الموسوي: لو انتصر التكفيريون بسوريا لكنا قرأنا الفاتحة على لبنان

رأى النائب نواف الموسوي ان ثمة طبقة سياسية في لبنان قد آثرت ذهنية القناصل التاريخية، بحيث تقدم ولاء للأجنبي مقابل دعم مالي وسياسي بهدف استحكامها وسيطرتها على الحكم لفرض السيطرة الآحادية عليه بعد ذلك.

واضاف الموسوي في احتفال تكريمي في الجنوب ام ما يجري يؤكد أن الذين سلكوا درب المقاومة والشهادة هم القادرون على أن يحققوا السيادة والحرية والاستقلال للبنان، وتابع: “لا يمكن لأحد أن يتعاطى معنا نحن الذين نقدم أنفسنا دفاعا عن مبادئنا بالطريقة التي ظهرت في التعاطي مع البعض في لبنان”.




واوضح الموسوي أننا نخوض حرباً شرسة في مواجهة التكفيريون، ونحقق الإنتصارات التي بموجبها يكون للبنان الشعور بالاطمئنان والسلامة والأمان، وتابع: “لولا هذا السد الذي أقمناه وهذا الحزام الذي زنرنا به لبنان لكان مستباحا أمام هجمة لا تبقي فيه ولا تذر، ولذلك فعلى هؤلاء أن يصارحوا جمهورهم بما يقولونه في غرفهم المغلقة بأن قتال حزب الله في مواجهة التكفيريين هو الذي يحمي لبنان، بل ويحمي المنطقة بأسرها، لأنه لو كتب للتكفيريين أن ينتصروا في سوريا لكنا قرأنا الفاتحة على لبنان وعلى العراق وعلى غيره”.

وشدد على “إننا نريد للبنان أن يكون تجربة نموذجية في العيش بين المنتمين إلى أديان وطوائف وأفكار مختلفة، وقد كان من المفترض أن يكون اتفاق الطائف إطارا للحكم الجماعي وليس طريقة لنقل السلطة من طائفة إلى أخرى أو من موقع دستوري إلى آخر”.

ورأى الموسوي أن من يسيئ إلى اتفاق الطائف اليوم هو الذي يتصرف من موقع الإستئثار لا من موقع الشراكة، داعياً إلى حل الأزمة السياسية من خلال الإلتزام بالوعود التي أعطيت للتيار الوطني الحر، والإقرار بحقه في تمثيل الأكثرية المسيحية لأنه من دون ذلك ستبقى الأزمة قائمة باستهدافها فريقا ميثاقيا يمكن لموقفه أن يطعن بهذه التجربة، بل يطعن في دستورية القرارات والقوانين التي يمكن أن يقدم عليها البعض.

وفي سياق آخر اكد الموسوي “إننا تحملنا مسؤولية مواجهة التكفيريين على المستوى العسكري والسياسي على نحو مباشر لأنها مسؤولية وطنية، ولذلك فإن أقل الحق لهذا الفريق الذي يقاتل التكفيريين عن شركائه في الوطن أن يتعاطوا مع تضحياته من موقع الإعتراف والإحترام، لا أن يستمر هذا الضغط المبرمج الذي يستهدف النيل من المعنويات، رغم أنه من الملاحظ أن هذا الضغط يرتد مفعولا عكسيا، فكلما زاد زادت قدرة مجتمعنا واستعداده لتقديم التضحيات، وإن ما قمنا به في لبنان هو إدراكنا على نحو مبكر لحقيقة الخطر وتصدينا له عبر قيادة حكيمة تدرك المخاطر وتقرر القرارات المناسبة بشأنها، بحيث يتمنى البعض في العالم العربي لو أنه فعل ذلك وأدرك هذا الخطر قبل أن يصل إلى عقر داره”.

ولفت الموسوي الى ان الجرائم التي يستمر النظام السعودي بارتكابها ضد الشعب اليمني يجب أن تكون موضع إدانة، ولكن ينبغي التنويه إلى أنه لن يكون باستطاعة هذا النظام فرض إرادته على شعب حر سيكتب له النصر على العدوان، والذي سيكون له أبعاد استراتيجية بدأنا نستشعرها وستتوطد على نحو واقعي في أقرب الأوقات.