استقبل الرئيس سعد الحريري مساء اليوم، في “بيت الوسط”، وفدا موسعا من مخاتير مختلف مناطق العاصمة بيروت، وتحدث إليهم عن الأوضاع السائدة واستمع إلى مطالبهم.
وقال الرئيس الحريري مرحبا بالوفد: “هذه الدار تجمع كل اللبنانيين وخاصة أبناء بيروت، بيروت التي أحبها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن وإياكم والأوفياء سنكمل مسيرته بالرغم من كل التحديات. فكما تعلمون، من اغتال رفيق الحريري كان هدفه اغتيال المشروع وكل فكرة رفيق الحريري بجمع اللبنانيين من أجل إبقائهم متفرقين، ولكن بدعمكم المتواصل ومثابرتكم وصبركم وطول بالكم مع أهالي بيروت، مستمرون بهذا المشروع. فما حصل خلال الأيام القليلة الماضية من محاولات زرع الفتنة في بيروت، نحن نرفضها ولا يمكننا الموافقة عليها أو السكوت عنها. فإذا كان من أمر أو أي شيء آخر لا يعجب أحد الأطراف، فهناك طرق عديدة للتعبير عن غضبه أو استيائه منها. أما حرق الإطارات وقطع الشوارع، فهذه الممارسات تضر وتعطي صورة غير حضارية عن بيروت ولبنان كله. فهل الذين يقومون بهذه التصرفات يريدون إعطاء هذه الصورة المسيئة للرأي العام وهل هذه هي الطريقة الصحيحة للتعبير؟”.
أضاف: ” نحن خطابنا السياسي واضح، وبسلوكيات معروفة، ولن نرضى أن يستدرجنا أحد إلى الفتنة بأي وسيلة من الوسائل، نحن أمناء على أمن بيروت وسلامة أهلها، فمن يريد تأجيج الفتنة فلن يجد له مكانا في صفوفنا، ولا في صفوف كل أهل وعائلات بيروت. صحيح أن أهالي بيروت مسالمون ولكنهم على قناعة تامة بعدم الانجرار للفتنة. فأي ضرر يصيب بيروت يقع على كل لبنان في النهاية. لذلك، هذه العراضات والممارسات المسيئة هي وصمة عار لمرتكبيها، وبيروت في النهاية ستحافظ على صورتها الحضارية والوطنية الجامعة وعلى عروبتها، كما كانت على الدوام، قلب العروبة النابض، وقد دافعت عن عروبتها خلال الحرب وتدافع اليوم عن هويتها. وفي هذه المناسبة أؤكد لكم أنني سأبقى معكم وبينكم في بيروت، حبيبتي بيروت كما كانت حبيبة رفيق الحريري، وسأبقى على تواصل مستمر معكم للتداول في كل ما يهم العاصمة وشؤونها. أؤكد لكم أننا مع إجراء الانتخابات البلدية وأي كلام آخر لا يعبر عني ولا عن تيار “المستقبل” في كل ما يروج عن رفضنا لإجراء هذه الانتخابات”.
وتابع: “بالنسبة لانتخابات بلدية بيروت، هناك معادلة وضعها الشهيد رفيق الحريري، وترتكز على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ولا يمكن أن أساوم أو أبدل في هذه المعادلة بتاتا. فهناك محاولة لتأجيج المشاعر والدعوة للتفرقة وتغيير هذه المعادلة خدمة لمصالح البعض، ولكننا كتيار سياسي ومسيرة سياسية، نرفض ذلك كليا ولن نغير أو نتراجع عن المناصفة في الانتخابات البلدية”.