إلى الساعين وراء السراب: امريكا ليست إلها، وليست جميعة خيرية – عبد الغني محمد المصري

اجتماع كليتنون ولافروف والابراهيمي رشح عنه بعض الآتي:
— موسكو ليست متمسكة ببشار كشرط للحوار، وتعتمد جنيف كمرجعية للحل السياسي.
— صرحت كليتنون انه لا غنى عن الحل السياسي بدون بشار، والحوار بين كل اطياف الشعب السوري.
— واشنطن وموسكو الغرب متفقون في المحافظة على هيكلية الجيش المجرم، والامن الفاسد، حيث يمكن الاستفادة ممن لم "تتلوث ايديهم" بدماء الشعب السوري.
— واشنطن قلقة من تنامي قدرات الجيش الحر، وترى ان هناك تناميا متزايدا من التنسيق والتخطيط يظهر أثره على الارض، وهذا مما يشكل خطر على ان ينهار النظام بواسطة "المتطرفين" من الجيش الحر دون منة من احد.
— انصار الحل الامريكي، وعلى مبدأ "وافق شنٌ طبقه"، بدؤوا يصفون المقاومة بالعبثية على مبدأ تصريحات عباس حول الصواريخ العبثية التي حررت غزة. فصار المرء يرى أكثر من مؤمن بأمريكا ربا من دون الله، يقول كيف نتخلى عن السوبر بور امريكا ونمشي وراء من لم يستطع الحسم حتى الآن.
— مصطفى الصباغ مسؤول في الائتلاف يصف جبهة النصرة بالارهاب، ويصرح بأنه سيتم حصر التمويل بالائتلاف، "ويا ويل من يصدر اية انتقادات، لانه سيتم مخاطبة ماما امريكا كي تضيفه الى التنظيمات الارهابية".
— الدول الغربية تصر على توفير ملجأ آمن لبشار المجرم القاتل.




تعليقا على ما سبق:
— تصريحات امريكا وروسيا يفهم منها ان "ماما" امريكا تفهم ان مشكلة الشعب السوري هي فقط مع بشار. واما النظام وكثير من كوادره وطائفته فيمكن الحوار معها، وبالتالي مشكلة الثورة مع شخص وليس نظام فاسد مجرم.
— كل من لم ينشق من النظام، فقد تلوثت يداه بدماء الشعب السوري. لأن وجوده داخل النظام حتى هذا الوقت ساعد على بقاء النظام صامدا يقتل ويفجر، وينتهك العرض والارض. لذا فكل الاجهزة الامنية والجيش الحالي هو متورط بالدماء بمعنى لا وجود له في هياكل الجيش والمؤسسات القادمة وليس بمعنى العقاب، لان للعقاب سبله الاخرى.
— أما الذين يتكلمون عن السوبر بور، فأين كانت السوبر بور طوال العام والنصف الماضية؟، ومن هو السوبر هل هو الشعب الاعزل الذي تصدى بصدره لكل الارهاب، والخوف والرصاص، وقهره، ام امريكا المتواطئة في القتل، والتدمير، ولو اصدرت أي قرار جريء لما جرؤ جبناء النظام مضي قيد انملة خارج المرسوم لهم.
— واما اصرار الدول الاجنبية على توفير ملجأ آمن لبشار، فذلك كي يبقى هناك أمل لطائفته بوجود زعيم جامع لهم ولآخرين، كي يتم استخدامه وقت الحاجة، لوجود زعيم ملهم، فقد قتلوا صدام لان السنة رفعوا صورته وهو مسجون، فأرادوا قتل القائد الممكن، وكذلك يحاولون استخدام علي سالم البيض لشق اليمن.
— اما الائتلاف الوطني، فالارض مرجعكم، ولستم انتم مرجعها. فلولا تلك الجماعات البطلة المجاهدة لما استقبلتكم الدول، ولما فتحت لكم المنابر، فتشكيلكم وسفرياتكم بعد الله هي بفضل اولئك الابطال، الذين لن يثنيهم او يحركهم لعاع مساعدات، فقد صمدوا شهورا طويلة بإرادتهم، وبما جاد فيه المخلصون. واما المال الذي يصلكم فهم حق لمن يقاتل لانه هو صاحب التضحيات والدماء، وهو من ينام في العراء، وقد هجر الراحة والدعة كي تتحقق الكرامة لشعبه.
— واما من نصر شعبنا وقت الضيق، وجاد بالمال والنفس، وقاد السيارات الملغومة كي يضرب الحواجز المجرمة التي تقنص الابرياء، وتشل الاطفال، وترمل النساء، فاولئك الابطال هم من شكل جبهة النصرة لأهل الشام. جبهة النخوة كي تنقذ اهلهم في الشام من الذبح كالنعاج، جبهة انتفضت حين تواطأ الغرب، وحين تبادلوا الادوار، وحين سمحوا لربيبهم بشار كي يدمر كل سوريا بنية تحتية، وسكنية، واجتماعية، املا في ارضاخها عند النصر بجزرة لن ينالوا الا قطعا منها على دفعات، مع كل ركوع قطعة.

واما الذين يدافعون عن امريكا او غيرها، فالثورة تريد ازالة النظام بكل مخلفاته من جيش وامن. و لامشكلة للثورة مه امريكا او غيرها، لكن ضمن ثوابت الثورة، فالثورة بتضحياتها اكبر من مصالح امريكا واسرائيل. فأمريكا ليست جميعة خيرية، بل دولة قتلت 10 ملايين هندي احمر كي تستوطن بلدهم، امريكا بلد ومى قنبلتين نوويتين على مدينتين آمنتين كي لا تخسر حربا، تلك هي امريكا وتلك هي السياسة تبحث في المصالح وليس في العواطف.
واخيرا، نصيحة ممن يقرأ البطولات، ويفهم معاني الانفة والعزة، كل حلم بقوات اجنبية او غيرها، وكل تفكير بتهميش الجيش الحر، والقفز عن منجزاته فهو امرؤ لا يقرأ الارض، ولايفهم تضاريس كرامتها التي تطاول عنان السماء. فالشعب خرج كي يسقط النظام، وقد قدم من التضحيات ما يجعل كل حلم بعدم اعادة بناء الجيش والامن ضرب من الوهم والعبث.