احتشد الآلاف من أهالي قرى راشيا والبقاعين الغربي والأوسط وحاصبيا ومرجعيون والجبل وبيروت في احتفال تكريم الفنان والموسيقار مارسيل خليفة بعنوان “البقاع يكرم مارسيل خليفة”، بدعوة من اتحادات بلديات جبل الشيخ وقلعة الاستقلال والسهل والبحيرة وبلدية راشيا وعشرات الجمعيات والاندية الرياضية وهيئات المجتمع المدني، في حضور وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وعقيلته وطفلتيه سارة ولين وحشد من الشخضيات.
قدمت الاحتفال الاعلامية شدا عمر وقالت: “مساء الحرية والفرح والنضال، مساء الفن الملتزم المناضل-المقاوم بصوت وكلمة ولحن ملؤها النور لكل الظلاميين وأهل الظلمات. نجتمع في قلعة راشيا بعبقها التاريخي مع أهل وادي التيم الشرفاء الودعاء لتكريم قامة فنية وطنية فريدة، أضاءت أغانيه ظلمات ليالينا الأحلك وما تزال، ورسخت إيمان جيل بعد جيل بالإنسان وحقوقه وأحلامه وسعيه لإحقاق العدالة والمساواة. مارسيل خليفة أهلا بك بين أهلك ومحبيك الذين صمدوا في هذه الارض المباركة منذ الأزل ويصرون على التمسك بها وبمبادئهم وسعيهم الدائم نحو الأفضل والأسمى، صمدوا وعبروا بسلام فتنة الحرب والاحتلال والوصاية والوشاية وكانت أغانيك رفيقهم الدائم. صوتك رافقهم حتى في الأحلام. ودعوا شهداءهم واستقبلوا مواليدهم على ترنيماتك، رقصوا عليها في أعراسهم ورافقتهم في اعيادهم”.
وختمت: “مارسيل خليفة حفرت عميقا في القلب وحللت ضيفا محببا على الوجدان. لك التحية والتكريم والمحبة والعرفان من قلب وادي التيم”.
وألقى أبو فاعور كلمة في الفنان خليفة قال فيها: “لا لست نبيا، لكن عودك أخضر تفوح منه حدائق الأمل. لا لست شفيعا، لكن الفقراء يرفعون صوتك في كنيسة فقرهم ويطوفون بك بخورا ليتنشقه الأطفال فيسلمون. لا لست وليا، لكن البؤساء يضيئون الشموع حول وترك. قبلك كان الفقر نقيصة، على عودك استحال الفقر نشيدا. ورثتنا وورثنا، من أحلامنا، من عقائدنا، من احزابنا، من معلمنا، من كمال جنبلاط، وورثتنا من أهلنا ومن بيوتنا ومن أحزاننا، ورثناك وما تعلمناك، ورثناك كالقهوة في الصباح، وكبزوغ الفجر، وكقبلة الأم قبل النوم، وكدعاء العجائز الخائفة، ما خذلتنا وخذلناك. ندين جميعا لفلسطين، وتدين هي لك، وقد أنشدتها حتى الثمالة. ندين جميعنا لكمال جنبلاط، ويدين هو لك، وقد قصصته على مسامعنا، وغرسته تحت مسام جلدنا، وحدك والشهداء تكاد تكون ذاكرتنا، حكايتنا، شاهدا لنا، وشاهدا علينا”.
وختم: “مارسيل خليفة، من راشيا، من البقاع، من وادي التيم، في زمن النشيد الزائف أنت وحدك نشيدنا، غنِّ قليلا يا عصافير، فانني كلما فكرت في حالي بكيت، مارسيل خليفة غن كثيرا، غن طويلا، غن مديدا، اذا لم يكن لنا، فلربما لجيل يأتي من بعدنا، غن لجيل يستحق الغناء”.
بدوره، قال خليفة: “أخبئ بعض أحلامي المتبقية، وامضي في اللعب والموسيقى والغناء، وكلما اضعت حلما حملني حلم آخر وهذا الذي يضيئني، هذه الشعلة التي لا تنطفئ هي الوعد الذي يرفض ان يخيب، هي الحدس بوجود واقع آخر، يحمل كل الحب من هذا الواقع المرعب المقرف”.
أضاف: “اكبر انتصار على اليأس هو هذا الشوق الملتمع في اعماق يأسي وتحت هذا الفيض من حرارة الشوق، يغمرني احساس بالفرح، والصدر مأوى للجحيم والنعيم بنفس الوقت. عشت الحروب الصغيرة والكبيرة والهجرة والمنفى وكانت الموسيقى تحميني وتمنحني قوة صمود الامل لذلك لم اهزم داخليا”.
وختم: “بهذه الرؤية الموسيقية والحياتية أثثت تفاصيل حياتي، وذهبت الى الاسطورة ، والاسطورة هنا ليست بالمعنى الخرافي المعجز ولكن بالمعنى الابداعي الجمالي الذي يجعل هذه الحياة ممكنة، جديدة وجميلة وجديرة بالعيش”.
ثم قدم أبو فاعور لخليفة لوحة فنية من أعمال الفنان جمال القضماني وقدم لوحة تجسد صورة خليفة من رسم جمانة البيطار وعود محفور على بيضة وتحية لمارسيل من الفنان لؤي كاسب.
وقدم خليفة باقة من أغانيه شاركه في العزف الفنان زياد الأحمدية وفرقة الميادين مع كورال الكشاف التقدمي.