طوني أبو روحانا – بيروت اوبزرفر
مخطئ مَن يظن أن دعمه وصول ميشال عون الى بعبدا يعني أنه شريك الإنتصار أيضاً، وأن الجنرال سوف يلتزم على المدى الطويل بما تفاهم، وينقلب على خيارات كثيرة لا يُمكن أن يتقبلّها المرشد، أول مَن شكر على التسامح..
وبصرف النظر عن انعدام إمكانية التراجع في أيٍ من البنود التي رَسَّمَتها خارطة تنازلات مار مخايل، تاريخ عون لا يُمكن أن يعكس أي ثبات، لا في الخيارات ولا في المواقف، ولا حتى في التحالفات، إلا مع مَن يخشى ويخاف، وحيث يرى أن له مصلحة في إنهاء حال خصومة تهدّد أطماع التيار العائلي الذي أسسه، وانتسب إليه شعب يستيقظ ولا يستفيق.
الجنرال ينتصر وحده، ويخسر مع البلد وأهله
هكذا كانت قبل الطائف بأيام، وهكذا تستمر لأيام، لن نجازف في تعدادها، قبل الإنقضاض على الطائف.
وربما، بما هو أبعد بكثير من إلغاءٍ لفريق يواجهه..
إلغاء نظام، والقفز بالجمهورية في مجهول أقل ما يُقال فيه، أنه الأخطر، والشرعي، من دون أن يكون للحظة واحدة، الضروري، والمؤقت.
قبل أربعة أيام فقط من انتخاب رئيس للبنان..
هذا طبعاً، إن لم يستجد أي شيء يُمكن أن يُعَكّر لا سمح الله صفو تشغيل نافورة القصر، او يُعَرقل تحضيرات البروتوكول، ويؤَجّل عودة الحرس الجمهوري.
لابد أن يفهم الشعب اللبناني، ومعه زعاماته، إن كانت من الداعمين، او المعترضة، أن اليوم التالي لجلسة الإنتخاب، لن يكون بداية شهر العسل، لا في السلطة ولا في العلاقات، وإن لم يَتَظَهَّر المشهد مباشرة بعدها.
ببساطة
وعلى عكس ما يُرَوَّج، أن الجمهورية مقبلة على أيام مجيدة..
الصحيح، أن الجمهورية تعيش أشد أيامها خطورة، على مشارف الإستحقاق وبعده، مع نجاح الإنقلاب الناعم الذي أرسته طهران، في معادلة وصاية جديدة، بديلة لتلك التي حكمت بيروت من دمشق.
والغير صحيح أبداً..
أن لبنان بلغ مرحلة القدرة على صناعة الرؤساء، بالتوافق الداخلي ما بين الجماعات اللبنانية وحدها، وأنه لا مكان إن تفاهمت هذه الجماعات على تسوياتها الخاصة، لأي عوائق خارجية.
كيف يُمكن أن يُصَدّق طفل ابن يوم، أنه لو لم تفرج إيران عن الإستحقاق الرئاسي، وحتى اللحظة، لكان لبنان ينتظر في ۳۱تشرين جلسة انتخاب؟
اللبنانيون ليسوا سُذَّج الى هذه الدرجة، ما كانوا يوماً، ولن يكونوا، ولا يُمكن التعامل معهم على أنهم كذلك، وإن وضعوا ثقتهم في غير محلها أكثر من مرّة.
وفي كل الأحوال..
مبروك للبنان مرشده
مبروك رئيسه
والعهد الجايي من ألله
هذا إن لم تُشَكّل المفاجأة أهم عناصر الجلسة المنتظرة، ومبروك علينا لبنان القوي بوصايات تتكرّر، فيما العالم من حولنا يخوض حروب الحرّية.