كان نظام العصابة في دمشق من أوائل من بشروا بجبهة النصرة… أحيلكم إلى تقريع حسين مرتضى للونة الشبل لكي توصل لزعيم العصابة بأن لا يتهم القاعدة بتفجير الميدان…
في القزاز جرى انفجار مقابل فرع فلسطين…. فراح النظام أيضا يتحدث عن جبهة النصرة… بكل الأحوال لم يكلف أحد لا سوريا ولا أميركيا أن يأخذ مسائل إطلاق الأجهزة الأمنية لسراح جماعات كانت تشاركها استراتيجية " العراق" وارسال الشباب بالحافلات كأنهم في نزهة ثم يقعون في كمائن…
أبو مصعب من هو؟! ولماذا أطلق في الوقت الذي كان يدعي زعيم العصابة انه لا يواجه ثورة شعبية بل عصابات مسلحة قبل عام ونصف… ثم توالت اطلاقات اخرى شملت جماعات مثل فتح الاسلام…
كان روبرت فورد حينها ما يزال في دمشق وللسي اي ايه عيون واذان في اروقة النظام المافيوي الوظيفي… وبالرغم من ذلك لم يثر الأمر جلبة كبيرة…
استراتيجية التعاون بين السي اي ايه وأجهزة الأمن السورية لا تحتاج لكثير العناء لمعرفتها، فقد كانت المغرب والاردن ورومانيا وبولندا وجورجيا وارمينيا وغيرها من الدول هي المشار اليها في قضية " التعذيب بالوكالة" وفتحت تحقيقات مع حكومات كثيرة حول طائرات السي اي ايه إلا سوريا علي مملوك في قضية ماهر عرار…
برعت ايران وحليفها في دمشق في تفريخ المنظمات البعبع بوجه الاميركي والغرب عموما ثم تسويق نفسيهما ككسارتي ألغام…
جبهة النصرة التي وضعتها الادارة الاميركية على قائمة الارهاب هل هي ذات الجبهة التي فجرت ساحة سعد الله الجابري أم هي الجبهة التي تحاصر ثكنات النظام ومطار منغ؟!
وحتى لا أبدو كمدافع عن جبهة النصرة فالنفاق الأميركي ربما لا يعني الشعب السوري بشيء بعد عامين من الأكاذيب والكلام الفارغ الذي اسهم فيه روبرت فورد وكلينتون، وما يعني الشعب السوري أن يرى نهاية لنظام فاشي لم يعدم وسيلة لارهاب وترويع المجتمع السوري وشق صفوفه بكل أنواع الارهاب…
هل جمعية البستان التي يقودها ابن خال بشار، رامي مخلوف، هي فعلا جمعية خيرية مثلا؟!
هل قوات الفرقة الرابعة التي تؤتمر بأوامر ماهر الاسد وهي تقوم بمجازر كمجزرة داريا هي منظمة انسانية؟!
قس على ذلك ميليشيا الشبيحة الذين نحروا أطفال الحولة والقبير ويلدا…
الاعدامات التي يذهب ضحيتها العشرات على حواجز هؤلاء الذين ينظمهم رامي مخلوف واقاربه من آل الأسد وأصحاب مصانع البراميل المتفجرة هي الارهاب بعينه ولكن ليس بعيون أميركا التي تتنفس ادارتها النفاق وازدواجية المعايير..
أجزم بأن قرار الادارة الاميركية سيزيد من شعبية جبهة النصرة والعالم ما يزال يتفرج على أطفال سوريا يعيشون في عراء البرد حفاة وجوعى على الحدود وداخل وطنهم والعالم يبيعهم كلاما عن " شرعية او عدم شرعية قاتل كبشار الاسد" قصف المخابز والمشافي يقابله ثرثرة عربية ودولية عن مساعدات لا تحضر بل يحضر الدمار والموت ومنظمة الصليب الأحمر الدولي والامم المتحدة تدلل فاشي قاتل ولا تفرض شيئا من قوانين حماية البشر…
في مثل هذه السياسة الدولية المستمرة منذ ٢١ شهرا يتحول المعتدل والعقلاني الى متطرف وفي حالات تعجيز المعارضة السورية ووحدتها للاعتراف او التدخل الانساني امام ملايين المهجرين السوريين تصبح قضية الناس التخلص من نظام فاشي وتصير الادارة الاميركية كذبة كبرى مثل كذبة سوزان رايس في مجلس الامن وأكاذيب الروس والايرانيين..
صحيح أن الثورة السورية من الوعي بحيث لا تدخل في معارك سوى مع القتلة، وهي منتصرة مهما خذلت ومهما حاول البعض صناعة شبكة امان لهذا الفاشي الذي خدمهم من تل ابيب الى واشنطن بممانعته، إلا أن الشك والريبة من السياسة الغربية وعلى رأسها أميركا ستجعل التربة خصبة لخطاب التقوقع والتطرف في سوريا الجديدة… وقد يكون عند الاميركيين وغيرهم عقول كبيرة ومراكز ابحاث ضخمة إلا أنهم مجموعة استشراقية وايادي لمجموعات الضغط من اللوبيات، وعليه فكل ما تقوم به اميركا وبعض الدول من تصنيف القوى السورية الثائرة لن يضر سوى بكل ما يتم الثرثرة عنه من قيم حقوق الانسان منذ انطلق القتل الجماعي في سوريا… وهو أمر سيضر فقط بالقوى المدنية والعلمانية ورصيدهما حين يفرحون لمثل هذه التصنيفات الامبريالية المتفقة مع تصنيفات الامبريالية الجديدة في روسيا ونظام العصور الوسطى في طهران والضاحية الجنوبية…
الأيام القادمة في سياسة أميركا السلحفائية تجاه المعارضة الوطنية السورية والاصرار على كذبة ان الروس يعرقلون كل شيء ستخلق أجواء وتربة خصبة للمواقف المتطرفة في سوريا… وكلما طال أمد وفداحة الثمن الذي يدفعه الشعب السوري سيزداد الاصرار على الانتصار وهذا الشعب الذي صمد بوجه كل آلة القتل الوحشية لن يهتم كثيرا لثرثرة واشنطن كما لم يعد يهمه ما يقوله لافروف ونصر الله ونظام الملالي في طهران وادواتهما المحلية وتلك التي تسمي نفسها " معارضة"!