الحوت من طرابلس: لوقف ممارسات التعذيب أثناء التحقيق

أكد النائب عماد الحوت في إفطار الجمعية الطبية الإسلامية في طرابلس، التزام “الجماعة الإسلامية” بمشروع بناء الدولة ومؤسساتها، لافتا إلى ان “ما حصل في سجن رومية جريمة في حق كرامة الإنسان، وحقوقه تحتاج معالجة جذرية”.

وشدد الحوت على أن “مشروع الجماعة الإسلامية يقوم على بناء الإنسان ونهضة المجتمع، وعلى وسطيةٍ تعني العدل لا التوسط بين الحق والباطل، وعلى التوازن بين الرحمة والتسامح، والقوة والكرامة، وامتلاك المبادرة وبعد النظر”.




ودعا الجميع إلى “مراجعة حساباته، وأن يدرك أننا نعيش في سفينة واحدة، إذا غرِقت غرِقت بجميع ركابها، وأنه لن تسلم طائفة أو مذهب أو زعامة إذا لم يسلم الوطن، والتمسك بحق اللبناني بالأمان والإستقرار، لا أن يعيش في بلد لا مؤسسات فيه ويضج بالتخوين والمؤامرات”.

ورأى الحوت أن “ما حصل في سجن رومية من انتهاك لكرامة الإنسان وحقوقه موجود أيضا في غيره من السجون، وهي ممارسات تسبب أيضا احتقانا متراكما نحن في غنى عنه”، معتبرا أن “المعالجة الصحيحة لهذا الملف تستدعي التوسع بالتحقيقات القضائية وإعلان نتائجها، ووقف كل ممارسات التعذيب أثناء التحقيق داخل السجون، وتشكيل لجنة نيابية تزور السجون للتأكد من خلوها من جميع ممارسات وأدوات التعذيب، ووقف العمل بوثائق الإتصال التي يقوم أغلبها على وشاية مخبر هو نفسه محل شبهة، لتتحول السجون بذلك الى مصنع للتطرف، وانهاء ملف الموقوفين من خلال إطلاق سراح من لم تثبت عليه أي ممارسة غير قانونية، وتسريع المحاكمات العادلة لمن تكونت له ملفات واضحة”.

واعتبر الحوت أن “الساحة الإسلامية أثبتت من جديد أنها تمتلك من الوعي الكثير، وأنها حريصة على السلم الأهلي والإنتظام العام، وأن الإعتدال سلوك وممارسة وحرص على الحقوق وليس مجرد شعار، وأنها قادرة على المطالبة بحقوقها وكرامة المواطن مع الحفاظ على الاستقرار العام الذي لا تفريط فيه”، مشددا على أن “التزام الجماعة الإسلامية بمشروع بناء الدولة ومؤسساتها لا رجعة عنه، وأنها تتعاون مع أي جهة مخلصة لتحقيقه، وتختلف مع أي جهة تمنع الوصول اليه، ومن هنا كان موقفها من الفكر التكفيري وموقفنا من استخدام حزب الله للسلاح داخل لبنان أو خارجه خدمة للآخرين”، لافتا إلى انه “لن تنجح محاولات البعض الإيقاع بين الساحة الإسلامية والجيش أو القوى الأمنية، دون أن يمنع كل ذلك من المطالبة بالحقوق وانتقاد التقصير”.

وأكد الحوت عدم تخوفه “من خطر المجموعات التكفيرية على الداخل اللبناني، نظرا لغياب البيئة الحاضنة لهذا الفكر، نتيجة لجهد التوعية الذي تقوم به الجماعة الإسلامية وغيرها”، معربا عن قلقه “من تكرار النظام السوري وحلفائه لمسرحية مخيم نهر البارد بتسهيل تحرك بعض المجموعات، وهذا ما ينبغي التنبه اليه”.