موعد فلقاء مكاشفة فغذاء …هل تصالح الحريري وباسيل؟

سابين عويس – النهار

عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء بعد فترة من الانقطاع، انعقد اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، والذي يأتي بعد اسابيع من التصعيد السياسي والتراشق الاعلامي بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، على خلفية مواقف باسيل من السنية السياسية ومن رئيس الحكومة تحديدا.




وفي حين نقل عن باسيل قوله ان اللقاء طبيعي مع رئيس الحكومة، وان البعض حاول افتعال مشكلة، ولكن لا مشكلة، علقت مصادر سياسية على اهميته من حيث الشكل على نحو يساعد في تبريد اجواء الاحتقان السائدة بين التيارين الازرق والبرتقالي. اما من حيث المضمون، فتكمن اهميته بحسب المصادر في أنه شكل مناسبة لسحب فتيل الانفجار من على طاولة مجلس الوزراء الذي يجتمع بعد طول انقطاع، فرضته في الظاهر جلسات مناقشة الموازنة ومن ثم عطلة الفطر وغياب رئيس الحكومة عن البلاد، ولكن في المضمون، شكلت الخلافات الحاصلة بين الفريقين على ملف التعيينات مادة ساخنة اسهمت في ترحيل الجلسات الحكومية في انتظار التفاهم على السلة المقترحة، خصوصا بعدما تكشف ان وزير الخارجية الذي يعتزم حصر التمثيل المسيحي بتكتله، ابدى اعتراضا على بعض التعيينات المتصلة بالطائفة السنية، ما اثار موجة اعتراضات داخل الطائفة، لما وُصف بأنه مس بصلاحيات الرئاسة الثالثة.

ولا تقلل المصار في المقابل من اهمية انعقاد اللقاء الحريري – الباسيلي لما سيوفره من تحصين للتسوية السياسية التي حرص الرجلان على تحييدها عن الخلاف المستجد واعتبارها قائمة.

ولكن هل ينقد اللقاء بين زعيمي التيارين الازرق والبرتقالي بما يمثلانه على المستوى السياسي والشعبي التسوية والحكومة من الانزلاق في مطبات الخلافات المستعرة على ملف التعيينات خصوصا بعدما دخلت “القوات اللبنانية” على الخط، رافضة ما سمته “استئثار” باسيل بالحصة المسيحية؟

على القليل من المعلومات التي توافرت عن لقاء الرجلين، قالت المصادر ان اللقاء الذي بدأ رسميا في السرايا، استتبع بغداء في “بيت الوسط” لينزع عنه طابع الكلفة، ويعيد الصورة التي طبعت التحالف بين التيارين منذ سير الحريري بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

وقالت ان الاولوية في اللقاء ركزت على استعادة صورة العلاقات الطبيعية، بما يتيح تطرية الاجواء داخل مجلس الوزراء، سيما وان ملف التعيينات ليس مطروحا على الجلسة التي ستنعقد في السرايا. ما يوفر وقتا لبلورة التفاهمات التي حصلت بين الحريري وباسيل حول هذا الموضوع وموقع الافرقاء الآخرين فيه على الضفة المسيحية سيما وان الحصة الشيعية محسوم القرار فيها للثنائي الشيعي.

مصادر باسيل وصفت اللقاء بالإيجابي، كاشفة انه تضمن مراجعة شاملة للمرحلة السابقة، وقد تم التركيز على ضرورة تزخيم عمل الحكومة وزيادة إنتاجيتها.

اما اوساط الحريري فأشارت الى ضرورة الخروج من المناخات المتشنجة بما يصب في مصلحة تفعيل العمل الحكومي

العبرة ستظهر في جلسة السرايا، فهل تنقذ المكاشفة التسوية وتعيد التحالف الحريري الباسيلي الى طبيعته، او ان الخلافات باتت أعمق واكبر من ان يعالجها لقاء وغداء؟