ميقاتي: صدمة ايجابية بعدما طفح الكيل! – سمير منصور – النهار


كان الرئيس نجيب ميقاتي يردد دائماً انه لن يقدم على خطوة تكون سبباً لأزمة سياسية في البلاد. فهل من خطوة أكبر من استقالة الحكومة؟ وهل سيكون القرار المفاجىء لميقاتي والذي قلب الطاولة في وجه الجميع، بداية لأزمة جديدة، أم ان من شأنه إحداث كوة في جدار الأزمات المتراكمة سياسياً وأمنياً واقتصادياً؟ ما هي الاسباب الكامنة وراء "قنبلة" ميقاتي، وهل صحيح انه قدم الاستقالة بسبب عدم التصويت في مجلس الوزراء على التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي؟





تسارع اوساطه الى الجزم بأن القرار اتخذ بعد تراكمات كثيرة، ربما كان آخرها تصويت ممثلي قوى 8 آذار في الحكومة ضد التمديد لريفي. وربما كانت تلك القطرة التي طفح بها الكيل. وتقول هذه الاوساط ان ميقاتي "تحمّل الكثير، وإذا عرضنا المحطات المفصلية المتتالية التي واجهتها الحكومة منذ تشكيلها، دون الدخول في التفاصيل، لوجدنا انها واجهت أصعب الظروف، وكل محطة كانت مشروع أزمة. وكان رئيس الحكومة يعالج الأمور بحكمة وروية وبالتي هي أحسن، إلى أن وصلت الامور الى ما وصلت اليه من تأزم داخل الحكومة. وعندما شعر الرجل بأنها وصلت الى طريق مسدود، اتخذ قراره".


ويقول أحد الوزراء "الوسطيين" ان الوضع داخل الحكومة "وصل الى مرحلة من الترهل ولم يكن طبيعياً على الاطلاق، والكتل النيابية التي نالت حصة الاسد في الحكومة، كانت تهاجم الحكومة أكثر من المعارضة، ورئيس إحدى هذه الكتل (رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون) لا يترك فرصة دون التهجُّم على الحكومة. وأسوأ ما في هذا الواقع ان بعض الوزراء كان يتبرأ من الحكومة عندما تواجه أزمة، أو مشكلة امنية او اقتصادية، وفي الوقت نفسه، كان يتبنى أي خطوة جيّدة تسجلها الحكومة"!


وهل صحيح ان الاستقالة جاءت ربطاً بكلام لميقاتي في 5 آذار الحالي رداً على سؤال حين قال إنه مرشح للانتخابات النيابية ولن يترأس الحكومة التي ستشرف عليها؟ تجيب اوساط ميقاتي: "غير صحيح على الاطلاق، ولاسيما ان الانتخابات كانت من ابرز اسباب الاستقالة، بعدما لاحظ رئيس الحكومة عدم جدية في التوصل الى قانون جديد للانتخابات، وبعدما بات مقتنعاً بأن هناك من لا يريد الانتخابات اصلاً"!


خلاصة القول ان ميقاتي استقال بعدما طفح الكيل، وقد اراد إحداث صدمة ايجابية تعيد الأمور الى نصابها، بدءاً بالعودة الى جادة الحوار!