اليمن: الصراع وتداخل الوضع المذهبي – عبد الغني محمد المصري

كي نفهم قليلا ما يحصل في اليمن وتعقيداته، واسباب تمهل الاصلاح في الرد العسكري…

 
اليمن فيه مذهبان هما الشافعي والزيدي. وقد اعتبر كثير من علماء الاسلام ان المذهب الزيدي هو مذهب خامس في الاسلام.




 
الزيدية لا يسبون على ابي بكر او عمر، ولا يقولون باغتصاب الخلافة، بل يقولون ان عليا كان اولى في الخلافة، ويأخذون بالقرآن والسنة، ويصلون ويصومون ويحجون كالسنة تماما وليسوا كالرافضة يعاكسون السنة في كل شيء.

 
بل انه ليس هناك مساجد للزيدية او الشوافعة، بل يصلون معا بإمام واحد.

وكثير من علماء الزيدية يعتبرون من علماء الامة في التفسير وغيره ومنهم الامام الشوكاني، بل ان عالم اليمن الزنداني اصله زيديا. وكثير من علماء اليمن مختلط بين شافعي وزيدي، وليس هناك تفرقة بينهم.

 
ما حصل ان ايران بمالها وخبثها، قد زرعت بذرة التشيع والمذهب الجعفري في الوسط الزيدي في صعدة، والمناطق الفقيرة والمهملة في شمال اليمن، فأصبح هناك مذهب جعفري اصله زيديا.

 
الحساسية الان ان كثيرا من الناس تعرف انها مسلمة، ومتزاوجة، وتصوم وتصلي سوية، وهناك علاقات تصاهر وتناسب متشابكة، ومن هنا فإن الاصلاح او غيرها ستتريث كثيرا، لانه مع من المعركة؟!!.

 
هل المعركة مع معتنقي المذهب الجعفري؟ ام مع الزيدية الذين هم موحدون، ويشهدون الشهادتين بلا تقية؟.

 
ومعظم مدن اليمن، قد تجد بها شوافعة اصلهم زيدية، ومن هنا فإن فتح المعركة قد يفتح الامور على مذابح، لا يعلم فيها الحق من الباطل، والقرار باتخاذها صعب اية صعوبة لمن يخاف الله، ويخاف على دماء المسلمين.

 
ان استمر الحوثيون على غيهم، واتباعهم للمجوس في ايران، فإن الامور تسير نحو منزلق خطير بلا افق، قد يجعل البلاد ممالك، ودويلات، حيث ان طبيعة اليمن الجبلية الصعبة الشبيهة بأفغانستان، وفي نفس الوقت ذات الارض الخصبة التي تثمر فيها الاشجار، والمزروعات مرتين في العام (ارض الجنتين)، تؤهلها لدويلات، واقطاعيات منفصلة ومستقلة ومكتفية.

 
ويحسب لليمن، رقيها الحضاري والقيمي، حيث انها شعب انتقل من الوثينة الى اليهودية فالمسيحية فالاسلام دون حرب، بل انه انتقل مع الدعوة فقط، اي انه شعب يقبل الفكرة، ويقلبها، ويتخلى ما وجد عليه آبائه ان رأى الحق في فكرة جديدة، وذلك يحسب للشعب اليمني على الشعوب الاخرى.

 
نأمل للشعب اليمني، أن يهيأ الله له من امره رشدا، فإن تم فتح باب السلاح، فستصبح الحرب شعواء، وسيتم الذبح على الهوية المناطقية والقبلية، لأن الصراع سيتحول مع الوقت، وخلال فترة قصيرة من المذهبية الى العشائرية والمناطقية نظرا لتجذرها، وكذلك لتوافر الموانع الطبيعية من جبال وعرة، وصحراء شاسعة مما يشجع على ذلك.