هذه ثورة الأمل، والأمل لا يموت ولا يُمكن اغتياله..

طوني أبو روحانا – بيروت اوبزرفر

أكثر من عشرة أيام والناس في الشارع، إنتفاضة بكل ما للكلمة من معنى، ثورة شعب عارمة، طوفان بشر في الطرقات والساحات، دموع، وصرخات وجع، ومصير وطن يلفظ أنفاسه أمام سلطة متعنتة، متمسكة بإحراق الأخضر واليابس والشعب المُنتَفِض عليها وعلى فسادها وصفقاتها وسرقاتها، وكل عمليات النصب التي لاتزال ترتكبها حتى اللحظة، فصائل مافيوية، ترسم على اللبنانيين خارطة طريق ترميم تركيبتها، لتُحاسب نفسها بنفسها وتتحاسب في ما بينها، فصائل شريكة في نهب البلاد، يُطالبون باستعادة الأموال المنهوبة..
أرصدتهم تنتفخ في خبايا حسابات أقارب او أصدقاء او في الخارج، ويطرحون رفع الحصانات والسرية المصرفية، أي وقاحة تتملّك هؤلاء، أي فجور وهم يضعون شارع في مواجهة شارع، ويعرفون مُسبَقاً أي تداعيات يُمكن أن تترتب على هكذا سيناريو قد يتحوّل اذا نجحت لحظته الى نهر من الدم.
كلماتي بسيطة، ولا تحمل معلومات ولا تحليل، ولا هي مقالة، إنما كلمات بلسان القلب والقهر، والحرقة، بلسان وطن ينتفض على تعبه ومأساته وانهياره، وسلسلة زعامات وأقطاب متعاقبة، ومناصب متوارثة..
وعصابات أتباع يتحكمون بمفاصله وينهشون مقوماته ومؤسساته وجيوب مواطنيه، ثم يخرجون إليهم وكأنهم على غير كوكب، لا يسمعون أي نداء، ولا يرون أي مسافات باتت تفصل بينهم وبين الإنسان والإنسانية في لبنان، إنفصام كامل في وطن مُصادر، مخطوف وأسير.
لا تعنيني التفاصيل، ولا يهمني التخوين، ولا التهديد ولا الترهيب، ولا أي أمر واقع يعتقد أنه يحكم بأجندة أوامر عمليات وفائض قوّة وموازين قوى وانتصارات إلهية، هذه ثورة نظيفة، لا يُمَوّلها أحد، ولا يُحَرّكها أحد، هذه ثورة كرامة لبنان وشعب لبنان..
هذه ثورة الأمل، والأمل لا يخاف السلاح ولا الموت، الأمل لا يموت، ولا يُمكن اغتياله.




طوني ابو روحانا