مراقبة رفيق الحريري تمّت على مدى ٥٠ يوماً

تتواصل جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لليوم الثاني على التوالي في لاهاي، حيث استأنف القاضي كاميرون اليوم شرحه عن الاتصالات بين المتهمين قبل جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال: “عندما اتصل عياش بالشخص 5 كان يستدعي الشاحنة لتأتي من جنوب بيروت إلى ساحة الجريمة، وعند خروج الحريري من مجلس النواب كانت الشاحنة في موقع يسمح لها بالتقدّم أمام الموكب، لكنّ الحريري خرج من المجلس إلى المقهى، واتصل الشخص 9 بالشخص 8 وبعدها اتصل 5 بالشخص 6 الذي كان موجوداً بالقرب من موقع الجريمة”.

وأوضح أنّ 5 لم يأتِ وحيداً في الشاحنة المفخّخة بل أتى معه 7، اتصل 9 مرة ثانية بـ 8 وكان موقعهما يسمح برؤية الحريري والتبليغ عن دخوله إلى المقهى.




وقال كاميرون إنّ “سلسلة الاتصالات التي كانت متسارعة توقفت لمدة 17 دقيقة بين الهواتف الحمراء”.

وأضاف: “الدقيقة التي خرج فيها الحريري من المقهى اتصل 9 الذي كان في محيط مجلس النواب بالشخص 8 وبعدها 8 أجرى سلسلة من 3 اتصالات.

وقال: “انتهى الاتصال الأخير بين 6 و 9 قبل وقوع الانفجار وبعدها تقدّمت الشاحنة باتجاه الغرب وكانت تتحرّك ببطء، واستمرّت الاتصالات، وبعد 30 ثانية على الاتصال بين 9 و8، أُجريت سلسلة اتصالات في غضون مهلة 58 ثانية بين الـ7 الذي انتقل إلى موقع الجريمة وبعياش والشخص 9.

ونستنتج أنّ هذه الاتصالات إشارة إلى أنّ الحريري خرج من مجلس النواب ليقترب من موقع الانفجار، وكانت المرة الأخيرة التي استخدم عياش هاتفه الأحمر”.

وتابع: “وفيما كانت شاحنة الفان البيضاء تقترب من موقع الجريمة، جرت 3 اتصالات بين 6 و7 و8 و9 الذين كانوا بالقرب من مجلس النواب. وكان الاتصال الأخير بين 9 و6 قبل 85 ثانية من حدوث الانفجار. وتوقفت الهواتف الحمراء. تقدّمت الشاحنة البيضاء ببطء باتجاه الغرب على بعد أمتار من موقع الانفجار. وعند الساعة 12,55 وقع الانفجار.

وهنا، سأل رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي: هل هذه صورة ثابتة، أو من كاميرا مراقبة؟

فأجاب كاميرون: صورة ثابتة من شريط كاميرا المراقبة.

وعرض كاميرون صورة الموكب الذي وصل إلى موقع الانفجار وحصوله.

وقال: “وصفت 5 مجالات من الأدلة: توقيت استقالة الحريري، التحركات المادية، أنشطة الهواتف الأرجوانية لاستدراج أبو عدس، شراء الميتسوبيشي، الخطوات التي تلت الاغتيال.

وتابع كاميرون: “عقب الانفجار نعتقد أنّه جرت 4 اتصالات مع رويترز ومع الجزيرة من هواتف عمومية عبر تلكارت تمّ شراؤها في 10 شباط. وتظهر الأدلة في الاتصال برويترز أعلن المتصل تبني جماعة النصرة في بلاد الشام للتفجير. الاتصال الثاني الذي تمّ عند الساعة الثانية و19 دقيقة تبنّت التفجير جماعة النصرة، وبعد الاتصال بثت الجزيرة تصريحاً قصيراً، أعلن “مسؤولية النصرة عن إعدام الحريري باسم المقهورين”.

وعن شريط الفيديو والرسالة أوضح كاميرون “أنّ البيان كان ينقصه بعض المعلومات التي كان المتآمرون يريدون إضافتها فأتبعوها بالرسالة التي تنص على أنّ الاغتيال نفذه أبو عدس، وهو بدا أنحف من قبل ومرهقا”، مشيراً إلى أنّ “الفيديو كان خياليا”. وقال: “قصة خيالية جبانة ابتدعت لمصلحة المتآمرين”.

وأشار إلى أنّه “عند الساعة الخامسة من بعد الظهر جرى اتصال أخير بقناة الجزيرة وسأل المتصل بنبرة تهديد لماذا لم يبث الشريط وبعدها بثته القناة.

وأكد أنّ “رسالة الشريط كانت واضحة وتنصّ صراحة على أنّ العملية نفذها أحمد أبو عدس، ويلاحظ في الفيديو أنّ صوت أبو عدس كان منخفضاً وكان وجهه أضعف”.

وقال: “شاحنة الفان كانت مسطحة وسائقها إلى اليمين وتطلب نقلها إلى الموقع الكثير من الثقة والمهارة، وأبو عدس لا يعرف أن يقودها”، مشيرا إلى أنّ “شقيقة أبو عدس قالت عنه إنه كان بسيطاً وكريماً وساذجاً بعض الشيء”.

وأكد “أنّ اغتيال الحريري عملية مخطّطة بدقة واستندت إلى الفان المحمّل بالمتفجرات لتسليمه في الوقت والموقع المحدّدين لمرور الحريري في موقع الاتفجار، ولفت إلى أنّ عياش بدأ تشغيل الشبكة الصفراء ثم استخدم الزرقاء والخضراء والحمراء. وفي المرحلة الخامسة لمراقبة الحريري ظهر 6 متآمرين حيث سلّم الفريق الأخير الدفة، ما يظهر انضباطاً في العملية وفي مراقبة التحركات”، وقال: “تمت مراقبة الحريري على مدى 50 يوماً بمستوى عال من الالتزام”.

ثم تحدّث القاضي كاميرون عن المتهمين وعن سيرتهم الذاتية، مشيراً إلى أنّ سامي عيسى هو مصطفى بدر الدين والأدلة على ذلك دامغة، وهو من وجه عياش ومرعي في العملية. ثم تحدّث عن عدد الاتصالات بين المتهمين منذ عام 2004.

وقبيل رفع الجلسة، تلا القاضي راي قراراً شفهياً يعود إلى طلب تمّ التقدم به لإضافة شاهد إلى قائمة الشهود، مشيراً إلى أنّه ذو قيمة ثبوتية، وقال: “هذا الشاهد قضى قريبه في الانفجار وهو يؤكّد استعداده للإدلاء بشهادته شخصياً وهو ذو صلة وقيمة قانونية مفيدة للمحكمة وشهادته تندرج في مصلحة العدالة.

وأعلن راي أنّ غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية توافق على إضافة هذا الشاهد إلى لائحة الشهود.

ثم رفع القاضي راي الجلسة لتُستكمل عند الساعة الثالثة من بعد الظهر بتوقيت بيروت لسماع كلمة الممثل القانوي للمتضرّرين بيتر هينز.