تهديدات قاسم سليماني للبحرين.. فقاقيع صابون! – شربل الخوري

في الوقت الذي تسعى فيه مملكة البحرين الى بناء انسان بحريني يرفع المواطنة شعارا حقيقيا له في مختلف شؤون حياته العامة نرى ان بعض الشخصيات المعممة المحسوبة على ايران والتي لم تولد في هذا البلد النموذجي في الخليج وليس لها اي اصول او جذور في هذه المملكة بل اكتسبت جنسيتها  بالتجنيس ,كرجل الدين الشيعي عيسى احمد قاسم, وباتت تتمتع بكل التقديمات والنعم التي يحصل عليها المواطن في هذا البلد واهمها حرية الراي والمعتقد المفقودة في معظم دول المنطقة دون ان تطلب السلطات منها اي التزامات غير الالتزام بمبادئ الدستور التي يقسم على احترامها كل من سيحصل على الجنسية البحرينية, نرى ان بعضهم ما أن يحصل   على مبتغاه حتى يعتقد نفسه بانه اصبح فوق القانون والدستور والاعراف والتقاليد فيلجأ الى عض اليد التي امدته بطاقة من الحصانة والحماية المادية والاجتماعية والصحية وكل ما يتمتع به المواطن الذي يفوق كثيرا ما يتمتع به دول اعرق الديموقراطيات في العالم. ولكن ما هو سبب الانعطاف عند ضعيفي النفوس نحو الشر في البحرين؟او في لبنان؟او غيرهما من الدول التي يوجد فيها مواطنون ارادوا تقديم ولاءهم ليس المذهبي بل غلوهم في السير معصوبي الاعين على رغم انتفاخها وتفتحها حتى الثمالة وراء المخطط الايراني الذي يستغل النواحي العاطفية عندهم ويحولهم الى ادوات للتخريب والقتل والتدمير ,فان سمح البعض لهم في بعض الدول بخدمة ايران علنا على حساب مصالح وطنهم فان البحرين لن تسمح بذلك وهي مطالبة ليس بنزع الجنسية عن هؤلاء بل بانزال اشد العقوبات بهم لان هدفهم التخريب والارهاب والقتل وهم لا يقلون خطورة عن الدواعش,ثم يغيرون مستشارا في وزارة الخارجية الايرانية ليطبلوا وليزمروا له بانه سيجترح المعجزات لتحسين العلاقات مع الدول العربية  بعد ان”فاقمها المقرب من الحرس الثوري عبد الامير عبد اللهيان” وكأن القصة قصة اشخاص فهل تمر هذه الخزعبلات على الناس؟

في الحقيقة ليس مهما ان يقصي وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ,المسؤول عن ملف العلاقات مع الدول العربية السيد حسين عبد الامير اللهيان واستبداله بشخص اخر تطلق عليه بعض وسائل الاعلام “صديق العرب”لان ذلك لن يفيد قيد انملة في تحسين العلاقات مع هذه الدول طالما أن سياسة النظام الاسلامي القائم في طهران لا ترغب على الاطلاق بالتخلي عن سياسة الاستكباروالاستعلاء والتخريب التي تمارسها بحق العديد من الدول العربية التي شاءت الاقدار ان يكون فيها للمذهب الشيعي الكريم الذي تدعي ايران بانها تعمل من اجله للتعجيل “بظهور الامام المهدي”اكثر من موطئ قدم.وهي الحجة التي تتستر بها للتدخل السافر واللاخلاقي في سوريا ولبنان والعراق والبحرين والسعودية واليمن والكويت وربما غدا في مصر وتونس والمغرب والسودان ناهيك عن الامارات وقطر .اي انها لا تقيم وزنا لاي اعتبارات تتعلق بسيادة واستقلال الدول العربية وكأنها وصية على شيعة هذه البلاد بعد ان جعلت منهم منعزلين عن بقية مواطني بلادهم   في غيتوات او جزر منفصلة يحاولون الهيمنة او السيطرة على الاخرين مستعملين لذلك,كل المحرمات والموبوقات والافات الاجتماعية والمالية كنهب الاموال العامة والخاصة واللجوء الى سرقات الممتلكات والسيارات وحماية زراعة وإنتاج وترويج المخدرات على مختلف انواعها ,كما يفعل حزب الله في لبنان وخارجه,ناهيك عن الاعمال الاجرامية والارهابية وتبييض الاموال التي ترتكبها في العالم من اقصاه الى اقصاه.المهم  ان هذه الالعاب الشيطانية لن تتاثر بتغيير شخص في وزارة الخارجية لانها نوع من الضحك على الذقون كما يقول المثل العامي.وحتى لو تغير الوزير نفسه او رئيس الجمهورية   فهي امور تقنية وليست حوهرية تبقى ضمن اطار تبادل الادوار لامتصاص النقمات الداخلية والخارجية.




المطلوب ان تغير الطغمة الحاكمة من الملالي فلسفتها الخيالية وتعود الى الواقعية في تعاملها مع مختلف القضايا المطروحة مع جيرانها وان تكف عن استعمال الشيعة في دول اخرى كأرقام لديها ومجموعات ضغط تحركهم حسب مصالحها.وهذا الامر لن يتحقق الا إذا جوبهت بأمرين لا ثالث لهما.وحدة الموقف العربي اولا, والقرار بالمواجهة الشاملة ثانيا.

صحيح بأن وحدة الموقف العربي صعبة في ظل الظروف التي تمر بها بعض البلاد العربية كالعراق وسوريا واليمن,ولكنها ليست عقيمة الفعالية على الاطلاق إذا حصلت فعليا وليس ظاهريا بين دول الخليج ومصر والمغرب والسودان والاردن التي تشكل مجتمعة قوة تخيف ايران او على الاقل تصبح  اكثر تدقيقا في حساباتها وتصرفاتها وعنترياتها التي يطلقها طاقمها الارهابي من حسن نصرالله الى قاسم سليماني وصولا الى المرشد الخامنئي.ان ايران التي تحكمها شخصيات من هذا النوع لا يمكن الركون الى العقل والمنطق في اي تعايش معها. لانها لا تؤمن بهما الا إذا أُجبرت على ذلك كما حدث معها في مسألة المفاوضات النووية مع دول الغرب التي أرغمت بسبب القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية له على الرضوخ لشروطه وهذا الرضوخ لم يحصل لو لم تكن موحدة في مواجهة المراوغة والمخادعة والكذب التي اعتمدت شعارا لعمل طهران منذ 40سنة وحتى اليوم.فايران لا تريد لشعبها ان يبقى بدون رئيس للجمهورية ولكنها لا تسمح باجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان وتعطلها منذ سنتين ونصف بحجج واهية لا تنطلي على احد بواسطة حزب الله.وهي  تقمع اي مطالب بحرية التعبير على طافة اراضيها وتمنع المظاهرات بالقوة وتتهم من يدعو اليها بشكل سلمي بابشع النعوت والاوصاف ولكنها تأمر شيعة البحرين والسعودية بالسر والعلن بنهج كل ما يعطل البناء مما يؤدي برايها الى إحداث الخراب على كافة الصعد في هاتين الدولتين الطامحة الى الهيمنة عليهما لتنفيس حقد تاريخي بات من الزمن الماضي.وهي ترسل رجالها لقتل الناس في سوريا والعراق بحجة الدفاع عن “مقامات دينية  “في حين ان الهدف واضح كعين الشمس للجميع لدعم انظمة تؤمن لها نفوذا وسيطرة خارج حدودها لاستعمالها في اي مفاوضات مستقبلية على تقاسم المنطقة وارقام القتلى من الجنود الايرانيين او الذين تجندهم وترسلهم الى هناك من شيعة لبنان والعراق والافغان خصوصا في حلب التي ليس فيها شيئ يمت الى الدين الشيعي بصلة يثبت ذلك.ايران النظام الاسلامي لم يحقق شيئا من غطرسته عندما جوبه في اليمن وفي سوريا وحتى في لبنان ولولا الغطاء الروسي الجوي لما استطاعت كل الميليشيات التي حشدتها من جعل الاسد يبقى في السلطة.وزيارة وزير الدفاع الروسي الى طهران ومن بعدها دمشق وتسريب الاعلام الروسي صورا للاجتماع مع الاسد يؤكد ان الحمى التي تضرب الراس السوري هي من الحمى التي تضرب الراس الايراني التي اختفت عند اول تحذير نقله سيرغي شويغو الى كلا الفريقين “الحليفين” من الرئيس بوتين فطأطأ راسيهما.

نسوق ما تقدم من وقائع لنؤكد ان كل العنتريات التي تطلقها ابواق النظام الاسلامي بخصوص اجراء بحريني داخلي ما هي الا فقاقيع صابون لن تقدم او تؤخر في الاجراءات الطبيعية والقانونية  التي تتخذها هذه المملكة الصغيرة الرابضة في قلب الخليج لتحمي شعبها وتحمي مؤسساتها ووحدتها من مؤامرات طهران .