمستور، تتضح صورة حظوظ مهمة تأليف الحكومة شبه معدومة إن لم تكن معدومة في المطلق .

هناك عقبات ابرزها : العقدة المسيحية والدرزية وتمسك عون بالوزارات الامنية والشيعة بالمالية وفرنجية بالاتصالات ووزارة اخرى وسط معارضة صهر العهد باسيل .

موقف الرئيس الحريري وفريقه السياسي، وهو بات معروفًا ولا لبس فيه، ويتمثل بتمسّك هذا الفريق بخيار بحكومة تغيب عنها الوجوه السياسية المعتادة.

إعادة إحياء معادلة الحريري – باسيل، أي معادلة “معًا في الداخل ومعًا في الخارج”، إذ أن الوزير باسيل، “الذي قدم تضحية” من خلال قبوله بأن يكون خارج الحكومة ،يعود مجدّدً إلى الساحة عندما أعيد تكليف الحريري كوحيد محتمل للتكليف، وهذا الأمر من بين الأمور التي ستجعل مهمة التأليف متعذرة بل شبه مستحيلة .

أمام هذه المعطيات أن عمر حكومة تصريف الإعمال سيطول ولا حكومة في القريب المنظور