قوّتان لا تقهران: قوّة الله وقوّة الأرض.. نعم هذه بحقيقة فلا لأحد يستطيع قهر أو التحكّم بقوّة الأرض كالجاذبية وغيرها.. أمّا لقوّة الشعب فأيضاً أثبتت الأحداث أنّها أيضاً قوّةٌ لا تُقهر.. إنّها قوّةٌ تستطيع التغيير وعزل رؤوساء وإنهاء أنظمة.. فمن الثورة الفرنسيّة عام 1789 وإنهاء الحكم الملكي.. والثورة المصرية في 1919 بقيادة سعد زغلول وصولاً إلى تونس ومصر وليبيا واليمن.. وفي جميعها قاسم واحد مشترك أنّ إرادة الشعوب إرادةٌ لا تُقهر.. وأخيراً، ونأمل بأن لا يكون آخرا،ً حطّت رحالها في سوريا.. ولكن لسوريا ونظامها كلام آخر.. وللغرب والعرب أيضاً كلام آخر بشأن سوريا.. فبالنسبة للنظام فهو أعلنها حرباً ضروس عمياء على كلّ مَن يجول في خاطره فكرة الثورة.. أو الجريّة.. أعلنها حرباً على القيم والمعتقدات.. حرباً على الإنسانية.. حرباً على سوريا وفلسطين ولبنان والعراق وتركيا والأردن والخليج العربي فقط لأنّهم ناصروا شعباً ضعيفاً أنين وجعه طغى على صوت مدفع النظام.. وللغرب رؤية.. فبالنسبة للغرب سوريا هي تلك الدولة ذات الإكتفاء الإقتصادي الذاتي والقدرة العسكرية القوية من حيث العتاد والعتيد.. وللغرب رؤية أخرى.. سوريا تلك الدولة التي تُخيفهم من تمدد إسلامي ومن حكم إسلامي آخر بعد تونس ومصر وليبيا.. وبالنسبة للعرب.. فلهؤلاء طموح وأحلام.. طموح برحيل النظام وأحلامٌ بتطييره بأسرع وقت.. ولكن لا مواقف ولا تحرّكات جدّية فالأم الحنون لم تقل كلمتها بعد.. أمّا للثوار أنفسهم فهم قد قالوا كلمتهم وهم يرددونها كل يوم وحين.. وكل ساعة ودقيقة.. كلمةٌ كُتِبَت بالدم وسُطِّرَت بالجثث: الشعب يريد إسقاط النظام.. فقط 4 كلمات لا خامس لهم.. أربع كلمات كانت تكلفتها حتّى الآن عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى والمشردين.. ولكن طريق الحرية طويل وتكلفته باهظة.. طويل ولكن بالتأكيد أقصر من سنين القمع والحرمان والذل التي مضت.. ومكلفة أيضاً ولكن أكيد ليست كتكلفة سلب الحقوق وقمع الحريات.. هي معادلة بسيطة: قوّتان لا تقهران: قوّة الله وقوّة الأرض.. والغريب أنّ هذه العبارة كانت قد كُتِبَت على حائط لحاجز للردع السوري في طرابلس.. والأكيد أيضاً أنّ كاتب هذه العبارة لم يكن على وعي وإدراك تام لما تحمله من معنى ومضمون…
2012 عام مضى.. ورحل.. حمل في طياته وعلى رزنامته تواريخ لن تتكرر… تواريخ سنظل نستذكرها كل صباح ومساء.. تواريخ ستدخل التاريخ لتصنع التاريخ.. عسى 2013 يحمل الفرحة والبسمة ليس فقط لأحرار سوريا بل لأحرار هذا العالم أجمع..
كل عام وأنتم أحرار.. كل عام وأنتم عن لبنان مدافعون ولحريته ساعون..