نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية موضوعا عن الملف الإنساني في سوريا وخصوصا أوضاع الأطفال، والموضوع عبارة عن مقال كتبته الطبيبة البريطانية صالحة إحسان والتي تعمل أصلا في قسم الطوارىء في أحد مشافي منطقة رومفورد في انكلترا.
وتقول الطبيبة، انها ذهبت إلى سوريا تحت إشراف مجموعة للعمل الإغاثي الطبي حيث تعرفت عن قرب على المعاناة التى يواجهها السوريون وخصوصا الأطفال.
وأضافت إحسان انها “كانت ذات يوم تحتسي كوبا من الشاي مع بعض الأطباء السوريين في المستشفى الذي يعملون فيه وهو ضمن منطقة تسيطر عليها المعارضة حيث فوجئوا بصوت سيارة تدخل إلى ساحة المستشفي مسرعة تحمل طفلا مصابا لا يبلغ من العمر أكثر من 8 أشهر حيث كان وجهه محترقا وقدمه اليسرى شديدة الاحمرار”.
ولفتت الى أنها “عندما بدأت في فحص الحالة ظهر طفل آخر إلى جوارها ومر كالشبح في صمت وهو مغطى برماد أبيض وفي مؤخرة رأسه جرح كبير حتى أن جمجمته كانت واضحة”، مؤكدة أنها “في تلك اللحظة عرفت أن الأمر يتعدى حادثا عابرا وأن المستشفى ستكتظ بالحالات الحرجة سريعا وهو ما حدث حيث تم غزو المستشفى بالأطفال المحترقين لدرجة أنه لم يتبق مكان لأحد من المصابين”.
واضافت، إن “الإصابات استمرت في التوافد وتم وضع الحالات على الأرض داخل المستشفى حيث اكتشفوا أن مدرسة قريبة للأطفال تعرضت لقنبلة حارقة من قبل قوات النظام السوري”.
وانتبهت إحسان على صوت صراخ قوي لإحدى الفتيات التى تعاني من حروق شديدة لدرجة أن أي لمسة لجسدها كانت فوق التحمل.
وتؤكد إحسان إن 19 طفلا تعرضوا لحروق شديدة في هذا الهجوم وكان يجب نقلهم لتركيا لاستكمال العلاج بينما مات 10 أطفال أخرين من جراحهم.
وتخلص إحسان إلى أن “العمل في المجال الطبي الإغاثي في سوريا أمر مرعب خاصة في ظل نقص الإمدادات واستهداف الأطباء وذلك رغم المناشدات الدولية لحماية الأطقم الطبية العاملة في سوريا”.