تجري مفاوضات بين النصرة والدولة اللبنانية للافراج عن اسرى الجيش اللبناني مقابل الافراج عن معتقلين في سجن رومية.
ويبدو انه كان هناك تقدما في امر المفاوضات، مما ازعج حزب اللات المسيطر سياسيا وامنيا، وسطوة على القرار اللبناني.
ولأن الحزب لم يدرك حتى الساعة استحقاقات المرحلة، وبعض الوقائع التي فرضها حراك الثورة السورية، فقد غدت تصريحاته تائهة وضائعة الى حد كبير.
ومما زاد الطين بلة، تهاوي حليفهم المالكي في بغداد، وتلقي صديقهم بشار ضربات قاسمة، مع وجود تململ واسع لدى الطائفة النصيرية من بشار وقتاله، خاصة بعد وصول قتلى النظام الى اكثر من ثلاثة آلاف خلال شهرين فقط.
ترافق ذلك مع حراك في القلمون، حيث ترد الى الحزب توابيت موت يومية بعضها برؤوس، وأخرى بلا رؤوس، علما انه جزب ارهابي فاشي مأزوم حيث عبر الحدود للقتل والترويع في سبيل اوهام طائفية بائدة.
وعوض ان يفكر الحزب بعقله، ومستقبله، ومستقبل طائفته، فقد عاد مرة اخرى الى التفكير من خلال عضلاته المهترئة، والتي اصابها الاعياء، متكلا على صورته القديمة التي لم يدرك انه قد اصابها كثير عوار، ومسخ.
ومن منطلق غيبوبة الحزب عن حقائق الارض، واعتماده على حقائق المصلحة الدولية، وقد يكون لقراءته للحالة اليمنية بشكل مقلوب اثر في ذلك، فقد صرح يزبك احد قادته، ان الحزب سيشعل لبنان ان تم الافراج عن سجناء رومية.
شعار احراق لبنان، يشابه تماما شعار “الاسد او نحرق البلد”، و”الاسد او لا احد”.
فهل تهديد يزبك بذلك هو نتاج ازمة واقع يعيشها الحزب على وقائع هزيمته ويريد الهرب منها، بإحراق لبنان؟.
وهل ما يجري في عرسال هو توطئة لإحراق لبنان، كإشارة تهديد ان رأس بشار ثمنه ضياع لبنان؟.
ام ان الحزب يريد حشر كل الشعب اللبناني في معركة دفاع عن وجود الحزب؟.
وهل يستغل الحزب يده الطائلة في الجيش اللبناني، وبعض مؤيديه لمصالح سياسية من الطوائف الاخرى لزج الجيش اللبناني في معركة لا ناقة لهم فيها ولا بعير، بل ستؤدي الى انهاك الجيش، وتفتيته طائفيا ووطنيا؟.
وهل جملة يزبك عن “اشعال لبنان” هي تعبير فاضح عن مدى فئوية الحزب وانانيته حيث يريد تدمير كل لبنان، في سبيل كرامة خامنئي المنهك من السرطان؟.
اكثر جملة تتكامل مع تصريح يزبك، ولا مبالاته بلبنان كدولة وشعب غبر اشعاله هي جملة قيادي آخر من الحزب سابقا: نحن لسنا حزب ايران في لبنان، بل نحن ايران في لبنان.
اخيرا، لا يحسبن احد ان التعايش الاهلي يبنى بالدماء، وانه يمكن تحقق سلام بإخضاع او قوة.
فالقوة وهم، لا يقدسها الا جبان او قاصر عقل او نظر، ومصلحة الجميع هي مع المنتصر في سوريا وهي الثورة وشعبها فقط، واما الاقلية الطائفية الحاكمة فهي منتهية حكما وواقعا مهما تم بث الروح في اوصالها الواهنة.