صورة الرئيس… – ميشيل تويني – النهار

صورة الرئيس ليست صورة معلقة على حائط في برواز جميل… هي الصورة التي ستبقى في اذهان اللبنانيين بعد ولايته ويجب على الرئيس ومن يحيط به ان يخافوا عليها وعلى عدم تشويهها…

صورة موريس الشمعي مكبلا كالمجرم لانه حطم صورة، بعدما دمرت بيروت واحترقت وقتل ناسها، صورة شنيعة جداً ويجب الا يقبل بها الرئيس ميشال عون لانها مضرة له ومهينة اكثر من صورته المحطمة على ايدي شعب يكاد يخسر كل شيء في عهده…




صورة الرئيس جميلة عندما يمكنه ان يمشي بين ناسه وشعبه ويلملم جراحهم، لا عندما يتجنب مواجهة شعبه.

صورة الرئيس جميلة عندما يستقيل لان الكرسي ليست اهم من البلد والشهداء. الرئيس شارل ديغول، الرجل الرجل، رحل لان شعبه لم يؤيده في استفتاء طرحه بنفسه، ولان ديغول الذي حرر فرنسا وبنى الجمهورية الخامسة يعتبر الدولة والوطن اهم من المنصب.

صورة الرئيس جميلة عندما يستقبله شعبه كما استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

صورة الرئيس جميلة عندما يكبل كل من له علاقة مباشرة او غير مباشرة بتفجير المرفأ من وزراء ومسؤولين بدل تكبيل موريس وتسريب صورته للاعلام كانه المجرم.

صورة الرئيس جميلة عندما يطلب من الكتلة الداعمة له في مجلس النواب الاستقالة واجراء انتخابات مبكرة استجابة لدعوة اللبنانيين الذين يعيشون بالفقر والجوع واموالهم محتجزة والنفايات تحاصرهم والكهرباء مقطوعة، وما كان ينقص الا هذه المجزرة الانسانية جراء سوء ادارة سلطة فاسدة متامرة فاشلة رخيصة منحطة دمرت لبنان… وباعت شعبها والجمهورية.

صورة الرئيس جميلة عندما يخلق خلية نحل ليخلص الناس من تحت الركام ويضع كل الدولة وامكاناتها في تصرف المنكوبين.

صورة الرئيس جميلة عندما يزور كل بيت خسر شخصا جراء الانفجار ويفهم غضب الناس ويطلب من كل السلطات الامنية عدم التعرض لاي مواطن…. لان الطريقة القمعية الوحشية التي عومل بها المتظاهرون يوم السبت لا تليق بصورة رئيس كان ينادي من فرنسا بالحرية وبالحفاظ على الحريات…لكنه صار هنا شبيهاً بقمع النظام السوري.

لا تخافوا على صورة معلقة في وزارة… لا تخافوا على برواز جميل من الزجاج… خافوا على صورة الرئيس امام شعبه التي دمرت في 4 اب…

صورة الرئيس المعلقة ليست اهم من صورة بيروت المدمرة والمحترقة. صورة الرئيس ليست مهمة اليوم بل صورة الكسندرا الطفلة التي تحمل العلم اللبناني في ثورة تشرين ولا تعلم انها ستكون ضحية المجرمين والمهملين، صورة جو الشاب المندفع، صورة شباب الاطفاء الذين ارسلوا الى الموت، صورة امينة وارام، وهلا، وايمن، وفادي، وفيدا، هي الصور الذكريات من جراء اهمالكم جميعاً وادارتكم لمزرعة وليس لدولة….صورة كل ممرضة شهيدة في مستشفيات بيروت، وصورة حسان، وسيريل، وجاك، ومارغو، وماري، وطانيوس، ووليام، وبوليت، وزينة، وانطوان، وشربل. صورة كل شخص خسر حياته في المجزرة الانسانية هي الصورة المهمة وليست صورة ميشال عون المعلقة في مبان تابعة لدولة مفقودة…