كشفت مصادر موثوقة لصحيفة السياسة الكويتية أن السلطات في دولة ساحل العاج أوقفت في السابع من شهر يونيو/حزيران الماضي اللبناني محمد علي شور البالغ من العمر ٤٢ عاماً والذي يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية. وقد تم التوقيف في مطار أييدجان الدولي بعد العثور على مبلغ ١,٧مليون يورو مخبّأ بصورة مُحكمة في بطانة مزدوجة في الحقيبة التي كان يحملها معه لتهريبها إلى لبنان.
وقالت المصادر أن توقيف شور لم يكن وليد الصدفة بل جاء بعد فترة تعقب ومراقبة طويلة المدى قامت بها الاجهزة الامنية في ساحل العاج لمجمل البنية التحتية الناشطة في المدينة والضالعة في جمع وتهريب الاموال من ساحل العاج الى لبنان لتمويل حزب الله، مشيرة الى أن شور كان معروفاً لدى الاجهزة الامنية في عدة دول في العالم في الماضي على خلفية ضلوع عائلته في دعم حزب الله وضلوعه شخصيا في التخطيط لعمليات ارهابية في عدد من الدول الافريقية.
وبحسب المصادر فقد اعترف شور اثناء التحقيق معه بأن المبلغ المخبأ في حقيبته كان مخصصاً لنقله الى حزب الله اللبناني وتم جمعه من عدة جهات في ساحل العاج كاشفةً عن أن نقل الاموال لحزب الله بهذه الطريقة يتم بشكل دوري كل شهر تقريباً.
واشارت المصادر الى العلاقات التي تربط شور مع عدد من الصرافين وشركات تحويل الاموال في لبنان مثل شركة قاسم الرميثي للصرافة التي تم ادراجها على قائمة العقوبات الامريكية قبل نحو ثلاث سنوات على خلفية ضلوعها في تبييض الاموال لصالح حزب الله، مضيفةً أن شور يبدو انه احد اهم الاشخاص الذين يتولون نقل الاموال بشكل مستمر الى حزب الله من ساحل العاج، والدليل على ذلك علاقاته مع كوادر قيادية ودينية كبيرة في حزب الله مثل الشيخ عبد المنعم قبيسي احد كوادر حزب الله الذي كان سابقاً احد الشخصيات النافذة في الجالية الشيعية في ابيدجان، ورائد برّو مسؤول الساحة الافريقية في وحدة العلاقات الخارجية في حزب الله.
وربطت المصادر بين اعتقال شور وبين الخطوات الدولية التي تم اتخاذها مؤخراً لتجفيف منابع تمويل حزب الله والحد من نشاطه في المؤسسات المالية، مشيرة الى ان هذا التوقيف ما هو الا اول الغيث في خطوات عدة لتجميد الاموال التي يتلقاها حزب الله من الجاليات الشيعية في افريقيا.
وتوقعت المصادر انضمام دول افريقيا الى دائرة الدول التي تضيق الخناق المالي على حزب الله بات قاب قوسين او ادنى، حيث ان حزب الله يستخدم هذه الاموال لتمويل نشاطاته الارهابية في لبنان وسوريا وغيرها من دول العالم.
ونسبت المصادر عودة حزب الله الى استخدام طريقة تهريب الاموال الى لبنان وبشكل خاص من افريقيا، الى الازمة المالية الخانقة التي يعاني منها الحزب في الاونة الاخيرة نتيجة تضييق الخناق عليه في الساحة المصرفية اللبنانية ونتيجة العقوبات التي فرضت على رجال اعمال شيعة قاموا بالمساهمة في تمويله.