هل الرهان اللبناني على إيران قوية في محلّه؟

سابين عويس – النهار

تعامل لبنان الرسمي والسياسي بكثير من الحذر والترقب مع الهجمات التي تعرضت لها ناقلتا النفط اليابانية والنروجية في خليج عُمان، تحت وطأة الانقسامات الحادة في الرأي للاصطفافات السياسية التي تحكم الساحة اللبنانية حيال الموقف من هذه الهجمات، بين مؤيد للمحور الذي يدور في الفلك الخليجي – الاميركي ومؤيد للمحور الايراني.




وفيما حصرت القيادات الرسمية والسياسية اهتماماتها بالشأن الداخلي، عزت مصادر سياسية مراقبة الامر الى التزام لبنان، ربما للمرة الاولى، سياسة النأي بالنفس عن أحداث المنطقة وتطوراتها، على خلفية أن هذه الأحداث لا تتصل مباشرة بلبنان، وإن يكن لتطورها، في حال حصوله، تداعيات كبيرة عليه، سواء على المستوى السياسي الداخلي في ظل الانقسام الحاد بين مختلف مكوناته السياسية، أو على المستوى الاقتصادي، لما يرتبه من انعكاسات سلبية على اللبنانيين العاملين في دول الخليج، في ما لو أدت تلك الأحداث الى اندلاع حرب إقليمية.

لكن التزام لبنان عدم التعليق على الهجمات، لا يعني بالنسبة الى هذه المصادر أنه سينأى عنها بالكامل في حال تطورها، مذكرة في هذا المجال بالموقف الاخير الصادر عن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، عندما هدد بأن “الحرب على إيران لن تبقى عند حدود إيران، وهي تعني ان كل المنطقة ستشتعل، وكل القوات الاميركية والمصالح الاميركية في المنطقة ستباح”. وهذا يعني في رأي المصادر أن لبنان لن ينجح في البقاء بعيدا عن أي نار محتملة في المنطقة، في ظل دخول “حزب الله” على خط تهديد واشنطن، والوقوف الى جانب طهران في اي حرب يمكن أن تشهدها المنطقة.

تستغرب مصادر ديبلوماسية مطلعة ما وصفته بـ” السطوة الإيرانية” على لبنان، مشيرة الى أن ثمة شعورا عربيا بأن إيران متقدمة في لبنان أكثر من أي دولة أخرى، بعدما تراجع نفوذها في أكثر من دولة، ولا سيما العراق، حيث برزت أخيرا “نقزة” شيعية من هذا التدخل، أو في سوريا حيث تم تجميد الاندفاعة الإيرانية هناك.

وتتوقف المصادر عند التبدل في الموقف الروسي، حيث بات التدخل يهدف اليوم الى إخراج إيران.

لا يزال لبنان الوحيد الذي يتعامل مع هذا المحور على أنه الأقوى، وفق المصادر، كاشفة ان الروس باتوا يتحدثون علنا وصراحة عن استحالة قبول روسيا بأي وجود عسكري إيراني على السواحل السورية. وهذا الكلام لم يكن بهذه الصراحة قبل عام.

٣ نقاط تسجلها المصادر في هذا السياق:

– ان الرهان على سيطرة إيرانية على المنطقة ليس صحيحا، وعلى الدول التي لا تزال تسير بهذا الرهان ان تعيد قراءتها.

– ان الحل في سوريا سيكون في خروج ايران وليس على يدها.

– ان التسوية في سوريا لن تسمح لإيران بتحقيق كسب على حساب أميركا وروسيا.

وتخلص الى السؤال: لماذا لا يزال لبنان متمسكا بهذا الرهان، ويتغاضى عن قراءة التطورات على مستوى المنطقة، بدءا من مشاركات رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في قمl الاردن ومكة رغم التحفظ الناتج من عدم رغبة في المواجهة مع ايران، او زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني للعراق وفشل مساعي إيصال نوري المال;ي الى رئاسة الحكومة.

ومرد هذا السؤال الذي تطرحه المصادر الى ان الرهان على ايران لا ينحصر فقط في المحور الذي يدور في فلكه، بل ثمة انطباع في اوساط ديبلوماسية ان “تيار المستقبل” ليس بعيدا من هذا الرهان.

وفي رأي المصادر ان الرهان الأفضل يظل على الوقت، لتبيان أين سيستقر ميزان القوى الاقليمي والدولي.