بعد وصول معلومات لليابان من “الجنات الضرائبية” في الجزر العذراء.. خطة تهريب كارلوس غصن: اختبأ بصندوق مخصص لنقل الآلات الموسيقية

انشغلت وسائل الإعلام الأجنبية ليل الإثنين الثلاثاء بطريقة فرار كارلوس غصن الرئيس السابق لتحالف رينو نيسان ميتسوبيشي، من اليابان إلى لبنان، وهو الذي يقيم في قلعة محصّنة قيد الإقامة الجبرية.

وفاجأ رجل الأعمال اللبناني الفرنسي البرازيلي كارلوس غصن متابعيه بأنه موجود في لبنان، في تطور لقضية رئيس نيسان السابق، حتى إنه فاجأ أيضا فريق دفاعه في اليابان حيث كان بانتظار محاكمته في مخالفات مالية وتهرب من الضرائب.




وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن قرار الفرار اتخذ بعدما اصيب غصن بالهلع جراء وصول معلومات للسلطات اليابانية من مصرف سويسري ومن “الجنات الضرائبية”في الجزر العذراء ومن دبي، وان “كارول غصن دبّرت هرب زوجها كارلوس من اليابان الى لبنان، بمساعدة أخوتها من والدتها الذين يقيمون علاقات ممتازة بتركيا

وسائل إعلام لبنانية محلية كشفت عن بعض تفاصيل طريقة وصول غصن إلى لبنان، وقالت: دخل رئيس نيسان السابق إلى بيروت بعد مسيرة أشبه بالأفلام البوليسية.

وأوضحت أن العملية نفذتها مجموعة “بارا عسكرية” تزامنا مع وجود زوجته في الولايات المتحدة ودخلت الفرقة إلى منزله في اليابان تحت غطاء فرقة موسيقية لعشاء ميلادي، ثم عادت وخرجت بعد انقضاء الوقت المنطقي للحفلة.

ولم تعلم حينها السلطات اليابانية أن كارلوس غصن اختبأ في أحد الصناديق المخصصة لنقل الآلات الموسيقية، ثمّ غادر البلاد عبر مطار محلّي.

وزير الدولة لشؤون الرئاسة اللبنانية، سليم جريصاتي، علّق قائلا: “لا معلومات لدي عن ملابسات ترك غصن اليابان، مضيفا “كل ما توافر لنا أنه دخل البلاد بطريقة شرعية عبر مطار رفيق الحريري بواسطة جواز سفره الفرنسي وهويته اللبنانية، وهو في صدد عقد مؤتمر صحفي في نقابة الصحافة”.

ويشكل ذلك تطورا غير متوقع في قضية نجم صناعة السيارات الذي كان قيد الإقامة الجبرية منذ نيسان/أبريل 2019. وهو متهم بعدم الإفصاح عن كامل دخله واستخدام أموال شركة نيسان التي أنقذها من الإفلاس للقيام بمدفوعات لمعارف شخصية واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصي.

ونصت شروط إطلاق سراحه بكفالة على أن يحتفظ محاموه بجوازات سفره باعتبارهم ضامنين للتدابير القانونية المفروضة عليه.

وكان يسمح له بالتنقل داخل اليابان، لكن فترة تغيبه عن مقر إقامته كانت تخضع لقيود صارمة.

وأفاد مصدر أمني لبناني وكالة فرانس برس ليلا بأن “غصن وصل صباح الإثنين إلى مطار بيروت”.

وقال مسؤول لبناني ثان لفرانس برس: “لم يتضح كيف غادر اليابان”.

قال أشخاص خالطوا غصن مؤخرا لفرانس برس في طوكيو إنه لم يكن في سلوكه خلال الأيام الماضية ما يوحي بأنه سيغادر اليابان.

وأكد محاميه أنه “كانوا يواصل التحضير لمحاكمته خلال اجتماعاتنا الروتينية”.

وقال مصدر مطلع على الملف طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس إن “كارلوس غصن لا يحاول الهرب من مسؤولياته لكنه يهرب من ظلم النظام الياباني”.

وتمّ توقيف كارلوس غصن في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 لدى هبوط طائرته الخاصة في طوكيو. وقضى 108 أيام قيد الاحتجاز قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة. وبعد وقت قصير، أعيد توقيفه مع توجيه الادعاء تهمًا جديدة إليه، ليعاد إطلاق سراحه بكفالة مجدداً بعدما قضى 21 يوماً إضافياً في السجن.

وينفي غصن كل التهم الموجهة إليه، ويشير إلى أن عمليات الدفع التي قام بها من أموال نيسان كانت لشركاء في المجموعة، وتمت الموافقة عليها وأنه لم يستخدم يوماً بشكل شخصي أموال الشركة.