أكد قيادي بارز في ائتلاف “دولة القانون” برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لـ”السياسة”, أمس, أن المعلومات التي تصل الى القيادة العراقية الشيعية من مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد, تشير الى ان اكثر ما يخشاه الاخير من جراء الضربات العسكرية الاميركية الوشيكة, أن تؤدي الى تقدم “الجيش السوري الحر” الى قلب العاصمة دمشق والسيطرة على اجزاء واسعة منها, ولذلك فقد حشد النظام قوات كبيرة واتى بقوات اضافية من اللاذقية وطرطوس لمنع ذلك.
وأوضح القيادي العراقي الشيعي, الذي فضل عدم كشف هويته, أن التقارير الاستخباراتية التي تتداولها الدوائر التابعة للنظامين السوري والإيراني في الوقت الراهن, تؤكد أن الولايات المتحدة وضعت خطة مع قيادة أركان “الجيش السوري الحر” بعد أن زار خبراء عسكريون أميركيون مناطق محررة في سورية وعاينوا الظروف على الأرض وسمحت هذه الخطة بتسليح وتدريب “الجيش الحر” على أسلحة نوعية كي يتمكن من اقتحام دمشق بغطاء جوي وصاروخي من القوات الأميركية وبتنسيق كامل معها وقد خصصت قنوات اتصال متطورة بين الطرفين لهذا الغرض, مشدداً على أن عملية اقتحام وسط دمشق ستتم على أكثر من محور لجهة مناطق ريف دمشق من الشمال والشرق, وبالتالي ستحتاج قوات “الجيش الحر” الى 48 ساعة لتحقيق اختراق كبير وحيوي بحسب الخطة الموضوعة, ما معناه أن الضربات العسكرية الأميركية ستكون مكثفة وستتركز في هذه المنطقة بصورة خاصة لتدمير كل القوات التابعة للنظام, ما يفسح الطريق امام المعارضة للوصول الى قلب دمشق.
وكشف أن القيادة الإيرانية طلبت من المالكي تسهيلات إضافية لنقل آلاف المقاتلين من الشيعة العراقيين و”الحرس الثوري” الى سورية في حال نجحت قوات “الجيش الحر” في تحقيق بعض التقدم باتجاه وسط دمشق, كما انها طلبت تسهيلات لوجستية لنقل بعض الاسلحة الايرانية للتعامل مع الوضع المستجد بشكل عاجل واستثنائي.
وأشار الى أن حسابات النظامين السوري والايراني بالنسبة لاحتواء الضربات العسكرية الاميركية تتلخص بستراتيجيتين:
أولا: المحافظة على سيطرة النظام السوري على مدينة دمشق وضمان التحرك الميداني لقمع اي عملية انشقاق او تمرد شعبي.
ثانيا: تأمين سلامة قوات ومواقع الحرس الجمهوري وهي القوة الضاربة لبقاء نظام بشار الاسد في السلطة.
وقال القيادي العراقي شارحا الموقف “لذلك, يسعى النظامان السوري والايراني بكل الوسائل الى جعل الضربة العسكرية الاميركية مجرد عملية تدمير محدودة لبعض قوات الاسد, مع بقاء الوضع على الأرض على حاله, لأن ذلك يعد نصراً عسكرياً وسياسياً بكل المقاييس وسيؤدي الى تقوية الموقف الميداني لقوات النظام في دمشق وسيشجعه على بدء حملة امنية واسعة ومدمرة وقاسية ضد قوات المعارضة, سيما في مناطق في العاصمة السورية وفي ريفها, بعد ان تعلن الولايات المتحدة عن توقف ضرباتها”.
ووفق القيادي في ائتلاف المالكي, فإن واشنطن تخطط وتسعى كي تتقدم فصائل المعارضة السورية المسلحة الى قلب دمشق “لأن من شأن ذلك ان يشكل ضربة استثنائية لنظام الاسد, وبالتالي سيكون هذا الإنجاز في حال تحققه مفيداً لأي تسوية سياسية مقبلة في مفاوضات مؤتمر “جنيف 2″ التي تسعى الدول الكبرى لعقده في اقرب وقت ممكن”, لافتاً الى أن الادارة الاميركية تعتبر تقدم “الجيش الحر” داخل دمشق امراً حيوياً لها لتعلن عن توقف الضربات لاحقاًُ, وبذلك يكون النظام السوري خرج بالفعل من هذه الضربات مهزوماً, لأن معارضيه أصبحوا على بعد ميلين او ثلاثة من القصر الجمهوري, وفي المحصلة لا يستطيع الاسد أن يتحدث عن نصر مهم حققه ضد الولايات المتحدة.
ورأى القيادي العراقي ان تحقيق انتصارات عسكرية مهمة لـ”الجيش الحر” في قلب دمشق بالتزامن مع الضربات العسكرية الاميركية الوشيكة, له دلالتان رئيسيتان: الاولى تتمثل بأن نظام الاسد شارف على الانهيار الستراتيجي, لأن سقوط اجزاء واسعة من دمشق ووصول قوات “الجيش الحر” الى وسط المدينة قد يمهد في مرحلة مقبلة الى حسم عسكري للصراع.
أما الدلالة الثانية, فتتعلق بجهود التسوية السياسية لعقد مؤتمر “جنيف 2” وبالتالي يصب دخول قوات المعارضة السورية الى قلب دمشق في اضعاف الموقف التفاوضي لنظام الاسد, وبالتالي إرغامه على قبول بعض الشروط منها التنحي عن السلطة, وتشكيل حكومة سورية انتقالية بصلاحيات مطلقة, لأنه كان يرفض هذا الاجراء قبل الضربات العسكرية.