لم يأت قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالإستقالة لسبب واحد أو لبند محدّد، ولا هو كان وليد اللحظة , ففي عشاء سرّي قبل نحو 12 يوماً، وعلى مائدة النائب وليد جنبلاط، ذاك الإثنين، قال ميقاتي لصديقه جنبلاط وبحضور وزرائه الثلاثة: اقتربنا من الخط الأحمر في كثير من الاستحقاقات، أولها الانتخابات ،وانا الذي جئت في مهمة انقاذية للبلد، لم اعد قادراً على تحمّل هذا العجز الذي أصاب الحكومة، على كل المستويات.
جنبلاط المدرك هو أيضاً للمأزق، قال له وخلافاً للمرات السابقة: افعل ما تريد وأنا الى جانبك في الاستقالة وبعد الاستقالة.
ميقاتي لم يخف رغبته عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في روما وبعدها، وأوصل القرار الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وجاءه الردّ افعل ما تريد.
رئيس الجمهورية ميشال سليمان المصرّ على إجراء الانتخابات هو أيضاً يريد تجاوز الحاجز الحكومي , وحده تكتل التغيير والاصلاح، فوجىء بالاستقالة.
ميقاتي فعل الصدمة التي أراد، ودفع الجميع إلى البحث عن تسوية شاملة لكل الملفات العالقة.
ويؤكد المقربون منه أنه سيداوم في السراي الحكومي طوال فترة تصريف الأعمال، والى حين تشكيل حكومة جديدة , وهو علم من رئيس الجمهورية أن الدعوة الى الاستشارات النيابية لن تتم قبل الثلاثاء الذي يعقب عطلة الفصح.
إذاً البحث يبدأ شكلاً من مرشح لرئاسة الحكومة،ولكنه سراً ينطلق من أي حكومة لأي قانون انتخاب , وحده جنبلاط حتى الآن حسم خياره بترشيح ميقاتي، ويشير المقربون منه، إلى أنه واثق من أن ميقاتي قابل للتضحية بمقعد نيابي إذا ما تمّ التوافق عليه لحكومة إنقاذية، تنقذ الاستحقاق الإنتخابي, وفي حال فشل هذا الخيار، فإن استمرار الأزمة الحكومية، قد يشكّل بحدّ ذاته أحد الظروف القاهرة التي يحتاجها المجلس النيابي ليرجئ الانتخابات وليمدّد لنفسه.
lbc