هناك تعليقات عديدة وبيانات صدرت بعد موت البوطي. وقد كان كثير منها مستفزا للتفكيرا، وكاشفا لبعض رواية النظام، التي تريد استغلال حالة وفاة طبيعية، وجر الاعلام، والثورة، للمضي في جدل حول امر وهمي مفبرك. من تلك التعليقات:
Ola Mohaisen: و هل رأى أحد جثة البوطي !!؟؟
متسول الشام: غير مهم فقد يكون مات بشكل طبيعي و تم استثمار موته
قرفان عيشتو الفديو يؤكد بشكل قاطع ان لا تفجير حدث داخل الجامع..لاحظوا المراوح و المكيفات و التريات لم تمس باي اذى ثم ان اغلب الاصابات في الرأس.
ثم رأينا قصصا، وقد انساقت وراءها تعليقات للثورة –للاسف-، والتي سيتبين خطؤها عاجلا خلال الساعات القادمة، والتي تتحدث عن هروب عائلة البوطي الى تركيا. اشاعة اطلقتها ابواق النظام، كي يطبل لها بعض ممن يتحدث باسم الثورة، ثم يتبين زيفها وعدم مصداقيتها.
ومن مزيد الاسف ان هناك من العلماء، وغيرهم، من ردد تلك الاشاعة واصبح يتكلم عن بداية انقلاب في مفاهيم البوطي قبيل "مقتله".
هناك لعبة كنا نمارسها ونحن صغار بأن نحضر وردة، ثم نبدأ بشلع اوراقها واحدة تلو الاخرى، ونقول –مثلا- "بتحبني"، "ما بتحبني"، وهكذا الى نصل الى آخر ورقة ونرى نتيجة الحزروة.
النظام جعل الثورة والاعلام يلعب نفس لعبة وريقات الوردة، من قتل البوطي "الجيش الحر"، ام "النظام"، سيأخذ ذلك فسحة، تكسب النظام بعض صداقية لدى من يريد تصديقه حول وراية العصابات المسلحة، ثم تبين عدم مصداقية اعلام الثورة ودقته في نقله للوقائع عبر اجراء مقابلات مع عائلة البوطي.
وبالنتيجة، فالبوطي كان ممالئا للنظام في قتله للشعب الاعزل، وقد كان مبررا له، ولسان ناطق بالباطل. فلو ان البوطي لم ير "لا اله الا بشار"، و "قل هو الاسد احد"، والفاظ الكفر البواح. ولو صدقنا ما يرويه النظام حول العصابات المسلحة والمؤامرة الكونية، نسأل هنا: ألم يعترف بشار ان الثورة قد كانت سلمية تماما خلال اول ستة اشهر منها؟ ألم يتم قتل اكثر من ستة آلاف شهيد منهم في تلك الفترة؟ أليس من بينهم حمزة الخطيب، ومجزرة اعتصام الساعة في حمص؟ وغيرها من عديد المجازر خلال ايام السلمية؟، اليس من قتل هو عصابات الشبيحة؟. ألم ير ذلك البوطي؟.
في النهاية، لكل نفس أجلها، واذا جاء اجلهم فإنهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. والبوطي سخر لسانه للدفاع عن الظلم، وعن قتل الابرياء، وتدمير بيوتهم وارزاقهم، واما الكلام عن انقلاب في فكره، فلم يتفوه بكلمة في ذلك، والنيات امرها الى الله، وما يهم الناس ما يظهر على اللسان ويصدقه العمل، كما اخبرنا سيدنا علي "كرم الله وجهه"، في تعريفه للتقوى وهو انها ما وقر في القلب، وظهر على اللسان، وصدقه العمل. ولسان حال البوطي، وعمله وجده على المنابر، يدلان على اشتراكه في القتل من خلال تبرير جرائم النظام.
وقد يكون من الافضل للثورة واعلامها تجاهل مايريد النظام جر الاعلام اليه، فالبوطي احد مؤيدي النظام وقد مات، واصبح بين يدي الديان، العالم بالفعل والنيات، وقد آن وقت حسابه عند العزيز القوي، العادل، فكل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام.