الثورة السورية: الشعب يريد بشار من جديد – عبد الغني محمد المصري

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري.

في حي باب سباع الحمصي المهجور، الخالي من سكانه، والذي اصبح خاويا من اهله، واثاثه، ومحتوياته، وحتى شرطان الكهرباء داخل الحيطان. حيث سرقها شبيحة بشار ليبيعها داخل “اسواق السنّة” في حواضنه الطائفية . في ذلك الحي ترتفع صورة كبيرة، مكتوب عليها: “الشعب يريد بشار من جديد”.




وعلى بوابة بابا عمرو الخالية من سكانها تماما، ترتفع صورة بشار، مع عبارات المبايعة من اهالي بابا عمرو “غير الموجودين اصلا”. بمبايعته.

غير بعيد عن تلك الصور، وبجانب كل الدمار الذي سببته آلة الدمار المجرمة المدعومة من العالمين الشرقي والغربي، حيث الشرقي واضح بوقوفه مع بشار، والغربي عبر منعه الاسلحة النوعية عن الثورة، هناك وسط ذلك التطهير العرقي، والديني، تظهر عبارات “اللحمة الوطنية”. هي عبارات على شاكلة “الاسد او نحرق البلد”، “من هنا مر جنود الاسد”، “لا إله إلا الاسد”. وأخيرا عبر التقليد عبارت حالش “رجال الله”!!!!.

ما فائدة تلك الصور؟!!!، هل هي رسالة للداخل لإثبات قوته على الارض، مثلا؟، أم هي رسالة للخارج، ليبين مقدار الامتار التي يسيطر عليها كل طرف في الصراع؟!!!، ام هي لحاضنته، كي يرفع معنوياتها، ليبين لها انه مازال يمكن لصوره ان تنتصب بعدما مزقها الشعب، واحرقها، وداس عليها؟!!!.

بغض النظر عن اي هدف منها، إلا انه هناك حقائق لا يمكن ان تغيب عمن يفكر بواقعية عن مستقبل وجود طائفته او عائلته.

ومن تلك الحقائق ان هناك ثورة حقيقية على الارض، وان هناك دمارا يشمل اكثر من 70% من الارض السورية، وان هناك اكثر من ثلثي الشعب مهجر ما بين الداخل والخارج.

فالمشكلة لم تعد امتارا هنا او هناك، بل اضحت دماءا، واحقادا، وصورا قد نسخت نفسها في الدماغ. وغدت وعيا جمعيا، والمشكلة لم تعد خلافا سياسيا او حزبيا بل باتت حرب وجود وإلغاء.

نعم تلك هي المعركة، ولكن المشكلة ان بشار وقطعانه ما زالت تؤمن بيهوه كإله يحكم الكون من تل أبيب، ويعتقد أن رامي مخلوف قد جدد عقد العبودية معه يهوه منذ بدايات الثورة عندما ذكّر بالجولان وامان الحدود.

لذا، فما يجري من وضع للصور، هو دليل ضعف واستجداء، ضعف من حيث كونه ان النظام اصبح يقاتل ليحمي صورة في الهواء، وهي استجداء من حيث ان النظام بات يحارب اعلاميا بإيصال بمحاولة إيصال صورة للخارج انه ما زال موجودا على الارض.

إلا ان الجانب الانساني الاوضح، هو خلو الحياء، او الاخلاق، والبعد عن اخلاق الفروسية، والرجولة، فنظام صوره فوق حطام الشعب هو نظام مريض هالك، لا يختلف شيئا عن نظام كوريا الشمالية، إلا لاختلاف الموروث الثقافي بين الشعبين، فهناك بعيدا، شعب بات خانعا، بينما هنا شعب ثائر، لأن هناك محرض دائم على الثورة هو كتاب العزّة، “ولله العزة، ولرسوله، وللمؤمنين”.

وعودة الى قول المصطفى، ان كلٌ قد خلق لما هيئ له، فكما هيأ الله شعب فلسطين لمقارعة اليهود، فقد هيّأ شعب سوريا، لمحاربة حماة يهوه في تل ابيب.

الثورة منتصرة، والنصر قادم، وهناك آلام، ولكن مع الحق هناك الآمال، ومع الباطل هناك الخوف والألم، والفقدان بلا هدف، ورعب من القادم والظلام.