حاورته إيناس كريمة – بيروت أوبزرفر – طرابلس
ميزان “العدل” اهتزّ عندما تم توقيفي ودخلت السجن، في حين أنّ وزير العدل هو إبن مدينتنا طرابلس! الكل يعلم أنني حملت السلاح لأدافع عن نفسي وعرضي وأهلي، وفي كل مرة كنا نطلب فيها من الجيش اللبناني التدخل لوقف المعارك بين التبانة وجبل محسن كان يرفض لأنه لم يكن يملك القرار السياسي لذلك. وعندما صدر الأمر بتدخّله، كنا أمام خيارين، إما المواجهة معه أو تسليم أنفسنا، فكان خيارنا التسليم والاحتكام للقضاء.
بهذه الكلمات استهلّ “البطل” سعد المصري، كما يحلو لأصدقائه تسميته، حديثه مع بيروت أوبزرفر. المصري الذي لمع اسمه مع مجموعة المقاتلين في باب التبانة في المعارك التي دارت رحاها مع أهالي جبل محسن، يرفض لقب “قائد محور” الذي فبركه إعلام النظام السوري،على حدّ قوله، كما يرفض أن يُتّهم بكونه ورقة بأيدي السياسيين في مدينة طرابلس ويضيف: “أن تكون بطلاً خير من أن تكون عميلاً.”
يعرّف عن نفسه بأنه مواطن طرابلسي كرامته فوق كل اعتبار، همّه الكبير أن يساعد أهل منطقته ويشدّ على يد أي زعيم يساعد الفقراء والمحتاجين ويسعى لتأمين وظائف للعاطلين عن العمل. وخلال حديثه، توجّه سعد المصري، بتحية خاصّة لدولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يحبه ويحترمه كثيراً فهو “أبو الفقراء” في مدينة طرابلس كما وصفه، ومؤسساته الاجتماعية والخيرية لا تتوقف عن مساعدة أي شخص، أما الرئيس سعد الحريري فتوقف عن تقديم المساعدات لأهالي طرابلس، ونسي من وقف الى جانبه عند كل استحقاق انتخابي! ووجّه كذلك سؤالاً إلى الحريري قائلاً: “لماذا لا تتكاتف مع الرئيس ميقاتي، على غرار ما حصل بين عون وجعجع وما هو حاصل بين نصرالله وبري؟ أولن تصب وحدتكما في مصلحة الشارع السني الذي يعاني الكثير من المشاكل بسبب التشرذم الحالي؟ وتمنى أن يحصل هذا التوافق في الانتخابات البلدية القادمة التي لن تجري في موعدها برأيه.
لم يقصد أبداً أن “يعلّم” على سعد الحريري كما أشيع، وذلك من خلال الاستقبال الحاشد الذي حظي به في طرابلس بعد خروجه من السجن، فالإنسان يزرع ما يحصد، ولهفة الناس كانت ردّة فعل طبيعية وعفوية تجاه شخص دخل ظلماً إلى السجن.
وحول الصراع مع أهالي جبل محسن أكّد أن المشكلة في الأساس لم تكن مع أهالي جبل محسن “أهلنا وأخوتنا” بل مع آل عيد، والسلاح الذي كنا نستخدمه أثناء المعارك، كان بتمويل ذاتي، من إيراد المحلات التي ورثها عن والده، ومن تبرعات الأصدقاء، ولو أن السياسيين كانوا يمدوه ورفاقه بالسلاح كما يدعي البعض، لكان وضعهم غير الذي هم عليه الآن.
وعن الخلاف مع المسؤول في تيار المستقبل العقيد المتقاعد عميد حمود، قال أن الخلاف انطوى ولا داعي لفتح هذا الملف مجدداً، داعياً إياه إلى بذل جهوده من أجل إخلاء سبيل باقي الموقوفين.
وكشف المصري أن زياد علوكة سيخرج من السجن بعد أربعة أشهر وسيعود إلى أهله ومنطقته، مشيراً إلى علاقة متينة تربطه بعلوكة وكلاهما يكمل الآخر.
ونفى أن يكون قد رافقه أثناء خروجه من السجن أي موكب أو سيارة واحدة تابعة للرئيس ميقاتي، لكن عدداً كبيراً من السياسيين، دون أن يسمّيهم، قاموا بزيارته في منزله لتهنئته.
هو لن يخوض أي انتخابات نيابية وسيحصر نشاطه في العمل الميداني ومساعدة أهل منطقته، على حد قوله، وليس لديه أي طموح سياسي. يتأثر عندما يتذكر شقيقه الشهيد خضر، الذي ترك له محبة الناس، فهو الأخ والوالد والمعلم.
وفي ختام حديثه، وجه رسائل قصيرة إلى بعض قيادات طرابلس: النائب السابق مصباح الأحدب صديق عزيز، والوزير السابق فيصل كرامي “حبيب قلبه”، والنائب أبو العبد كبارة يحترمه كثيراً، أما الوزير أشرف ريفي فلديه عتب عليه ويدعوه للنظر في وضع باقي الموقوفين في السجون منذ نهاية أحداث طرابلس