بإصلاح دور العبادة يصلح الوطن – محمد صلاح الدين عثمان


لم تنطلق الثورة الفرنسية لاسقاط نظام الملكية السائد آنذاك فقط الذي كان يتحكم بأمور البلاد والعباد مما سبب بارتفاع نسبة البطالة، وإنهيار واسع بالاقتصاد؛ بل أيضا انطلقت ضد رجال الدين الذين أنهكوا البلاد في سياسة الهيمنة الشاملة على كافة القرارات والسياسات، والمعاهدات.




أكثر من مائة وخمسة أعوام عانى ما عاناه الشعب الفرنسي، والأوربي من حكم "البابا" الذي أصبح الآمر الناهي بسياسات الدولة الداخلية، والخارجية.

لم تكن ناجحة تجربة الحكم الديني في دول أوربا بل شكلت قيد على جميع الناس على حد سواء تعطلت من خلالها أمور المواطن حتى كاد ينبذ هويته بسبب حالة التقوقع التي كان يعيشها تجربة أشبه بالبيوقراطية.

وحتى الآن لم نتعلم كلبنانيين من التجربة الأوربية السابقة حتى الساعة نرى الكنيسة تتدخل، ودار الافتاء بشكل واضح بأمور البلاد وتحديد سياسته حتى بتنا نرى رجال الساسة تفكر بالمزيدات الطائفية على ساحتها لم يعد ثمة من يفكر بالمواطنة ليرتدوا العباءة الطائفية تحت راية المفتي أو البطريك، وما إلى ذلك.

وهذا ما يشكل خرقا واضحا للدستور، واتفاق الطائف اللذان شددا على المواطنة الفاعلة، وعدم التمييز بين لبناني، وآخر إلا من حيث الكفاءة.

إضافة إلى ذلك أصبح رجال الساسة هم من يركض وراء المرجعيات الدينية لتأمين ضمانة بقاءهم على الكراسي لتبدأ حلقات مسلسل حقوق الطوائف، وتلك الطائفة أكلت حقوق الآخرى.

لم يعد أحد يتقي الله في لبنان، ورجال الدين اتبعت السياسة وتركت دور العبادة ليفسد المجتمع برمته لعدم وجود من يغطي الفراغ الذي خلفه رجال الدين.

ليفهم رجال الدين أن بإصلاح دور العبادة يصلح المجتمع برمته ويصبح الكل منشغل بأموره اليومية ويكون السبب بالتقاء محمد مع جورج مع حنا مع معروف وبطرس مع حسين على امتداد ١٠٤٥٢ في سبيل بناء المصالح المشتركة.

ليتواضع قليلا الساسة بوقف المزيدات الطائفية وليأخذوا العبرة من التجربة الأروبية لتأمين خلاص لبنان.