للمرة الأولى منذ عدة أعوام يجتمع عدد كبير من النجوم السوريين في مسلسل تاريخي ضخم تحت عنوان «حرملك»، فهل سيعيد هذا العمل أمجاد المسلسلات التاريخية في رمضان؟
تدور أحداث المسلسل «حرملك»، في أجواء تاريخية وصراع المماليك على الحكم، ويستحضر فترة تاريخية هامة من تاريخ المنطقة، كما يصور الأجواء والأزياء والمناطق وأسلوب الحياة في تلك الفترة التاريخية.
ويشارك في بطولة المسلسل عدد كبير من النجوم ومن المقرر عرضه فى رمضان المقبل، ويضم أكثر من 60 ممثلا، وتم تصويره بميزانية ضخمة له، وتصوير مشاهده في عدد من الأماكن والعواصم العربية وفي تركيا.
ويتكون العمل من 60 حلقة، تعرض 30 حلقة منها في شهر رمضان، ويتواصل عرض 30 حلقة أخرى بعد رمضان، وتدور أحداثه في إطار تاريخي ما بين عامي 1513 و1516 بين دمشق والقاهرة عن صراع المماليك على الحكم ووصولهم له والتحكم بالمشهد السياسي ككل، ويتناول أيضا خبايا القصر الحاكم في تلك الفترة، وإلحاق الهزيمة بأعداء الأمة المفترضين.
حشد كبير للنجوم
ويشارك في بطولة المسلسل نجوم من وسوريا وتونس ولبنان مصر، منهم جمال سليمان وباسم ياخور، وسلافة معمار وباسل خياط، وسامر المصري، وجيني إسبر، باسل خياط، قيس الشيخ نجيب، نادين خوري، فادي صبيح، سلوم حداد، معتصم النهار، قاسم ملحو، فادي الشامي، هبة نور، قصي خولي، ونبيل عيسى وصفاء سلطان، ودرة التونسية. وهو من تأليف سليمان عبدالعزيز، وإخراج تامر إسحاق.
ويشارك فيه أيضا الإعلامي والممثل باسل الزارو، والذي يتحدث 3 لغات هي العربية والإنكليزية والروسية، وذلك بعد مشاركته في العديد من الأعمال الدرامية كان أبرزها مسلسل «لعبة الموت» 2013، ومسلسل «الإخوة» 2014، ومسلسل «فوق مستوى الشبهات» 2016، و«هذا المساء» 2017.
وفي لقطات دعائية يظهر النجوم يرتدون اللباس الفضفاض في تلك المرحلة التاريخية، ويعيد تألق نجوم سوريا في المسلسلات التاريخية، ما يعطيها المصداقية والاثارة ويحث على المتابعة. وكشفت الممثلة نادين خوري تجسيدها لشخصية «ناظلي» التي تدفعها ظروف خاصة للقدوم إلى بلاد الشام.
وعبرت الممثلة السورية سلافة معمار عن سعادتها بالمشاركة في «عمل فني جميل يرقى بمستوى المشاهد»، خاصة أنها تقدم دورا استثنائيا فيه، على حد تعبيرها. وأعرب الفنان جمال سليمان عن إعجابه بالنص لاسيما وأنه غني بالأحداث كونه يتحدث عن فترة حساسة في التاريخ الدمشقي.
إحدى بطلات العمل الفنانة التونسية درة أكدت أنها تصور أحداث دورها في المسلسل، وأشارت إلى أنه ينتمي للفانتازيا التاريخية، حيث تجسد دور «حنة»، التي تشعل الصراع في أجواء القصر الملكي، وأشارت إلى أنها تنافس بهذا العمل الضخم في رمضان المقبل إلى جانب مسلسل آخر تعود من خلاله للدراما التونسية هو «المايسترو»، حيث تجسد شخصية فتاة تدعى «رقية» تتعرف على مايسترو موسيقى، وتقع في غرام الموسيقى التي يقدمها ويحاول تغيير الحياة بها.
وقدَّم الكاتب السوري خلدون قتلان، عدداً من النصوص للدراما السورية، اتجهت في معظمها إلى رواية التاريخ الدمشقي، بعيداً عن النمط التجاري السائد.
مشاكل الإنتاج
إلا أن نص «حرملك» تعثّر في الوصول إلى الشاشة عدة مرات، وسط لوم متبادل وتهديدات وإلقاء كل طرف اللوم على الطرف الآخر.
فبعدما أعلن المنتج إياد نجار الاستعداد لبدء هذا العمل الضخم قبل عامين، لم يتم الاتفاق بشكل نهائي على موقع التصوير.
كثرة المماطلة دفعت المخرج سيف الدين سبيعي إلى الانسحاب من العمل والتوجه إلى إخراج مسلسل «قناديل العشاق» للكاتب خلدون قتلان أيضاً.
لم يقتصر الأمر على المخرج، الكاتب أيضاً طالب شركة الإنتاج بإعادة استرداد حقوقه من النص.
رفض المنتج ذلك وتحوَّل الأمر إلى القضاء، وبقي عالقاً عاماً كاملاً.
لكن في النهاية، تم حل الخلاف ليخرج هذا العمل إلى النور، والجمهور مترقِّب ليرى مدى نجاح هذا العمل.
ونشاهد ضمن أحداث المسلسل أروقة القصور القديمة ببطولة نسائية شبه مطلقة، لكون العمل يحمل اسم «حرملك».
حيث إن الحرملك هو جناح النساء في القصر، الذي يشكِّل مسرحاً للمكائد ومخططات النساء في إعادة ضبط معادلات السياسة والنفوذ.
وهناك من النقاد من يراه محاكاة للمسلسل التركي «حريم السلطان»، لكن من المبكر جداً الحكم على العمل الذي سيُعرض قريبا على الشاشات.