“السفير” الى الإقفال النهائي بنسختيها الورقية والالكترونية

علمت الـ mtv أنّ ناشر صحيفة “السفير” الأستاذ طلال سلمان أبلغ أسرة الصحيفة بأنّ الجريدة ستتوقّف نهائيّاً عن الصدور في 31 من آذار الجاري، كما سيحتجب موقعها الالكتروني بشكلٍ نهائي. وباحتجاب “السفير” يخسر الإعلام في لبنان أحد رموزه، كما تتعزّز خطورة الأزمة التي تعاني منها الصحافة المكتوبة.

وفي اتصال مع الـ mtv، أكد سلمان أنّ القرار الرسمي بالإقفال سيصدر الأسبوع المقبل، مشدّداً على أنّ جميع العاملين في المؤسّسة سينالون حقوقهم كاملةً، مشيراً الى أنّه سيقعد مؤتمراً صحافيّاً يوم الأربعاء المقبل للإعلان عن الخطوات كاملةً. وقال سلمان، بمرارةٍ وأسف: “خبر الوفاة أعلن، ولكن تمهّلوا علينا لإجراء مراسم التشييع”.




إشارة الى أنّه صدر العدد الأول من “السفير” في 26/3/1974 وحمل شعار “جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان”، فضلاً عن شعار “صوت الذين لا صوت لهم”.

مع صدور العدد الثاني، رفعت ضدّها أول دعوى قضائيّة، ثم توالت الدعاوى حتى بلغت 16 دعوى في عامها الأول، ولم تتم إدانتها في أيٍّ منها.

منذ العدد الأول لصدورها حملت “السفير” أسماء لمعت في الفكر العربي المعاصر أمثال: ياسين الحافظ، عصمت سيف الدولة، سعد الله ونوس، جورج قرم، مصطفى الحسيني، إبراهيم عامر، بلال الحسن، حازم صاغية، حسين العودات، ميشال كيلو، عبد الرحمن منيف، رفعت السعيد، إميل بيطار، طارق البشري، سليم الحص، فهمي هويدي، صلاح الدين حافظ، كلوفيس مقصود، أسعد المقدم، جوزف سماحة، هاني فحص، حسين عبد الرازق، وغيرها من الأسماء التي صار حضورها مميزاً في السياسة والثقافة العربية. وكان رسام الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي من علاماتها الفارقة لفترة طويلة.

تعرّضت “السفير” لمحاولات ترهيب عدة أبرزها نسف مطابعها في سنة 1980 وأكثر من محاولة لنسف منزل رئيس تحريرها طلال سلمان ثم محاولة اغتياله في سنة 1984… هذا عدا عن استهداف مبناها بكثير من الصواريخ والعبوات الناسفة خلال الحرب الأهلية.

كانت الصحيفة اللبنانية الوحيدة التي لم تتوقف يوماً واحداً خلال الاجتياح الإسرائيلي (1982)، على رغم أن توزيعها كان محصوراً، بفعل الحصار الإسرائيلي، في شوارع العاصمة.

تعرّضت “السفير” للتوقف عن الصدور 3 مرات بقرارات صادرة عن الحكومة اللبنانية، كان آخرها عام 1993 حين صدر قرار قضائي بتعطيل الجريدة عن الصدور لمدة أسبوع بتهمة “نشر وثيقة تتضمن معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصاً على سلامة الدولة”. أما المعلومات المشار إليها فهي الترجمة العربية للاقتراح الإسرائيلي الذي قدمه رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض مع لبنان إلى الوفد اللبناني في واشنطن. وقد لقي القرار اعتراضات واسعة وحظيت “السفير” بتضامن شعبي من مختلف التيارات السياسية في مواجهة القرار، تم في أثره تعديل قانون المطبوعات فمنع تعطيل الصحيفة قبل صدور الحكم بالإدانة، كما منع توقيف الصحافيين احتياطياً.