طريق بعبدا يمر من دمشق – عبد الحميد سنو

يحتل موضوع الشغور الرئاسي في لبنان وصناعة القرار السياسي موقعاً متقدماً بين الدول ،وقد تزايد الاهتمام به في الآونة الاخيرة بفعل التجاذبات
السياسية بين اهل الحل والعقد. هذا ويكتسي الموضوع اهمية بالغة في التموقع على مستوى الممارسة السياسية إذ أن المشاركة الفاعلة لانتخاب رئيس للبلاد فشلت ، وصانعو القرار لاحيلة لهم سوى الانتظار والترقب يصحبه قلق كبير من التغيرات الحاصلة في المنطقة  بين القوى العظمى.

في مرحلة سابقة وقبل حوادث سوريا منذ خمس سنوات واكثر، كان الوضع السياسي اللبناني يعتمد على توافق “سين سين” ، اي المملكة العربية السعودية ، والدولة السورية على ماكان من تقارب آنذاك بين  الدولتين ، والان وبعد كل ماحدث في سوريا وذلك الشرخ الذي وقع بين “سين  وسين”، مايزال الوضع السياسي في لبنان راوح مكانك  ينتظر الفرج ليس من ” سين وسين ”  لان الطلاق اصبح بائنا بين الطرفين  ومحال اللقاء بينهما  في الظروف الراهنة ، فكل طرف منهما يحمل اضدادا مختلفة ويصرح تصريحات نارية تؤجج الصراع في المنطقة، ومع دخول ايران على خط المواجهة وكذلك روسيا  تعقد الوضع وبات على شفا حفرة من تغيير موازين القوى في المنطقة.  ورغم كل ذلك البعد بين سين الاولى  وسين الثانية ، وبعد تعثر المفاوضات على اكثر من صعيد واكثر من مواجهة  سيكون الخاسر الاكبر  في لبنان هو “كرسي بعبدا”. ولعل  الاحداث الاخيرة  في سوريا وتقدم الجيش السوري في عدة مواقع ومحاور، وانسحاب المجموعات المعارضة للنظام الدمشقي من المناطق التي  التي كانوا يسيطرون عليها سوف تلقي بظلالها على الوضع السياسي العام في لبنان وخاصة التذبذب الامريكي في بعض المواقف ومحاولة الالتفاف على السياسة السعودية ،والتقارب الروسي الامريكي المفاجئ . امريكا هذه الايام تبدو وانها قد فقدت البوصلة وضلت طريق العودة الى الثوابت والوعود التي قطعتها  لدول الخليج  العربي وقد حان وقت تسديد فاتورة الحساب قبل انتهاء ولاية اوباما.




فأمريكا التي تتربع على عرش القوى العالمية، استمرت في بسط نفوذها في المنطقة بعد انتهاء الحرب الباردة، حتى احتلالها للعراق.أثر احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق على علاقتها بالمنطقة بصورة عميقة، فمن جهة عانت من حجم الانقسامات بين الاحزاب والكتل السياسية في الدول التي دعمتها، ومن جهة أخرى، وقعت أمريكا في مأزق لا مخرج له، من خلال توسيع نفوذ القوى الإقليمية في المنطقة وصولا الى سوريا مما جعلها عُرضة للانتقاد من قبل دول حليفة كدول الخليج العربي  بعد وعود قدمتها للمعارضة  السورية لم تلتزم بها  واشنطن وبقيت كلاما في الهواء وفي خطاب الاتحاد. وهكذا انتقلت إيران بالنسبة لأمريكا من دولة عدوة على الورق، إلى دولة نووية صاحبة نفوذ كبير في المنطقة يحسب لها الف حساب في اروقة البيت الابيض.

الطريق الى قصر بعبدا معبد بالالغام الامريكية والروسية والايرانية  فهل
يستطيع الرئيس القادم ان يتفادى تلك الالغام والمطبات؟؟ . ننتظر ونرى…..