قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأحد، “إن الفرس (الإيرانيون) لن يحكموا اليمن، ولو قاتلهم اليمنيون لوحدهم”، في إشارة إلى الدعم الإيراني لجماعة “أنصار الله” (الحوثي).
وأضاف هادي في كلمة له بمبنى محافظة مأرب (محافظة نفطية شرقي البلاد)، وصلها اليوم في زيارة مفاجئة قادماً من العاصمة السعودية الرياض، برفقة نائبه علي محسن الأحمر، “لا يمكن أن يحكم الفرس بلاد اليمن ويستعمرونها (..) ولو وقف اليمنيون وحدهم، وقاتلناهم بأدنى سلاح”، على حد قوله.
وأضاف هادي “كما احتفلنا في 27 رمضان بتحرير عدن، سنحتفل قريباً بتحرير عاصمتنا صنعاء، وبقية المحافظات”، وقال “لن نتراجع عن أحلام اليمنيين، في يمنٍ اتحاديٍّ، تسوده العدالة والمساواة، ولن تبقى مأرب الخير محرومة من خيراتها”.
ولفت هادي، الى أن ضغوطًا كبيرة تمارس على السلطات اليمنية، من جهات لم يحددها، للقبول بالخارطة التي تقدم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، والمتضمنة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفي نهاية يونيو/حزيران المنصرم، سلم المبعوث الأممي إلى اليمن، ولد الشيخ أحمد، طرفي مشاورات السلام اليمنية مقترحاً لخارطة طريق في سبيل حل الأزمة اليمنية، مبيناً أن الخارطة التي اقترحها، تتضمن “تصوراً عملياً لإنهاء النزاع في اليمن، يشمل إقرار الترتيبات الأمنية وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 (صدر في 2015)، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تنقذ الاقتصاد الوطني وتستطيع تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين”.
وتابع هادي “كنا أمس في صراعات مع الأمم المتحدة، ومع مجلس الأمن، يريدون أن يُخرجوا من مشروع ولد الشيخ حكومة ائتلافية”، مهدداً بعدم الذهاب إلى مشاورات الكويت مجدداً في حال تم فرض خارطة “ولد الشيخ”.
وأضاف هادي، موجهًا كلامه للأمم المتحدة “إذا كنتم تفكرون أنكم ستأتون بالحوثي على كرسي الحكم ممثلاً لإيران الساعية لبناء إمبراطورية فارسية، فلن نسمح للحوثي ممثل إيران أن يتطاول على 26 مليون يمني، وتحويل اليمن لجزء من الدولة الفارسية (..) اليمن لن تكون جزءًا من دولة فارسية”، وفق تعبيره.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، وصلا الأحد محافظة مأرب النفطية شرقي البلاد، في زيارة مفاجئة، قادمين من العاصمة السعودية الرياض، حسب مصدر حكومي.
وقال المصدر (فضل عدم ذكر اسمه)، “إن هادي ونائبه، وصلا مأرب برفقة عدد من المسؤولين الحكوميين، لتفقد أوضاع المحافظة، التي تم تحرير معظمها من الحوثيين خلال الأشهر الماضية”.
وأضاف المصدر، أنه “من المقرر أن يعقد هادي والأحمر اجتماعاً مع المسؤولين بالمحافظة خلال الساعات المقبلة”.
وفي الوقت الذي لم يذكر المصدر المدة الزمنية للزيارة، لم يصدر بيان رسمي من الرئاسة اليمنية حول الزيارة حتى الساعة (08:30 ت.غ).
وتعد محافظة مأرب مقراً رئيسياً لقيادة الجيش الوطني اليمني الموالي للرئيس هادي.
ويقيم الرئيس اليمني منذ أشهر بشكل مؤقت في العاصمة السعودية الرياض، فيما تمارس حكومته منذ شهرين عملها من محافظة عدن جنوبي البلاد، التي اتخذتها السلطات اليمنية كعاصمة مؤقتة.
ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، يشن التحالف العربي (بمشاركة جميع دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان)، عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، وذلك استجابة لطلب الرئيس هادي بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية”.
ويشهد اليمن حرباً منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بقوات التحالف من جهة، ومسلحي الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلاً عن أوضاع إنسانية صعبة.
وفي 21 نيسان/أبريل الماضي، انطلقت مشاورات بين الحكومة والحوثيين في دولة الكويت، برعاية أممية، غير أنها لم تحقق أي اختراق في جدار الأزمة نتيجة تباعد في وجهات النظر بين الطرفين، الأمر الذي دفع المبعوث الأممي الخاص للبلاد، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتعليقها قبل أيام، لمدة أسبوعين.