نصرالله: يسعدنا أن تكون الإدارة الأميركية “الشيطان الأكبر” غاضبة منا

حيا الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، في مستهل كلمة تناول فيها آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، “صمود أهلنا في قطاع غزة أمام العدوان، ولمواجهتهم لهذا العدوان بكل شجاعة، وتحية الى أهل الضفة وشهدائها وبالأخص الى الشهيد الشجاع رغم صغر سنه، عمر أبو ليلى والى الأسرى الفلسطينيين في السجون الذين خاضوا مواجهات خلال الأيام الماضية”.

وبدأ كلمته من الإعتراف الأميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان “وبالتالي ضم الجولان الى الكيان الإسرائيلي، هذا حدث مهم جداً ومفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والمخاطر التي تهدد حقوقنا ومقدساتنا ومستقبلنا، وعبارات الإدانة والشجب لم تعد تنفعنا”.




وقال: “هناك دلالات هذا الإعتراف الأميركي والمسارعة الى التوقيع الرسمي، اولا الإستهتار بالعالمين العربي والإسلامي، إذ يوجد إجماع لدى الحكومات والدول والشعوب ومئات ملايين العرب والمسلمين وعشرات الدول وكثير منهم اجتمع بهم ترامب في الرياض، وكلهم مجمعون على أن الجولان أرض سورية عربية محتلة من قبل إسرائيل”.

وأضاف: “ترامب إستهان وإستهتر بكل هولاء ولم يعنيه أنه هؤلاء انزعجوا وان هذا الامر يسيء لهم، ولم يكن له قيمة أو اعتبار بحسابات ترامب، وهذه نقطة اجماعية بمعزل عن الخلاف مع القيادة السورية، وكثير من هذه الدول اما حلفاء لأميركا أو اصدقاء أي ليسوا اعداء أو خصوم ومع ذلك تصرف بهذه الطريقة، هذه الاستهانة من أجل مصلحة اسرائيل”.

وشدد نصر الله على أن الخيار الوحيد أمام السوريين واللبنانيين والفلسطينيين هو المقاومة، لافتاً إلى أنه “علينا أن نتوقع بعد مدة أن يخرج ترامب ويقول إنه يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ويقول إن فلسطين هي غزة وقد نتفاوض مع مصر لتعطيكم جزء من أرض سيناء”.

وأفاد بأن الأولوية المطلقة للولايات المتحدة وحكوماتها المتعاقبة هي إسرائيل ولا مصالح تُحترم حين تتعارض مع مصالحها، معتبراً أن “أبسط رد سياسي على القرار الأميركي الأخير هو أن يتمّ إعلان سحب المبادرة العربية للسلام خلال القمة العربية المقبلة في تونس”.

وأكّد أن المجتمع الدولي ليس قادراً على حماية أي حق من حقوق الشعوب بما فيها ملكيّة الأراضي ولا يستطيع شيئاً سوى الإستنكار.

وعن زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قال نصرالله إن “وزير خارجية أقوى دولة في العالم، في بيانه المكتوب والخالي من الإرتجال، ذكر اسم “حزب الله” 18 مرة خلال دقائق وايران 19 مرة وبلغة حادة ورفض الاجابة على اي سؤال من قبل الصحافيين. أي أنه كمن قدّم بلاغاً ومشى، وهرب من المنطق والعقل ومن الإعلاميين”.

ولفت نصرالله إلى أن “يسعدنا أن يعتبر بومبيو أن حزب الله هو عقدته، ويسعدنا أن تكون ادارة “الشيطان الأكبر” غاضبة منا، ففي ثقافتنا الادراة الاميركية هي الشيطان الاكبر وهذا يؤشر على رضى الله علينا”.

وشدّد على أن “الهدف الحقيقي للزيارة هو تحريض اللبنانيين على بعضهم، قالأميركيون منزعجون من أن لبنان آمن ومستقر، وأن اللبنانيين رغم الخصومات يدورون الزوايا وحريصون على العيش وتحييد البلد عن الصراعات الاقليمية، وهذا يذكرنا بما حصل قبل أكثر من سنة عندما احتجز رئيس الحكومة في السعودية، وحرضوا اللبنانيين على اطلاق حرب أهلية”.

وشكر نصرالله الرؤساء ميشال عون ونبيه بري على مواقفهم وما قالوه لبومبيو، كما شكر وزير الخارجية جبران باسيل على وقفته بوجه بومبيو أمام الإعلاميين.

وختم قائلاً: “يجب ألا نسمح لشياطين كبيرة وصغيرة أن تحدث فتنة داخلية ونحن في الحزب أشد اقتناعاً في خياراتنا وأشد التزاماً بسلمنا الأهلي وعيشنا المشترك ودعمنا لمؤسسات الدولة والجيش”لافتاً إلى أنه “إذا اراد الأميركي استكمال موضوع العقوبات فليكمل طالما لا يمس لبنان ونحن نتحمل التبعات”.