حوادث أمنية واشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة شهدتها منطقة كورنيش المزرعة في بيروت، اختتمت “سبت بيروت” الذي بدأ صباحا مع عودة التحركات الاحتجاجية إلى الشارع وسط أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة يمر بها البلد.
ويشهد لبنان منذ أشهر أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975- 1990) تخطى معها سعر صرف الليرة عتبة الأربعة آلاف مقابل الدولار في شهر أبريل، بينما السعر الرسمي مثبت على 1507 ليرات.
ويعيش اللبنانيون أزمة خانقة انعكست ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية والسلع كافة، بينما خسر عشرات الآلاف وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم جراء الأزمة.
ويعيش أكثر من 45 في المئة من السكان تحت خط الفقر بينما ارتفعت البطالة الى أكثر من 35 في المئة، وفق تقديرات لوزارة المالية. وتتوقّع الحكومة نمواً اقتصادياً سلبياً بنسبة 13 في المئة.
خط تماس.. الرينغ
ومنذ صباح يوم أمس السبت بدأ المحتجون بالتجمع في عدة مناطق لبنانية قبل الإنطلاق إلى تظاهرة مركزية في ساحة الشهداء وسط بيروت، وعند الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي اكتمل المشهد واحتشد المئات رافعين العلم اللبناني مطالبين باستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة السلطة السياسية التي أوصلت البلد إلى الانهيار جراء سياسة اقتصادية فاشلة، إضافة الى الفساد والمحسوبيات، وخلال ساعات كان “الشارع المقابل” جاهزا لتخريب التحرك وتحوير مساره السلمي، فتجمع العشرات من مناصري “حزب الله” وحركة “أمل” على مقربة من المتظاهرين، مسلحين بالعصي والسكاكين وعبوات زجاجية مرددين شعارات طائفية، ما أدى الى تراشق بالحجارة بين الطرفين اللذين فصل بينهما عناصر الجيش والقوى الأمنية ومكافحة الشغب.
والمنطقة المواجهة غير المكتملة هذه تقع تحت جسر الرينغ، والذي يعد نقطة تماس مهمة فصلت بيروت الشرقية عن الغربية خلال الحرب الأهلية (1975)، وأصبح مقرا للميليشيات التي استخدمته لأعمال القنص وسمي حينها منطقة الموت.
خط تماس 2 .. عين الرمانة
إشكال وسط بيروت شكل كذلك ذريعة للقوى الأمنية لفض الاعتصام السلمي كذلك، ومنع المتظاهرين من التجمع في وسط بيروت، وملاحقتهم حتى أطراف المدينة من ناحية الشمال، عند منطقة الصيفي وشارل الحلو، ولكن سرعان ما تحولت الأنظار من وسط بيروت إلى ضواحي المدينة وتحديدا عين الرمانة – الشياح، حين حاول أنصار حزب الله وحركة أمل اقتحام منطقة عين الرمانة لأسباب غير معروفة، مطلقين عبارات طائفية، فحصل تراشق للحجارة مع شبان الحي الذين يتبع معظمهم للقوات اللبنانية، ما أدى الى سقوط جرحى من الطرفين كما سجل إطلاق رشقات نارية مجهولة المصدر.
وقبل أن يتدهور الوضع وصلت وحدات كبيرة من الجيش وفصلت بين الطرفين، كما عملت القيادات السياسية في المنطقتين على احتواء الأحداث المتسارعة لحساسية المنطقة، وخصوصا أن الحرب الأهلية اللبنانية في 13 أبريل 1975 انطلقت من هناك عبر ما يعرف بـ”بوسطة عين الرمانة” أو “مجزرة عين الرمانة”.
خط تماس 3 .. كورنيش المرزعة
واستكمالا لمشهد الفتنة المتنقلة بين مناطق بيروت، ما إن هدأت الأمور في ضواحي بيروت، حتى انتشرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي يطلق خلالها أنصار حزب الله وحركة أمل إساءات لفظية بحق السيدة عائشة (زوجة نبي الإسلام)، خلال مواجهات ساحة الشهداء، ولم يكتف جمهور “الثنائي الشيعي” بإطلاق شعاره الطائفي “شيعة شيعة” لكنه قام بتوجيه الشتائم لرموز سياسية ودينية.
هذه المقاطع المصورة أحدثت غضبا عارما في لبنان ودول إسلامية أخرى، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، ومعها الشارع عبر تظاهرات في بيروت والبقاع وإقليم الخروب، لتنتهي الأمور بإشكال مسلح بين أنصار حركة أمل وأنصار تيار المستقبل على كورنيش المزرعة وامتدت إلى المدينة الرياضية وقصقص وشاتيلا (أحياء في بيروت).
وقد انتشر الجيش اللبناني وعمل على إعادة الهدوء بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام التي أشارت إلى إصابة شخصين بجروح.
إشارة إلى أن كورنيش المزرعة واحد من خطوط التماس الفاصلة خلال حقبة الثمانينيات، وكذلك خلال أحداث “7 أيار” التي احتل فيها حزب الله بيروت وبعض المناطق، اعتراضا على قرارات الحكومة بنزع شبكة الاتصال الخاصة به، ولذلك يرتبط تاريخ الكورنيش بمخاوف أمنية كبيرة في عقول اللبنانيين.
إدانات
هذه الأحداث والمقاطع الفيديو التي اشعلت الشارع وخصوصا لعلاقتها بحساسيات بين الطائفتين السنية والشيعية، دفعت دار الإفتاء في الجمهورية اللبنانية إلى إصدار بيان حذرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية.
وأكدت الدار في بيانها أنّ “شتم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها من أي شخص كائناً من كان لا يصدر إلا عن جاهل ويحتاج إلى توعية”، مشيرةً إلى أنّ “أبواب دار الفتوى مفتوحة لتعليمه من تكون السيدة عائشة زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلّم، وأي إساءة بحقها تمسّ كل المسلمين”.
إدانات
هذه الأحداث والمقاطع الفيديو التي اشعلت الشارع وخصوصا لعلاقتها بحساسيات بين الطائفتين السنية والشيعية، دفعت دار الإفتاء في الجمهورية اللبنانية إلى إصدار بيان حذرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية.
وأكدت الدار في بيانها أنّ “شتم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها من أي شخص كائناً من كان لا يصدر إلا عن جاهل ويحتاج إلى توعية”، مشيرةً إلى أنّ “أبواب دار الفتوى مفتوحة لتعليمه من تكون السيدة عائشة زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلّم، وأي إساءة بحقها تمسّ كل المسلمين”.