الشهرة من أهم أسرار السعادة التي يبحث جميع البشر عنها، وبخاصة الذين يعملون في مجال التقديم والاعلام والصحافة، وليس بمقدور أي شخص الإهتداء لطريقها بسهولة ويسر . انها طريق وعر وسيف ذو حدين ، فهي تحتاج إلى العمل الدؤوب المستمر، والإرادة القوية وذلك لتتمكن من الوصول ، وأن تبحث عن النجاح هذا يدل على حبك للتفوق والتميز والطموح في هذا العالم . فنحن في منافسة مستمرة وقوية بين الكثير من حولنا في عالم يخلو من الملائكة ومحاط بالاشرار، ولكن عناقيد الخير لازالت تنمو وتمتد رغم الدروب المعبدة بالشوك .
أن الغاية من النجاح والشهرة ان نصل للغاية المنشودة على حسابنا لاعلى حساب الاخرين، وان لانجعل الناس مطية لتحقيق الامل المنشود.
فالنجاح لايقتصر على النجاح الاكاديمي ولا التفوق العلمي بل على التواضع والموضوعية في المنهج الحياتي . الصحافة التي هي مهنتك نزلت بها الى الحضيض مع كل الحوارات التي اجريتها مع جميع اطياف اهل السياسة في لبنان ، ولازلت تنتهج خط الفوقية والتعالي في خطابك ضاربا بعرض الحائط كل سطور الصحافة الاخلاقية وانحرفت بها عن جادة الصواب.
واقع برنامجك الاسبوعي “كلام الناس” هو تقسيم الناس الى طبقات اسياد وعبيد ، وحوارك لايخلو من اللؤم الذي هو شيمتك حتى تلك الضحكة المصطنعة التي تطلقها بين الحين والاخر امام ضيوفك هي صفراء بلا علة . يقال ان في الاسفار فوائد جمة عددها الناس اهمها، الاطلاع على احوال العباد والعمارة والتقاليد والاعراف، ومما لاشك فيه ان السيد ” مارسيل”قد جال وصال في معظم البلدان ولاغرابة في ذلك ولكن الغريب في الامر انه لم يحمل معه من اسفاره سوى ربطات العنق والبدلات والاحذية الفاخرة بدلا من ثقافة الشعوب والاعراق التي قام بزيارتها فهو ينظر الى اللون الاسود فقط دون النظر الى الوان الطيف الاخر ولايزال يتحدث بلغة ” البيك والافندي وصاحب المعالي ” مع محاوريه وضيوف الاستديو.
ان المآخذ عليك كثيرة، امتهانك للصحافة هو تكريس للطبقية والتعالي والتكبر . كنت اتمنى عليك وعلى الشاشة التي تطل من خلالها الى جمهورك الواسعن أن تخفف من اطلاق الالقاب على ضيوفك من اهل السياسة مثل : اصحاب المعالي او معاليك ،او دولة الرئيس ،واصحاب الفخامة ، الذين دمروا لبنان بغرورهم وفسادهم وكانك صاحب المعمودية اوالباب العالي . هذه الالقاب التي عفا عليها الزمن والقيت في صناديق القمامة، ولم تعد صالحة للاستعمال الا في الدول التي تستهلك لغو الكلام للتغطية عن حجم الفساد المستشري . فان السائد في كل الدول الراقية ان نتحفظ على الجمل و الكلمات التي تثير الاشمئزاز ، وتثير المشاعر الانسانية وتدعو للطبقية العفنة سوى ” مسيو بريزدن او مسيو منيستر” وهذا يفي بالحال ولا نقد عليه.
.
مع تمنياتي لك بالنجاح والتقدم والموضوعية وان تصل الى هدفك السامي.